لم يكن مفاجئا، بالنسبة الينا علي الاقل، ان يطالب بول بريمر الحاكم الامريكي للعراق كلا من الكويت والمملكة العربية السعودية باسقاط تعويضاتهما المستحقة من العراق، وهي تعويضات تصل الي حوالي 200 مليار دولار.
فالادارة الامريكية فرضت هذه التعويضات علي العراق، واقتطعتها من عوائده النفطية قبل العدوان الاخير، واستصدرت قرارا دوليا لتثبيت ذلك قانونيا، ليس حبا في الكويت، او السعودية، وانما استنزافا للعراق، وتجويعا لشعبه، وتركيعا لقيادته. والان بعد ان تم اسقاط النظام بالقوة، واحتلال القوات الامريكية للعراق بالكامل، لم تعد هناك حاجة للاســتمرار في دفع التعويضات بالوتيرة السابقة.
بريمر قال صراحة، انه من غير المنطقي ان يدفع العراقيون الذين لا يزيد معدل دخلهم السنوي عن ثمانمئة دولار للفرد تعويضات لدولة مثل الكويت يزيد معدل دخل الفرد فيها عشرين ضعفا (18 الف دولار).
الكويتيون، وبعض نوابهم خاصة، غاضبون، ويقولون ان تعويضاتهم، التي تقدر بحوالي 98 مليار دولار لا يمكن اسقاطها، لانها صدرت بقرار دولي، ولا يحق لبول بريمر او غيره ان يتلاعب فيها او يطالب بوقف تسديدها.
وهذا الكلام صحيح، ولكن ينسي هؤلاء، ان الولايات المتحدة، محررتهم، وحليفتهم الاكبر، وحامية ديارهم، باتت الان هي القانون الدولي، وهي التي تحكم المنطقة، والكويت علي وجه الخصوص، وامرها نافذ، ورغبتها اوامر يجب ان تلبي دون مناقشة.
فمثلما الغت الحصار المفروض علي العراق لاكثر من ثلاثة عشر عاما بجرة قلم، تستطيع، وبالطريقة نفسها الغاء هذه التعويضات، وتوفير المسوغات القانونية لذلك، فهي التي تحتل العراق حاليا، وتعين الوزراء ومجلس الحكم وتملك اكثر من 150 الف جندي علي ارضه، ونصف هذا العدد في الكويت، وتستطيع ان شاءت ان تعيد احتلال الكويت بمكالمة هاتفية، او حتي برسالة عبر البريد الالكتروني، وضمها الي العراق في وحدة اندماجية جديدة تعيد الفرع الي الاصل، وتحل مشاكل العراقيين حلا جذريا.
الكويتيون تحمسوا كثيرا للعدوان الامريكي علي العراق، واعتبروه تحريرا وعملا بطوليا، وطالما ان النظام الدكتاتوري قد سقط، وبات العراق ينعم بالمظلة الامريكية، ويستضيف علي ارضه قوات امريكية تماما مثل الكويت، فان الوحدة بين القطرين باتت امرا منطقيا، والتجانس اصبح حقيقة واقعة. فلا يوجد حاليا اي فرق بين العراق واي دولة خليجية اخري، وتتوفر فيه كل شروط العضوية للانضمام الي مجلس التعاون الخليجي كعضو اصيل.
الادارة الامريكية، حليفة الكويت والسعودية لاكثر من خمسين عاما ونيف، تعيش حاليا اوضاعا مالية صعبة، وتواجه حرب استنزاف مالية وبشرية في العراق، وعندما تطالب حلفاءها في الخليج بالمشاركة في تحمل الاعباء المالية لحربها في العراق، فانها تتوقع ان لا تتردد هذه الدول في تلبية مطالبها بسرعة، ودون اي اعتراض. فالتحالف هو طريق من اتجاهين، والصديق عند الضيق، والعرب مشهورون في نخوة الحلفاء خاصة عندما يكونون امريكان.
نعم.. انه ابتزاز امريكي واضح وصريح، ولكنه ابتزاز حميد ، يختلف كليا عن الابتزاز العراقي الخبيث. فكل ما كان يطالب به النظام الدكتاتوري العراقي الظالم اقل من خمسة مليارات دولار لانقاذ اقتصاده من الافلاس بسبب ثمان سنوات عجاف من الحرب ضد ايران تورط فيها بتحريض كويتي ـ سعودي، ومباركة امريكية.
الشيخ سعد العبد الله ولي عهد الكويت، ادلي بتصريح مهم قبيل ذهابه الي الطائف للقاء عزت ابراهيم نائب الرئيس العراقي آنذاك لحل الازمات العالقة بين البلدين، وقال بالحرف الواحد نحن لا نخضع للابتزاز وكان هذا التصريح، وما رافقه من تصلب في المفاوضات، من اسباب اجتياح الكويت.
لا نعرف ماذا ستقول القيادة الكويتية الان لمثل هذا الابتزاز الامريكي المكشوف، قطعا ستخضع له، وتتجاوب مع طلباته، وتسقط كل التعويضات، وسيصمت اعضاء مجلس الامة الغاضــبون، او سيجبرون علي بلع السنتهم، والا سيتم قطعها.
ربما يفيد التذكير، تذكير الكويتيين والسعوديين خاصة، بالطرفة التي رواها الامير عبد الله بن عبد العزيز ولي العهد السعودي للسيدة مادلين اولبرايت وزيرة الخارجية الامريكية التي زارت بلاده طلبا لمساعدات مالية لتغطية نفقات الحرب، والقوات الامريكية علي الارض السعودية.
الطرفة تقول ان احد البدو، كان يعاني من ذئب يغير علي قطيعه ويلتهم نعجة كل يومين او ثلاثة، فاشار عليه المستشارون ان يستعين باربعة كلاب حراسة للتصدي لهذا الذئب، ففعل، واختفي اثر الذئب، ولكنه اكتشف لاحقا ان قطيعه بدأ يتناقص بشكل سريع، لان اطعام كلاب الحراسة يحتاج الي أربع نعاج يوميا. فما كان منه الا الترحم علي الذئب وايامه السعيدة. لان الحياة معه ارحم كثيرا، وارخص من الحياة مع كلاب الحراسة.
الامير عبد الله كان حكيما في توصيفه ولكن حكمته جاءت متأخرة، لان كلاب الحراسة هي التي تحكم المنطقة حاليا، وتأكل نعاجها السمينة.
واسحب لو سمحت هالجملة
((تعيد الفرع للاصل ))
الكويت طول عمرها دولة مستقلة لا ترتبط بالعراق لا باللهجة ولا بالعادات الاجتماعية
امريكا تريد اسقاط التعويضات حتى تشحنها لامريكا وليس للكويت والسعودية
التعويضات سيدفعها العراقيين ….. ولكن لامريكا
ان احتلال العراق سبقه احتلال فلسطين الجريحه وجنوب لبنان وسيناء ………..الخ وسيلي هذا الاحتلال دول اخرى عربية واسلامية ولن ننجو الا برحمة الله وحده.
فليعلم الذين ايدوا الحرب على العراق ان :
لكل شيئ اذا ماتم نقصان فلا يغر بطيب العيش انسان
هي الامور كما شاهدتها دول من سره زمن ساءته ازمان
وهذه الدار لا تبقي على احد ولا يبقى على حال لها حال.
وكل يوم يمر والعراق في الاسر والاحتلال هو عار الينا كعرب …
نحن ضد النظام الفاشي .. نظام صدام
الذي لم يحتل الكويت في بداية التسعينات … ولكن اهان كل الدول العربيه ..
وهو الذي ادخل القوات الاجنبيه الى الخليج … وكل هذا كنا في غنى عنه …
وعبدالباري عطوان .. مع احترامي الشديد له …
او اقول له : " امريكا تستطيع احتلال الكويت بأيميل .. صحيح … ولكن تستطيع احتلا ل مصر بأسرائيل .. وخلوا حسني مبارك حبيب اسرائيل ينفعكم "
هو قال هذا الكلام على قناه الجزيره مقابل مبالغ من الدولارات
والدليل على هذا : لماذا لا يجرأ ويتكلم عن قطر اللتي تأوي اكبر قاعده جويه امريكيه في الشرق الاوسط
اننا لا نرى احد من هؤلاء الابواق امثال عطوان يتكلمون عن باقي الدول مثل قطر التي فيها قاعده السيليه الا تستطيع امريكا احتلالها باميل لما لم يقل هذا عبد الباري دولار
وعن الجيش الامريكي الموجود في سيناء لكي يؤمن الحدود لاسرائيل
ولا اريد ان اذكر المزيد المؤلم
ارجو ان لا تكون بوق كباقي الابواق المنتشره بكثره في القنوات الفضائيه هذه الايام مقابل المال
هؤلاء ناس يتكلمون بحقد على كل الخليج