السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جرت الأقدار… صاحت فتاة قائلة:
إنكم يا دعاة الإسلام تدّعون أنكم مصلحون وتريدون الحياة السعيدة للمرأة… إذا كان هذا صحيحاً فلماذا نرى المرأة عندكم مظلومة مهانة… مغصوبة الحقوق… محرومة الأجور… لماذا هذا؟
قالت: أنصتنا أدباً… ثم أجبنا… و بهدوء نطقنا.
لقد حق لك أختاه أن تسألي عن السبب الذي أورد المرأة دائرة المهانة وأوقعها في بوتقة التأخر… السبب في ذلك أختاه أن كثيراً من الأوضاع في ديار المسلمين بعيدة عن المنهج الإسلامي في كثير من شؤون الحياة.
وبسبب هذا البعد عن الشريعة الغراء ظهرت في المجتمعات الإسلامية أوضاع فاسدة، و أخذت تلك الأوضاع تؤثر سلباً في حياة المرأة حتى أخرجتها عن فطرتها التي فطر الله الخلق عليها، فتخلت عن دينها وتنكبت صراط ربها، وخلّفت كتابه وراءها ظهرياً، وما كان ذلك إلا بفعل أيد باغية أرادت أن تجعل من المرأة الأداة الطائعة لتحقيق مقاصدها الدنيئة.
ولما فتحت المرأة عينها وجدت نفسـها في دهاليــز مظلمة و متاهات بعيدة الأفق، وصادفت في الوقت ذاته أفكاراً مشينة ينعق بها كل ناعق، سواء في المجلات ذات الألسنة الحداد، أو الشاشـة ذات الصورة الماجنة البلهاء، فحادت المرأة المسلمة مرة إلى اليمـين ومرة إلى الشمال، وتنكبت بذلك صراط الله المستقيم. وهذا كله من جراء الإعراض عن شريعة الله ومحاولة فصل الدين عن حياة المسلمين وواقعهم، ولا خير يعود على هذه الأمة عامة -وعلى المرأة خاصة- إلا بالعـودة إلى الإسلام من جديد فهو الذي أصلح الحياة من قبل، وهو الكفيل أيضاً بإصلاحها وإعادتها إلى الحق السديد والمسلك الرشيد، و رحمة الله تعالى على إمام دار الهجرة الذي قال ( لا يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها )). وصدقيني أختاه -وأنا لك ناصحة أمينة- لا ولن يصلح آخر هذه الأمة إلا بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.
أما عن المرأة الكافرة فلن أطيل عنها الحديث سوى أنّي أورد الحادثة التالية التي تدل دلالة واضحة وتع** صورة جلية ناصعة لما تعانيه المرأة الغربية في مجتمعات الإباحية والانحلال (( ذهبت فتاة نمساوية إلى المركز الإسلامي بألمانيا وتبرعت بعشرة آلاف مارك، ورغبت في الزواج من شاب مسلم لأنها تقول لم يعد لنا ثقة في الرجال النصارى لأنهم يعتدون على النساء )) وتقول الكاتبة آرنون: (( لئن يشتغل بناتنا في البيوت خادمات خير و أخفّ بلاء من اشتغالهن بالمعامل؛ حيث تصبح المرأة ملوثة بأدران.. تذهب برونق حياتها إلى الأبد، ألا ليت بلادنا كبلاد المسلمين؛ فيها الحشمة والعفاف والطهارة)).
{ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَمْعَ وَ هُوَ شَهِيدٌ }