إساءة معاملتها يعتبرها البعض دليل رجولة وافتخار !!
تأخرت في تجهيز قميصه فانهال عليها ضربا مبرحا !!
يعاملها كالخادمة والشيء الذي لا يستخدم سوى لإنجاب الأطفال !!
قالت له اغلق الباب وراءك فارتد غاضبا وأمطرها بالضرب !!
يضربها لمجرد أن تحصيلها العلمي أعلى منه !!
ويظل العنف المفرط ضد المرأة وعلى مر العصور ظاهرة غير حضارية ولا مقبولة بأي مقياس . وفي مجتمعاتنا العربية تشهد الممارسات العنيفة ضد المرأة ما يشبه حالة القبول المقنن ، وقد تتطرف جيوب في هذه المجتمعات فتعد إساءة معاملة المرأة من قبل الرجل أخاها أو زوجها فعلا يرقى إلى مصاف الأفعال المتفاخر بها والدالة على الرجولة !!
وكل هذا يجري برغم أن المرأة في مجتمعاتنا بدأت ومنذ عهد ليس بالبعيد إثبات وجودها على الصعيد الفاعل والمؤثر ، مما ا**بها مكانة رفيعة برغم أنها مكانة لم تشفع لها بعد ، ولم تحل دون تعرضها للعنف بشتى صوره .
ولعلك لا تجد امرأة عاملة أو مثقفة إلا وعلى لسانها التساؤل الاستنكاري التالي : أبعد كل هذه المشاركة للرجل في بناء المجتمع وتنشئة أجياله ، ودفع عجلة تقدمه : سياسيا ، اقتصاديا ، وثقافيا، نظل أسيرات دائرة العنف مضادة تلقى مباركة من القوانين والأعراف والتقاليد !!
قد يمارس العنف ضد المرأة في مجتمعنا ، وقد لا يمارس ، ولكنه في كلا الحالين يظل سيفا مسلطا على رقبتها بفعل واقع ذكورية المجتمع الذي يرفض إلا الاحتفاظ بحقه ساعة يشاء ! ليس لشيء سوى لاختلاف طبيعتها وتركيبتها الجنسية ، وما يتبع ذلك من تفردها بصبغات عاطفية وشعورية تضيفها هذه الطبيعة والتركيبة .
في السطور التالية نستعرض بعضا من تجارب نساء أردنيات عانين الأمرين ، ومورست بحقهن صنوف من العنف .. ونترك هؤلاء النسوة يروين التفاصيل دون تدخل منا .
جحيم
" هيام " زوجة وأم لأربعة أبناء حامل منه ، وبالتالي فقد ضغط عليّ أهلي وطلبوا مني البقاء في عصمته واحتمال ما هو فيه على أمل أن يتعقل وينصرف عن ضربي عندما يأتي المولود الجديد .. غير أن السنوات مضت ، والمواليد تتوالى وهو لا يهدأ ، بل يتمادى .
حياتي معه مستحيلة ، لكنني مضطرة للعيش في جحيمه المستحيل لأجل أبنائي الذين لا أملك في الدنيا سواهم وقررت أن أعيش لأجلهم .
فارق التعليم سبب معاناتي
وتروي " وفاء " مأساتها على يدي زوجها والتي تسبب بها : فارق السن ، التحصيل العلمي ، والدخول مبكرا جدا في عالم الزوجية .
تقول كنت أنوي متابعة دراستي في الجامعة عقب إنهائي للتوجيهية غير أن أهلي سامحهم الله استعجلوا تزويجي ، وهو ما حال دون تحقيق حلمي بالحصول على الشهادة الجامعية وقدر لي أن يكون زوجي ، وهو *** عمي من نوعية لو خيرت لما وافقت على الزواج منه ، وهذا لجملة من الأسباب منها أنه لم يتم دراسته الثانوية ، وانخرط في مجال العمل منذ صغره .. ولا يحمل بين جنباته أية طموحات .
وفي الأيام اللاحقة على شهر العسل ، بدأ يتضح جليا أن الفارق في التحصيل العلمي بيننا شكل حاجزا ، ومن ثم سببا دائما للشجار ، ولاحقا خفيا له للإقدام على ضربي !
وما يزال مزروعا في ذاكرتي ولن ينتهي منها ذلك اليوم الذي فاجئني فيه بينما كنت أقرأ في كتاب ، حيث هاجمني واختطف الكتاب ، ثم م**ه وهو في ثورة غضب هستيرية .. ولم يلبث أن انهال عليّ ضربا !!
فررت من ذلك اليوم إلى منزل أهلي ، وطلبت إليهم أن يخلصوني منه أو يجدوا لي حلا ، غير أنهم لم يفعلوا شيئا متذرعين بأنه *** عمي . بل وأجبروني على ومصالحته والعودة للعيش في كنفه .
ومنذ ذلك الحين لم يعد يتورع عن ضربي ولأتفه الأسباب ، وأنا الآن أنجبت طفلين منه ، وبات أمر طلاقي منه شبه مستحيل .
خادمة ..!!
وتقول " كوكب الناجي " .. أن كثيرا من الرجال يعاملون المرأة " زوجاتهم " كما لو أنها خادمة ، ويمتهنون كرامتها بسبب وبدونه ، ولا يرون فيها أكثر من " شيء " ينجب الأطفال ويقوم على إرضاعهم !! إذا حاولت الانتصار لوجودها واثبات غير ذلك فإن جزاءهم يكون الضرب .
واذكر أنني في أول زواجي ذهبت لأهلي وطلبت إليهم تطليقي منه لأنه يضربني بلا سبب فانتصروا لي ، غير أنهم رفضوا موضوع الطلاق ، وبسبب مؤازرتهم عدت إلى بيت زوجي معززة مكرمة ، ومنذ ذلك الحين لم تمتد يده إليّ إلا بخير ، وأنا الآن أم لخمسة أطفال يلقون كما ألقى كل معاملة طيبة من أبيهم الذي تعلم كيف يحترمهم ويحترمني .
وهنا أحب أن أوجه رجاء للأزواج ألا يضربوا زوجاتهم وبخاصة أمام الأطفال والذين إن رأوا أمهاتهم تضرب أمامهم سيكبرون بنفسيات مشروخة ومهزومة .. !!
شرس تزوجني وعمري 14 عاما
يسرى محمد تقول لقد قام أهلي بتزويجي وأنا عمري 14 عاما ولم أتعلم في المدرسة وكنت لم أفهم بعد معنى الزواج وكان زوجي من النوع الشرس فمن أول أسبوع قام يضربني لأنني قلت له أن يغلق الباب وراءه وهو خارج .
الآن أصبح لي معه عشر سنوات .. وهو على نفس الحال فهو يضربني ويتعرض لي بالأذى اللفظي والسلوكي أمام الأطفال وأمام أهله وقد تعودت وقد بات أولادي لا يحترمونني لكني متحملة كل ذلك من أجلهم حتى لا يتشتتوا في الحياة وتصبح حياتهم مثل حياتي وسوف أعمل كل ما في وسعي للحفاظ عليهم .
لهذا اضرب زوجتي ..
وعند سؤالنا لأحد الرجال الذين يمارسون العنف ضد زوجاتهم وهو يكنى أبو احمد قال :
إن هناك نوعية من النساء المتعلمات يتصرفن كالأميات من حيث الزوج واختيار المهنة المناسبة لهن. وأضاف : زوجتي متعلمة ومن النوع الذي يحب التعليم لكن سلوكها كزوجة مثل سلوك أي زوجة غير متعلمة وكأن دراستها لم تكن تعني لها شيئا فهي تتصرف تصرفات لا تليق بامرأة متعلمة وكانت نتيجة تصرفاتها تلك أنني قمت بضربها حتى أنهي سلوكها السيئ معي .
بداية الأمر كانت تخلق المشاكل لأنني أضربها . لكن بعد فترة وبعد عملية " تصليح " للعلاقة التي تربطنا كفت زوجتي عن المضايقات وعن خلق المشاكل وأصبحت حياتنا سعيدة بتلك النتيجة .
العمل سبب رئيسي
ويقول هشام النوايسة : أن السبب الرئيسي في المشاكل بين زوجتي هو العمل واختلاف الآراء وذلك لأنني لا أريدها أن تعمل و هي مصممة على العمل والعمل الذي تريده غير مناسب لسيدة مثلها .
وكانت هذه نقطة الخلاف بيننا وحاولت مرارا أن أقنعها بعمل آخر يليق بها لكنها عنيدة لم تقبل بأي رأي أشرت عليها به .
فكانت نتيجة ذلك أنني لحظة طيش وعميان بصر قمت بضربها مما أدى إلى شرخ العلاقة بيننا حيث توجهت هاربة إلى بيت أهلها مما خلق مشاكل كثيرة بيننا وزادت رقعة الخلاف بتدخل الأهل وأيضا تدخل أهل الخير واقنعوها بترك العمل ومنذ ذلك اليوم وحياتنا جيدة لا يوجد خلاف بيننا فهي تعتني بالأطفال وتحافظ على بيتها وعلى زوجها مما زاد من احترامي لها .
من الايميل
الموضوع لا يحتاج إلى هذه المبالغة والتهويل غير المنطقي ففي كل المجتمعات تحدث مثل هذه المشاحنات ولكنها لم تصل عندنا في مجتمعنا الإسلامي إلى حد الظاهرة المثيرة للانتباه فنحن لاننكر وقوع مثل هذه القصص ولكنها قليلة جدا ولا أجد مبررا للأخت في إثارة مثل هذا الموضوع
وفي الختام أتمنى من الأخت متوفيه تقبل الأي الآخر بكل رحابة صدر وشكرا