حييت ساكن هـذا البـيت كلَّـهـُمُ إلا الرّبـابَ فـإني لا أحيـيها
أمست عروساً وأمسى مسكني جدثاً بين القبـور وأنِّي لا ألا قـيها
استبدلت بدلاً غـيري فـقد علمت أن القبور تـواري من ثوى فيها
قد كنت أحسـبها للعهـد راعيـة حتى تموت وقـد جفت مآقـيها
ففزغت من نومها فزعاً شديداً وأصبحت مبغضةً للأزواج ، وآلت أن يصل إليها رجل بعده أبداً .
صورة أخرى على النقيض :
قال ال**ير بن بكار : كانت امرأة من العرب قد تزوجت رجلاً ، فكانت تجد به وجداً شديداً فتحالفا وتعاهدا أن لا يتزوج الباقي منهما ، فما لبثا أن مات بعلها ، فتزوجت فلامها أهلها على نقض عهدها ، فقالت :
لقد كان حبي ذاك حباً مُبرِّحاً وحبي لذا إذ مات ذاك شديد
وكانت حياتي عند ذلك جنـةً وحبي لذا طول الحياة يزيـد
فلما مضى عادت لِهذا مودتي كذاك الهوى بعد الممات يبيد
هناك في مجتمعنا حالات من الصنف الأول تفضل أن تعيش من غير زوج وفاءً لزوجها الأول ورجاء أن تكون زوجته كذلك في الآخرة ( هذا إذا كان كلاهما من أهل الجنة ) ولكن هناك من المغريات في هذا العصر ما تجعل الوفاء بهذا العهد من الصعوبة بمكان ويزيد الطين بلة إذا كان لها منه أبناء والحالة المادية متعسرة ليس هناك من دخل ثابت حتى تعيش عليه هي وأبناؤها من بعده … هنا تكون العثرة وقلة الحيلة ونقض العهد في هذه الحالة قد يكون له سبب ولابد من المغامرة في ظل زوج آخر … لابد لكل أرملة أن تراجع نفسها إذا كان الأمر فيه ضرر عليها ويترتب عليه مفسدة فلا حاجة لها أن تُحمِّل نفسها ما لا تطيق حتى تفي بالعهد الذي بينها وبين زوجها المتوفى ( فالضرورات تبيح المحضورات … مع أن الزواج ليس محضوراً على منهم على شاكلتها ) وعلى قول إخواننا المصريين : (ظل راجل و لا ظل حيطة ) فالعصر السابق ليس كعصرنا الحالي كلما مر زمن والذي بعده شر منه فتن تزداد ومغريات أينما وجهت وجهك ما بقي للواحد إلا أن يبحث لنفسه عن شعب من الشعاب يرعى فيه غنماً حتى يَسلم من فتن هذا الزمان ( والذي أخشاه أن يسمعني بعض رعاة الغنم فيقوم بتخطيط المنطقة التي يرعى فيها غنمه والذي يريد قطعه من المخطط لكي يرع فيها غنمه فعليه أن يراجع الراعي أبو / خنيفر الوكيل الوحيد لبيع قطع المخطط … فاللهم سلِّم سلِّم .. ؟؟؟ ) .