تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » صدام في ميزان الإسلام

صدام في ميزان الإسلام 2024.

العبر المريرة من الحرب الأخيرة :

العبرة الأولى ـ لا قليل من الإثم:

مع كل الذي ذكر من أعمال صدام الشرعية في الواقع العراقي والتي حاولنا أن نظهرها بعدما طمسها الكل إلا أن الآثام الكثيرة الباقية القائمة في الساحة العراقية كانت كفيلة بهدم أركان الخلافة العباسية العظمى ـ لو أنها كانت قائمة ـ وأنها كفيلة بتخلي الله تعالى عن جيش المسلمين الفاتح لبلاد الكافرين لو كان موجودًا …

فليس هينًا عند الله امتلاء الساحة العراقية بالأصنام الشامخة لشخص صدام [ وماأكثرها في عالمنا الإسلامي ] !

وليس قليلًا امتلاء البلاد بالبنوك الربوية التي توعد الله عليها بالمحق !

وليس قليلًا امتلاء البلاد بالمعتقلات والتهاون بأرواح الناس !

فإذا كان التحذير الأكبر والوصية الأهم في رسالة عمر رضي الله عنه إلى قائد المسلمين في القادسية سعد بن أبي وقاص هو تحذيره وجنده من الآثام قليلة كانت أم كثيرةٌ … كما يروى أن النصر حبس عن المسلمين في بعض معاركهم بسبب تركهم لسنة السواك ..

ولقد جاءت الجيوش العراقية على أحسن تقدير بنية حسنة وهي الدفاع عن البلاد والعباد والنفس والدين والمال… لكنهم جاؤوا مثقلين بالآثام على جميع المستويات، جاؤوا متخلفين عن استكمال شروط نزول النصر على جند الله، والله تعالى يقول [ إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم ]

نعم: إن خطابات الرئيس الأخيرة [ والتي بدأت تظهر من عام 1992 م وصارت واضحة وبقوة منذ عام 1996 م ] كانت تفيض بالمصطلحات الإيمانية وعبارات التوكل على الله تعالى والثقة بنصر الله تعالى … لكن تلك الخطابات لم تكن كافية لنزول نصر الله تعالى . فالله تعالى أعلى وأجل وأكبر وأعظم من أن يغرّه أو يغْرِيه خطاب قائد أيًا كان، فينزل عليه نصره بحسن الخطاب وحسن نيته بينما شروط النصر العقدية والعلمية غير مستكملة فيه ولا في جنده ولا في بلده … ومع إيماننا بأن لكل امرئ ما نوى … والناس يبعثون على نياتهم، لكن إقرار الحق على أرض الواقع وانتصاره على الباطل شيء … وحصول الشهادة أو الأجر والمعذرة بعدم العلم ونحو ذلك شيء آخر … فالثاني فعل فرد والأول فعل أمة والخلط بين الاثنين خطأ عظيم …..

وهذه والله عبرة عظيمة لمن أراد نصر الله حقيقة … وبعد أن كان كثرة الاستدلال والاستشهاد قاصرًا في الغالب على قِلّة من المسئولين العرب كالسعوديين والسودانيين فإننا أصبحنا نشاهد صدام خلال الثمان سنوات الماضية يكثر الاستشهاد بالآيات والاستدلال بالأحاديث بل وتجاوز ذلك بالتفاخر بقصص المجاهدين ورموزهم وكم من مرة طالب جنوده بالاقتداء بهم وخاصة الأخوة السبعة الذين حوصروا وقتلوا في مستشفى قندهار رغم علمه أن ذلك قد يكون ذريعة في القضاء على حكمه ونهاية نظامه بدعوى ارتباطه بالقاعدة … وأكثر القراء يجهلون هذا الأمر … ومن تابع خطاباته علم بذلك، وأكثر من ذلك، لكن كل ذلك لم يكن كافيًا لنزول النصر الإلهي …. ذلك أن الله لا ينظر إلى الألسنة والصور ـ وإن صدقت ـ إنما ينظر أولا ً إلى القلوب وصلاحها وصدقها، وينظر إلى ما يصدقها من الأقوال والأعمال … ثم إذا حوسب الفرد على عمله وحده، حوسب الحاكم عليه وعلى عمله في أمته وبلاده وما ولاه الله إياه .

ومن ثم وكل الله تعالى الخصمين في هذه المعركة إلى قوتهما فكانت القضية محسومة قبل ابتدائها ..

وهذا ما ينبغي أن يستدركه المسلمون في صراعاتهم القادمة فيخلصوا النيات ويتخلصوا من الذنوب، ويقوموا الألسنة ويستقيموا بالأعمال ويفوضوا الأمر إلى الله ظاهرًا وباطنًا مع اتخاذ كامل الأسباب المادية والعدة العسكرية المستطاعة …

إن ميزان السيئات والحسنات ليس هو الأذواق، ولا ما يطلبه المشاهدون … إنما هو ميزان الكتاب والسنة … فالحلال ما أحله الله والحرام ما حرمه الله، والدين ما شرعه الله فإذا كانت الملائكة لا تصحب رفقة فيها جرس، فكيف تنزل على جيوش حاديها مزمار الشيطان والغناء باسم الوطن وصدام ….؟! فكيف بما هو أعظم من ذلك ..؟!

معاذ الله أن نقول هذا شماتة، فإن ما في العراق من قرارات رئاسية في السنوات الأخيرة كان مبشرًا بخير عظيم، ولكن يجب علينا أن نلتزم القواعد الربانية حيث أن للنصر عدته، وله تضحيته … ولا قليل من الإثم … وعندها لن يكون لقوة العدو العسكرية ترجيح في الميدان، لأنه لن يغلب الله أحد ولن يغلب جند الله أحدٌ، والله يقول: [وإن جندنا لهم الغلبون].

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.