في الفترة التي لم نولد بها بعد، اي في الفترة التي عاش بها أجدادنا قبل ابائنا، كان أجدادنا يعيشون علي العادات والتقاليد والتي لا تزال بعضها تُحكمنا حتي يومنا هذا، فمن العادات والتقاليد القديمة هذه هي زواج الشاب في سن صغيرة جدا وكذلك الفتاة حيث انها كانت تؤخذ من وسط صديقاتها ويزفونها عروسا بعد تجهيزها دون ان تعرف شيئا حتي عن الزواج سوي انها ستتعرف في ليلة الدخلة علي شخص غريب لا تعرف عنه سوي انه قد أصبح زوجا لها وبعد ذلك تبدأ دورة حياتها.
لذلك لم يكن هناك شيء يسمي بأخذ القرار أو النظرة الشرعية فقد كانت الفتاة تُزف الي زوجها دون ان تراه أو أن يؤخذ رأيها بشأن الزواج منه، لذلك فإنه مع تقدم الزمن وظهور العلم وتطوره وشرح وتوضيح الإسلام بصورة وبشكل أوضح وأفضل مما كان عليه عرف الآباء والأبناء اهمية اخذ رأي الفتاة بشأن الزواج بمن ترغب بأن يكون زوجا لها.
وكذلك حقها بعد اختيار زوج المستقبل ب النظرة الشرعية التي لم يكن مسموحا بها من قبل أن يولد الآباء والأبناء.لذلك فإن موضوع النظرة الشرعية لم يأت من فراغ بل ان الرسول صلي الله عليه وسلم هو الذي أمر بها وهذا هو الدليل عليها.. قال صلي الله عليه وسلم: اذا خطب احدكم المرأة فقدر أن يري منها ما يدعوه الي نكاحها فليفعل .وما روي ايضا انه قال لبعض الصحابة عندما خطب امرأة: هل نظرت اليها فقال: لا، فقال: انظر اليها فإنه أحري ان يؤدم بينكما اي ان تحصل الموافق والملاءمة بينكما.
وروي عن محمد بن مسلمة انه سمع رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول: اذا ألقي الله عز وجل في قلب امريء خطبة امرأة فلا بأس ان ينظر اليها .
والرسول صلي الله عليه وسلم في هذه الاحاديث لم يحدد القدر الذي يراه الرجل من مخطوبته، بل اطلق ذلك في حدود ما يسيغه عُرف البيئة والمعروف ان الاسلام لا يجيز للرجل ان ينظر من المرأة الأجنبية الي غير الوجه والكفين، ولكنه استثني ظرف الخطبة فأباح للخاطب ان ينظر الي مخطوبته ما يدعوه ويحببه في نكاحها، وإن كان الأولي الاقتصار فيما يري الرجل علي الوجه والكفين فهذا ما اتفق عليه الفقهاء جميعا.
لهذا فإن النظرة الشرعية لها فوائد للخاطبين منها:
أن يأنس كل من الطرفين للآخر.
أن لا يفاجيء كل من الطرفين للآخر بأن يكون مثلا لاحداهما عيب يجعل كلا منهما ينفر من الطرف الآخر.أن يكون هناك القبول من كلا الطرفين للآخر.
لذلك فإن هذه النظرة الشرعية لها حسناتها في اختيار الشريك فهناك آباء لا يزالون يمنعون هذه النظرة الشرعية بُحكم العادات والتقاليد علي الرغم من انه لا يجب الأخذ بكل هذه العادات والتقاليد فمنها الخاطيء والذي منه مثلا:
اجبار *** العم بالزواج من ***ة عمه بحكم العادات والتي جرت علي ان العم قد خطب ***ة اخيه ل***ه منذ ولادتها وهذا مفهوم خاطيء ولا يجوز شرعا ايضا وهو بذلك عادة خاطئة ومن هذه العادات الخاطئة ايضا عادة منع الرؤية الشرعية التي أحلها الاسلام وصنعتها عاداتنا وتقاليدنا.
فهناك بعض العادات والتقاليد التي يجب ان تقاس بالعقل ليعمل بها، فيجب علينا الأخذ بالعادات الصحيحة والسليمة وترك السييء منها فنحن الآن اصبحنا في القرن الحادي والعشرين وأصبح من حق الفتاة ان تواصل تعليمها الي ان تصل الي أعلي درجات التعلم والتعليم لذلك أصبح لها كل الحق في ان يؤخذ رأيها بمن سيصبح في المستقبل زوجها، وأصبح كذلك من حقها ان تراه ليطمئن قلبها.
لذلك فإن الزواج الصحيح يجب ان يكون قائما علي الرد والقبول من كلا الطرفين فهما شرطان اساسيان من شروط الزواج ومن بعده تأتي الشروط الأخري وبالترتيب حتي تقوم الحياة علي أسس سليمة وصحيحة وواضحة.
موضوع جميل جدا جدا مازال الاهل يقولون عيب ولا يجوز ذلك
شكرا لك
لكن أنا اعتقد بأن بعض الأهل متمسكين بعادة عدم رؤية الفتاة لأنهم يقولون قد لا يكون من نصيبها ورآها رجل غريب عنها …
وأنا أفضل إذا خطب شاب فتاة بأن يراها بطريقة غير مباشرة والع** …. في حالة بأنها لم تعجبه لا يسبب لها أذى وبالتالي تكون قد احرجت أمام أهلها أو أهله ..
فقد سمعت من احداهن وكان قد تقدم لخطبتها اثنين من الشباب وتمت الرؤية الشرعية وفي الحالتين لم ترى أحدا منهم لأنها والله أعلم لم تعجبهم شكلا … وسبب لها الكثير من الضيق النفسي وحست بأنها منبوذة إلى أن الله وفقها ور**ها برجل صالح …
ولاشك أن شرع يقدم على جميع العادات والقاليد وخصوص مايخالف الشرع
ونقول لايجوز تقديم كلام الأهل أو العرف على كلام المصطفي عليه الصلاة والسلام
إذا في الأسلام حل شامل للجميع قضايا الحياه للا أستثناء