في صباح يوم 13/12/1972 وفي مطار كنيدي في نيويورك, أخذت طائرة من طراز تراي ستار تابعة لشركة خطوط إيسترن الجوية تستعد للإقلاع في رحلتها رقم 401. لم يكن هنالك سبب للقلق فالطائرة عمرها ثمانية أشهر فقط والطاقم كفؤ !!.
انخفضت درجة الحرارة إلى تحت الصفر وغطت الثلوج الكثيفة أرض المطار. انطلقت الطائرة وعلى متنها 163 راكبا وطاقم مكون من 13 فردا.
كانت بقيادة الكابتن بوب لوفت ومساعده الكابتن دون ريبو والمهندس بيرت ستوكويل. ارتفعت الطائرة إلى 31 ألف قدم وكانت سرعتها 913 كم في الساعة وكانت متوجهة إلى ميامي على بعد 1100كم جوا.
اقتربت الطائرة من ميامي اتصل الكابتن لوفت ببرج المطار طالبا الهبوط, وعند الاقتراب النهائي أنزلت عجلات الهبوط. ولكنهم اكتشفوا خللا مفاجئا إذ لا يوجد ضغط هيدروليكي على الإطلاق. وبهذا لن تستطيع الطائرة الهبوط على عجلاتها ولا حتى على بطنها زحفا.
اتصل الكابتن لوفن ببرج المطار طالبا الارتفاع ثانية وشغل المحركات الثلاثة النفاثة بأقصى طاقتها ولكنها بدلا من الارتفاع سقطت فجأة في مستنقع إيفر جلادينس القريب من المطار !!.
اكتسحت الطائرة أشجار المستنقع ثم تفككت وتناثرت إلى أجزاء فوق مساحة واسعة من الحشائش الكثيفة والأشجار المت**رة, والمياه الراكدة والرمال المتحركة ولم ينج أحد على الإطلاق من هذا الحدث !!.
انزعج الخبراء في شركة لوكهيد الأمير كية التي قامت بصنع الطائرة, وبعد تدقيقات فنية شاملة, تم تعديل مضخات الدفع الهيدروليكي والأجهزة المتصلة بها وذلك في الطائرات القليلة التي أنتجت من هذا الطراز الجديد. إذ أن الطائرة من طراز L-1511 متوسطة المدى موديل تري ستار وتمت التجربة الأولى لطيرانها في 16/11/1970.
تحملت شركة لوكهيد المسئولية بأمانة كاملة وتم تعويض ذوي الضحايا من التأمين وكذلك تعوضن شركة إيسترن.
واجهت شركة أيسترن الجوية مشكلة أخرى من نوع غريب., فقد بدأت الأنباء تتسرب وتتوالى بين المضيفات والطيارين. ثم انتقلت إلى طياري الشركات الأخرى وذلك حول ظهور أشباح من طاقم الطائرة المنكوبة داخل طياراتهم. وقد أثرت هذه الشائعة على مبيعات الشركة ورحلاتها الجوية وبالتالي على دخلها المالي.
بدأت الشركة في فصل كل مضيف أو طيار يردد هذه الأقوال أو توقيفه عن العمل أو عرضه على طبيب نفسي.
لم يوقف كل هذا ظهور الأشباح خاصة شبح المهندس ستوكويل ومساعد الكابتن دون ريبو. ولم يقتصر هذا الظهور على طائرات شركة إيسترن وحدها بل إلى طائرات الشركات الأخرى من طرازات أخرى. خاصة عند مرورها فوق منطقة الحادث أو إذا كان هنالك خلل في طائرة ما وهي في الجو !!.
كان ظهور دون ريبو بتجسد كامل وبملابس الطيران حيث يظهر للمضيفة أولا ثم أفراد الطاقم ويحذرهم من مشكلة فنية في الطائرة حيث يحددها بالضبط !!.
أما بيرت ستوكويل المهندس فكان أول الأشباح ظهورا فكان يظهر بنصفه العلوي فكان يشير إلى المشكلة الفنية على ظهر الطائرة ويعطي حلا لها !!.
كانت مثل هذه الأحداث الغامضة وجبة دسمة للصحافة في كافة أنحاء العالم والى يومنا هذا تحدث هذه الظاهرة مرة أو أثنين في العام.
تم الاستعانة بوسطاء ومرشدين روحانيين قاموا بالاتصال بالأشباح وعرفوهم بأوضاعهم الجديدة في حياتهم الأخرى.
يبدو أن قوى العقل الرهيبة هي التي تسيطر في العالم الآخر. حياة أخرى تبدو منها كل أنواع المعرفة أشبه بومضة من البصيرة الشاملة أو الوعي الكامل بالوجود بمجرد التركيز الذهني.
وهو أمر لم يستطع العلماء في تجاربهم تتبعه بالغموض الشديد الذي يتصف به العقل, ناهيك عن دور الفطرة والضمير في بناء الإنسان. ومن ثم تصرفاته و أفكاره وهي كلها أشياء خارج نطاق حواس الإدراك.
منقولة عن: Der Spiegel
بقلم: Werner Meyer
1981
Hamburg Germany