المقدمة
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وبعد:
فلا شك أن المرأة هي عماد الأسرة ومحورها الذي تدور في فلكه، وإليها يرجع –بعد الله عز وجل- نجاح الأسرة وتماسكها، ولا شك أيضاً أنها من سبل السعادة في هذه الحياة… ولكن هل كل امرأة تعد عماد الأسرة ومحورها؟! وهل كل زوجة أو بنت أو أم سبيل من سبل السعادة في هذه الحياة؟! بالطبع لا.
فهناك من النساء من حازت صفات معينة جعلتها تتبوء مكانة عالية في قلوب وعقول من حولها من الأهل والأقارب والزوج والأخوات، وهذا الصنف من النساء قليل الوجود، عزيز المنال، وقلته وعزيزته تشوّق إلى معرفة صفاته.
وهناك من النساء من هن معاول هدم للأسرة، وعليهن تقع مسئولية انهيارها وتفككها، وهذا الصنف –للأسف- كثير في نساء المسلمين اليوم، وكثرته تغني عن تتبع صفاته.
فإلى صفات الصنف الأول من النساء، نسأل الله تعالى أن يكثره بين نساء المسلمين. وصلى الله على نبينا محمد.
الناشر
صفات المرأة المسلمة مع ربها عز وجل ورسولها عليه الصلاة والسلام
1- محبة لله ورسوله صلى الله عليه وسلم
* فالمرأة المسلمة تحب الله ورسوله، وتقدم محبتهما على كل ما سواهما من النفس والولد والناس أجمعين، وتضع أمام عينيها قول النبي صلى الله عليه وسلم : "لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين" (متفق عليه).
* وهي تعلم أن محبة الله هي أصل العبادة وجوهر التوحيد وروح الإسلام، وهي سبب لحصولها على حلاوة الإيمان. قال صلى الله عليه وسلم : "ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان.. " ومنها "أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما.. " (متفق عليه).
* وهي تعرف أن من يحب الله عز وجل لا بد أن يحب دينه، ويحب رسوله صلى الله عليه وسلم، ويحب كل من يحبه، وكل ما ينتسب إليه سبحانه، وأن من أحب حبيباً أكثر من ذكره بقلبه ولسانه وأحب كلامه.
* ومحبة الرسول صلى الله عليه وسلم واجبة على كل مسلم ومسلمة، ومحبته معناها الإيمان به نبياً ورسولاً، وطاعته فيما أمر، وتصديقه فيما أخبر واجتناب ما نهى عنه وزجر، وألا يعبد الله إلا بما شرع، واقتفاء أثره، وإحياء سنته والتأدب معه وتوقيره صلى الله عليه وسلم، ومن محبته أيضاً محبة سنته والتمسك بها والدعوة إليها والدفاع عنها.
2- مطيعة لله ورسوله صلى الله عليه وسلم
* فهي طائعة لله ورسوله صلى الله عليه وسلم، لأن هذا من مقتضيات المحبة الصادقة، ولأنها تعلم أن المحب لمن يحب مطيع، لذلك نراها ممتثلة لأمر الله ورسوله صلى الله عليه وسلم ولو خالف هواها، ومنصاعة لهدي الله ورسوله صلى الله عليه وسلم ولو جاء على غير مزاجها، تقف عند أوامره فتتبعها بكل دقة وإخلاص، وتقف عند حدوده ونواهيه فتجتنبها وتحذر من الوقوع فيها.
* والمسلمة المطيعة لله ورسوله صلى الله عليه وسلم هي تلك المرأة التي إذا قضى الله ورسوله أمراً لم يكن لها الخيرة من أمرها، بل نقول سمعاً وطاعة، وتعلم أنها ملزمة بتنفيذ ما أُمرت به. قال تعالى "وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمراً أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالاً مبيناً" (الأحزاب :36).
– بعيدة عن الشرك
* فقلبها نقي من الشرك ظاهره وباطنه، صغيره وكبيره، عظيمه وحقيره، لأنها تعلم أن الشرك ذنب لا يغفره الله عز وجل "إن الله لا يغفر أن يُشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء" (النساء: 48)، وأن صاحبه خاسر وحابط عمله : "لئن أشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين" (الزمر :65).
وهي تحذر من كل صور الشرك، فلا تدعو غير الله، ولا تذبح لغير الله، ولا تستغيث إلا بالله، ولا تستعين إلا به، ولا تتوكل إلا عليه، ولا تطوف إلا ببيته، ولا تنذر لغير الله، ولا تخاف إلا الله، ولا تصدق الكهنة والعرافين ولا تذهب إليهم، وتعتقد كفرهم وكذبهم، ولا تدعو الأموات، ولا تطلب الر** من غير الله، ولا تحلف بغير الله.
وبالجملة فهي بعيدة عن كل أنواع الشرك سواء كان في الأقوال والأفعال أو الاعتقادات.
4- متوكلة على الله تعالى
* ومن صفات المرأة المسلمة أنها متوكلة على الله في سائر أمورها، مفوضة إليه كل أعمالها، محسنة الثقة بما عنده عما عندها، لأنها تعلم أن من توكلت على الله كفاها، ومن آمنت به هداها، قال تعالى "ومن يتوكل على الله فهو حسبه" (الطلاق :3).
* وهي مع توكلها على الله تعالى لا تنسى الأخذ بالأسباب، لأنها تعلم أن الأخذ بالأسباب لا يتعارض مع التوكل على الله سبحانه وتعالى بل هو مكمل لها، وأنها مأمورة بالأخذ بالأسباب فيما تقدر عليه، ومع هذا فهي لا تركن إلى الأسباب، ولا يتعلق قلبها بها.
وأثابك بالخير على نقولاتك الجميلة والمفيدة…
صفات المرأة المسلمة
1- محبة لله ورسوله صلى الله عليه وسلم .
2- مطيعة لله ورسوله صلى الله عليه وسلم.
3- بعيدة عن الشرك .
4- متوكلة على الله تعالى .