قال الراوي :
جلست إلى صاحبي الأثير .. الذي لا أزال أتعلم منه الكثير .. فأنا أجني خيره ، كما تجني النحلة خير الزهرة ، ولا أعطيه غير الدعاء …. كلا ، بل أعطيته قلبي وملء قلبي حبي …… وكيف لا وقد ربطني بربي ، من أقرب طريق…
شكوت إليه هذه المرة ( الماسنجر ) وما فيه مما سمعته ، وأسمعه ، وعانيت وأعاني ..
كنت أتحدث كعادتي بحرقة ، يكاد لهبها ينقدح بين أسناني ،،
وكان هو كعادته في أدبه العالي الراقي ، يتابعني ويصغي باهتمام ، وابتسامته المتلألئة لا تفارق وجهه المضيء …..
ولما أفرغت ما في نفسي من شحنات مملوءة بالمرارة ….. قام ولم يتكلم ، واتجه إلى طاولته الكبيرة ، وأخذ منها ورقة ، ثم ناولني إياها ، وهو يقول :
بعد عدة حوارات رائعة وشجية مع أخت فاضلة راقية واعية ، وصلتني هذا الصباح هذه الرسالة الكريمة منها ، فاقرأ وتمعن ، وستجد فيها جوابا على شكواك ..
وتركني ومضى …
ولم أشعر أني انخلعت من هذا العالم من حولي كما شعرت تلك الساعة ، وأنا أقرأ تلك الرسالة ، وأعيش مع تلك الدروس الرائعة .. حتى أن صاحبي عاد وبين يديه صينية ضيافته ، ولم أشعر بقدومه ، حتى نبهني ..
فلما انتبهت ، أخذت أرفع صوتي بالتكبير والتهليل منتشيا فرحا ، وأنا أٌقول :
إذا كانت هذه ثمرات الماسنجر .. فحيهلا حيهلا ..!! يا لها من وسيلة فاعلة من وسائل التعليم والتربية والتهذيب والسمو بالروح ..
لم يزد صاحبي على أن تبسم ، وهو يتمتم بالدعاء والثناء على الله تعالى ..
يبقى الآن أن أعرض عليكم تلك الرسالة المثيرة ، أو لأقل تلك الدروس الرائعة التي يحتاجها كل فرد فينا ، تحت كل سماء ، حيثما كان ، في كل وقت ..
– – – – –
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
والصلاة والسلام على أفضل الأنبياء والمرسلين
أما بعد ،
أخي الفاضل .. هذه هي ( بعـض ) الدروس المستفادة التي استطعت أن أستخرجها من الحوارات البناءة السابقــــة .. أرجو أن أكون قد وفقت في است***جها :
1) الطموح : جميل أن يكون للإنسان طموح .. والأجمل أن لا يقلل مما وصل إليه .. بل عليه أن يعمل على تطوير هذا الطموح إلى الأفضل ثم الأفضل ..مع الرضا عن الله ، بما وصل إليه في كل مرحلة .
2) ضرورة التحلي بروح التواضع دائما .. وهذا ما لمسته في شخصيتك ، في كل حوار .. وهذا من روائع ما يتحلى به المسلم ، فمن تواضع لله رفعه .
3) المسارعة في عمل الخير .. دون انتظار المقابل .، بل الله هو الغاية والهدف .
4)في أدب النصيحة وتقبلها : لا بأس من تناول الدواء على مرارته .. ذلك أفضل من العيش في شقاء طوال العمر ، ونحن نحسب أننا نحسن صنعا ..
5) الأفضل : تناول الدواء على مراحل أو على جرعات معينة .. أولا المخففة .. ثم الأكثر مرارة .. ثم الأشد فالأشد..( سواء كنا نتناولها نحن ، أو نناولها غيرنا
6) الهدف من تناول الدواء على مرارته .. هو الوصول إلى مرضاة الله أولا .. وراحة النفس والقلب ثانيا.
7) الرضا بقضاء الله وقدره ، إذا وقع لنا ما لا نحب .. قال تعالى :" عسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم ".. فمن يدري : لعل فيما وقع الخير كله من حيث لا ندري…
8)الرفقة والصحبة الطيبة ثروة لا تقدر بثمن .. فعلينا أن نحرص عليها ، ونبحث عنها .. ولا نفرط فيها ..فهم كنز حقيقي…
9)المواظبة على أداء الصلوات في أوقاتها .وعدم التسويف أو التكاسل عنها ..
10) تقبل النقد الإيجابي بصدر رحب .. مهما كان مرا .. غير أن علينا حين ننتقد أن نغلف نقدنا بروح الحب والود والرقة ..
11)الدعاء بالخير للجميع .. أما الصالحون فلأننا نطلب شفاعتهم يوم القيامة ، وأما غيرهم ، فلعل الله أن يرحمنا برحمتنا إياهم ..
12) اليأس والاستسلام والانسحاب ( مع قوة ما أحمله ، وثقتي به ) .. دليل ضعف .. وليست هذه صفة المسلم الذي يحبه الله تعالى ..
13) اعمل الخير وارمه البحر .. ولا تلتفت له .. وثق أن أجرك مذخور عند الله .
14) تفاعل الأعضاء وتجاوبهم في المنتديات .. ليس بالأمر الضروري .. المهم أنني قدمت ما أؤمن ، وأعتقده ,, وأجري على الله تعالى.
15) الانتباه إلى كل كلمة تمر بنا ، وإلقاء الضوء عليها ، وتحويلها إلى درس مفيد شيق.. ننتفع به ، وننفع به غيرنا ..
16) الانتباه إلى القاعدة التي استخرجها العلماء من الآيات الكريمة في سورة عبس .. قاعدة ذهبية نورانية دعوية ، وخلاصتها : .. من أقبل عليك ليتعلم منك ، فهو أولى بك من غيره ولو كان هذا الغير كبير المقام .
17) روعة كلام الله تعالى ، تهز النفوس وتصلحها وتهذبها، لو كان في القلوب حياة
18) في الدنيا جنة حقيقية من لم يدخلها .. فما ذاق من طيبات الدنيا الحقيقية شئ أبدا .. كما قيل : " إن في الدنيا جنة .. ومن لم يدخلها .. فلن يدخل جنة الآخرة ". ..المقصود بجنة الدنيا : جنة القرب من الرب .. جنة الأنس بالملك الحق جل جلاله .. ومن لم يعرف طريق جنة الدنيا .. فهو شقي محروم .. ولو ملك كنوز الدنيا.
19) التريث وعدم التسرع في الحكم على أي قول نسمعه ، أو موقف نراه .. .
20)الصبر والمصابرة والمرابطة على باب الله .. للانتقال من مرحلة النفس اللوامة ، وهي التي تعاتب صاحبها دائما ..إلى مرحلة النفس المطمئنة مع الله سبحانه .
مع أني أحسب أني نسيت دروس أخرى ، فإني أتمنى أن أكون قد وفقت في جني أهـم الدروس من هذه الحوارات الرائعة التي وفقنا الله لها برحمته …
ولك مني جزيل الشكر .. وبارك الله فيك ..
– – — – – – – –
لا يسعني إلا أن أشكر من كان سببا رئيسيا في إعداد هذا الموضوع …
فله خالص الدعاء بالتوفيق الدائم ، حيثما كان …
وأدعو الله بأن يكيل لك من الأجر الكثير لما تقدمه لنا…
أختك أم عبدالرحمن.
ماشاء الله ______
حقا انها كلامات طيب
جزاك الله خيرا
_______
الأخت الفاضلة / الأحــلام
………………. حرسك الله وحماك وحفظك
جزاك الله خير الجزاء على هذه المتابعة …
والتي أسأل الله أن ينفعك بها دنيا وآخرة ..
ما شاء الله
مشكور