وعلمت “الخليج” ان نواب الكتلة الاسلامية في مجلس الأمة الكويتي (البرلمان) والبالغ عددهم 13 نائباً من اصل 50 يضمهم المجلس، سوف يحددون في اجتماعهم الطارئ المزمع اقامته مساء غد الاحد في ديوانية المنسق العام للنواب الدكتور فيصل المسلم، موقفهم النهائي من الاستجواب الذي أعد محاوره الرئيسية النائب الدكتور وليد الطبطبائي بمشاركات من النواب عواد برد، ضيف الله بورمية، فيصل المسلم، ضد وزير الاعلام، الذي استنفد على حد وصف الطبطبائي كل الفرص التي منحت له لتصحيح سياسته، وتجاوز كل الخطوط الحمر ولم يعد ممكنا السكوت عنه بعد الآن.
وكان الحفل الذي أقيم بدعم ومباركة رئيس الوزراء الشيخ صباح الأحمد وشهد جدلاً واسعاً لم ينته حتى الآن، قد أقيم وسط اجراءات أمنية احترازية مشددة، حيث شكلت وزارة الداخلية غرفة عمليات داخل موقع الحفل بقيادة الوكيل المساعد لشؤون الامن العام اللواء مساعد الغوينم، وتضم العمداء محمود الدوسري وأنور الياسين ومصطفى خان والعقيد يعقوب بهمن، كانوا على اتصال دائم بوكيل وزارة الداخلية الفريق ناصر العثمان. وقد انتشرت سيارات الشرطة والاسعاف والدفاع المدني بكثافة ملحوظة في كل الطرق المؤدية الى مكان الحفل، وقامت القوات الخاصة بمصاحبة فرقة الكشف عن المتفجرات وقوات تتبع الأثر المزودة بكلاب بوليسية مدربة بتفتيش ارض المعارض كاملة والمسرح المخصص لإقامة الحفل ثلاث مرات، الأولى في الصباح والثانية في الثالثة عصر والثالثة في السابعة مساء وقبل السماح للجمهور بدخول المسرح، والذي بدأ منذ الثامنة واستمر حتى الحادية عشرة مساء مع بدء الحفل، نظراً للإجراءات الدقيقة في تفتيش كل الداخلين الى المسرح عبر ثلاث بوابات الكترونية، الأمر الذي تسبب في بعض المشاحنات البسيطة بين الجمهور وقوات الأمن التي قسمت الى ثلاثة اجزاء الأول تعامل مع العشرة آلاف الذين زحفوا لمشاهدة الحفل ولم يتمكن سوى سبعة آلاف منهم فقط من الدخول بسبب عدم تحمل المسرح في الاساس لأكثر من خمسة آلاف، وهو عدد التذاكر التي طبعها مركز الفنان عبدالله الرويشد المنظم للحفل، الأمر الذي تسبب في ظهور “سوق سوداء” لبيع التذاكر أمام مقر الحفل، ووصل سعر التذكرة فيه الى 100 دينار (350 دولاراً).
الجزء الثاني من رجال الأمن قاموا بمتابعة ورصد طرق وأروقة أرض المعارض بسيارات الأمن العام التي تحمل كاميرات متجولة ترصد لحظة بلحظة كل ما يدور خارج أرض المعارض وداخلها، وانتشرت المفارز الأمنية في كل الطرق المؤدية الى صالة رقم (8) التي تم اغلاقها من جميع الجهات.
الثالث قاده العميد محمود الدوسري مدير أمن محافظة حولي بنفسه والذي تعامل مع مئات الاسلاميين الذين انطلقوا عقب تأديتهم لصلاة العشاء في مسجد أرض المعارض، وبعد خطاب قصير أكد فيه أحد قادتهم ويسمونه (أبوحمد) ان اقامة هذا الحفل محرم شرعاً بفتاوى صادرة من وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية. وقال: “وزير الإعلام لا يطبق شرع الله ويخرج عنه، وواجبنا كمسلمين ان نُغير هذا المنكر”. وأضاف: “من المعلوم ان القوات الأمريكية تقتل اخواننا وأهلنا في العراق الذين يستبسلون في الدفاع عن دين الله، وتساند تلك الدولة الشريرة ألد أعدائنا وهم اليهود ليدنسوا أرضنا الاسلامية في فلسطين ويقتلوا أهلها، فهل تقبلون ان ينظر الينا باقي المسلمين على اننا نرضى بهذا الأمر ولا نبالي به، بل ونجلب مجموعة من الفاسدين وندفع عليهم من أموال المسلمين لينشروا الرذيلة والميوعة؟”. بعدها خرج الشباب من المسجد حاملين لافتات مكتوباً عليها “اتقوا الله يا أهل الكويت أين الغيرة على محارم الله شر الفساد دمار للعباد والبلاد تذكروا الوقوف بين يدي الله أيها القائمون على “ستار أكاديمي” اتقوا يوم ترجعون فيه الى الله أهل الكويت يستنكرون نشر المجون والخلاعة”.
بعد ذلك بدأ المهرجان الخطابي الذي أصر الاسلاميون على اقامته رغم عدم وجود تصريح أمني به، وذلك بعد اتصال هاتفي بين العميد محمود الدوسري ووكيل الوزارة، أكد له خلالها سلمية المهرجان الذي بدأ بالتكبير والتهليل وبكلمات لعدد من القيادات منها ناصر العتيبي ومحمد الحصم وشافي العجمي، وكان أخطر ما قالوه هو الرسائل الثلاث التي أرادوا ابلاغها والأولى كانت للحكومة حيث اخبروها ان احتجاجهم هذه المرة على رؤية المنكر كان باللسان والقلب، لكنه سيكون باليد في المرة المقبلة، والثانية لنواب البرلمان من الاسلاميين حيث هددوهم بشكل صريح بإسقاطهم في الانتخابات المقبلة اذا لم ينفذوا وعودهم لهم بإحقاق الحق وتقديم أبو الحسن لمنصة الاستجواب، والثالثة لشباب الجماعات الاسلامية والتي طالبوها بالصبر والترابط لمواجهة البلاء حتى تقوى شوكتهم ويقيموا دولة “الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر”.
وشن الاسلاميون هجوماً عنيفاً على الولايات المتحدة الامريكية التي اتهموها بنشر الرذيلة وتدمير بلاد المسلمين وقتل النخوة والعزة في نفوس المسلمين، وتوعدوا بالرد عليها والتصدي لكل مخططاتها مهما كلفهم ذلك، كما توعدوا الحكومة بعدم طاعتها والخروج عليها اذا لم تطبق شرع الله وقالوا “لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق”. وبعد انتهاء الكلمات حاولوا القيام بمسيرة الى المسرح الذي يقام عليه الحفل فمنعتهم قوات الأمن، فقاموا بتوزيع شريط كاسيت بعنوان “أكاديمية الشيطان” للداعية محمد المنجد، وبيان احتجاجي بعنوان “ستار أكاديمي” خطر يدمر الفضيلة في المجتمع”.
المصدر جريدة الخليج
من المتوقع أن يصلوا اليوم 15 / 5/2004م إلى دولة الإمارات ليقيمو حفلاً بتاريخ 19 – 20/5/2004م
في الإمارات