ضحايا الأنترنت

أنا مدمنة انترنت ــ فالبرغم من تراكم دروسي وواجباتي ، لا استطيع ان افوت يوما دون ان القي نظرة على بريدي الألكتروني وأجيب عن كل الرسائل الواردة ، ولولا خوفي من امي التى تراقبني عن كثب دائماً ، لتواصلت مع الناس عبر الشات ولكنى مع ذلك مكتفيه بإرسال بطاقات لصديقاتي وتلقي رسائل منهن ، كما اننا نتحدث مع بعضنا في عطلة نهاية الأسبوع دون استخدام مكبر الصوت طبعاً كي لا تسمع امي كل حواراتنا 0

ومن خلال تواصلي مع الكثيرات عبر الشبكة العفريتيه كما اطلقت عليها ، عرفت ان احدى الفتيات مدمنة مثلي ، وانها وشقيقتيها يستخدمن الأنترنت دائماً ، لكنهن يعانين من قلق أمهن عليهن فهي لا تترك لهن المجال لإشباع نهمهن في التواصل مع الصديقات 0 فهل من مشكلة ؟ ام ان حذر الأم يقينا من الكثير من المشكلات ويدفع عتا الكثير من البلاء ؟

أنا متأكده ان دور الأم مهم جداً في مراقبة بناتها ، فمن نفسي اعرف ان الفتاة التى لا تشعر بالخوف من المراقبة يمكن ان تنسي نفسها ودروسها وواجباتها وهي جالسه امام شاشة الحاسوب تبحر في الأنترنت وانها شيئاً فشيئاً سوف تبتعد عن جو عائلتها الحميم لتجد نفسها في عزلة مع جهاز شبه أخرس 0

وقالت إحدى الأخوات في رسالة الكترونيه انها كانت تتواصل مع فتاة اسمها حصة ، استمرت في التحدث اليها لفترة مع الزمن اكتشفت بعدها انها كانت تتحدث مع اخيها وقد سمي نفسه حصه وقدم نفسه اليها على انه فتاة مثلها !

كلنا وقعنا ضحايا الأنترنت التى تسرق منا الوقت والنوم ، لكننا نحمد الله اننا ضحايا من الدرجة الأولى ، فكثيرات وقعن في مشاكل لا تحمد عقباها بسبب تلك الشبكة!

حقوق الطبع محفوظة للأخت هناء
من جريدة الخليج في ملحق شباب الخليج من العدد 8318 بتاريخ 26 فبراير 2024