أنا إمرأة متزوجة و لدي ثلاث أطفال نشأت في بيت متدين نوعاً ما لا تقطع فيه أمي أو أبي فرض صلاة و يدعوننا و يحثوننا على الصلاة فمرة نستجيب و أخرى يغلبنا فيها ال**ل و لكن الإيمان و محبة أو الخوف من رت العالمين هما صراطنا الذي وجدنا عليه والدانا ( رحم الله أمي الزاهدة العابدة التقية الحنونة الفقيرة الغنية برضى الله ) و (أطال الله بعمر أبي الذي لم أراه يوما يلتفت إلى ملذة أو متعة إلا لقراءة قرآن و صلاة و دعاء و دعوة لنتمسك بحبل الله )
المهم أن هذه الحادثة حصلت معي بعد وفاة أمي الغالية و رفيقة عمري بسنتين على وجه التقريب كنت ليلاً مستلقية أرضع صغيري و أضع الآخر على جانبي الثاني يشرب الحليب من قنينته الصغيرة لقد كنت حينها هادئة و لو أنني بالمختصر المفيد كنت أعيش حياة صعبة جداً مع زوجي فأخلاقه و معاملته ليست كما يوصي الإسلام بأن تكون.
و كان أهله يميلون إلى ميله فإذا ما عاملني جيداً كانوا هم بالمثل و إذا ما أساء أعرضوا عني دون الإلتفات إلى أنه هو من يطغى أو يسئ، المهم و أنا في وضع الإستلقاء هذا إذ بي أسمع لصوت هدير قوي يقترب شيئاً فشيئا ثم و كأن الصوت ملأ أرجاء الغرفة بكاملها ، حينها كنت أنظر متسائلة بهدوء عن مصدر هذا الصوت و إعقدت للوهلة الأولى أنها شاحنة تمر بالقرب المجاور ولكن عقلي و بسرعة أخذ يحلل كيف لهذا الصوت الصاخب أن يهز أرجاء الغرفة و الشارع بعيد فهو ليس بهذا القرب أو الملاصقة و ما هي إلا ثوان حتى بدأت أشعر بحرارة تحيط بجسمي ثم بإرتخاء متزايد في قوة و كأنها تسحب مني أخذت عيناي تجوبان المكان و أنا قابعة في ظلام دامس علني أجد تفسيراً!!!!
و لكن ما بي أنا مسلوبة القوة أضغط على يداي لا حراك حتى جسدي لا يستجيب ثم غمرني الإحساس بالغيبوبة و كأنني بدأت أفقد الوعي كلياً إلا عقلي الذي كان ناشطاً يحاول إيجاد تفسير لما يحصل و إذ بي أحصل على ما إنتهى إليه عقلي ( لا بد أنها لحظة الموت ) و ها أنا أراقب ظهور ملك الموت علي ليأخذ روحي إلى بارئها و أنا في غاية من الندم على ما فاتني من بعض أو الكثير من الوقت دون صلاة و ما مضى من العمر دون حجاب و كيف لي بمقابلة ربي و الحساب ، و بتفكير جبان أخذت أحاول أن أصرخ حتى يشعر بي زوجي و من معه من أهله حيث كننا نعيش عندهم في تلك الفترة لكن دون جدوى لا أقوى على الصراخ و جسدي و صوتي لا يستجيبان ، عندها بدأ عقلي المتوتر يفكر لماذا ملك الموت لم يقبض روحي بعد !!!
فالموت لا ينتظر أحداً و أخذت جاهدة أضغط لأتخلص مما أنا به من هلاك و بصعوبة استطعت النهوض و الصراخ كنت أصرخ لزوجي أردت إخباره بأنني أموت و لا أدري كيف استطعت الوصول إلى الصالة التي كانوا يجلسون بها ( هو وأهله) فقام مسرعا يصرخ ماذا حدث للأولاد ؟
فقلت برعشة لم و لن أشعر بها في حياتي : ليس الأولاد بل أنا أنا أموت أنا أموت فوجدتهم بطبيعة الحال يحملقون بي غير قادرين على إستيعاب ما تقوله هذه المجنونة و انا أرتجف و الشحوب يملني بالكامل لا أجد تفسيراً لما حصل ! كيف للموت أن يتركني أو أن يؤجل (فلا تؤخرون ساعة و لا تستقدمون ) و طلبت مني أمه الجلوس و الهدوء و لكنني عندما جلست أحسست بنفسي أغيب عن الوعي من جديد فوقفت مسرعة أكبر و أتشهد علها اللحظة حانت و لكن لا مجيب في الحقيقة لا أذكر ردة فعلهم لأنني لم أكن أراهم فكل ما يشغل فكري ما الذي أخر منيتي حتى اللحظة و في النهاية توصلت لقرار و هو أن أتهي بما أن الله تعالى منحنى المزيد من الوقت فدخلت مسرعة إلى الحمام لأتطهر و أنوي الغسل و الوضوء علني أستطيع أن أصلي ركعتين لله تعالى أطلب فيها الشفاعة و الرحمة و المغفرة على ما فاتني من واجبات قصرت بتأديتها (ولو أنني كنت أماً في ذلك الحين لأطفال 3 يبلغون من العمر 3سنوات و 2 سنتين و سنة و أعمل خارجاً لأساعد في المصروف و عليّ تقع معظم أعباء وواجبات المنزل فلذلك تجدني مجهدة لا وقت لدي حتى للقيام بما هو ضروري و كأنني في حلبة من السباق إما النجاة و إما الهلاك ) المهم أنني دخلت فعلاً أستحم و الرجفة تتملكني من الخوف من ملاقاة رب العالمين أو من سخطه علي بسبب تقصيري في الصلاة و عدم إرتدائي للحجاب..
و خرجت فوقفت بين يدي الله تعالى أصلي و صوتي يرتجف و قلبي يخفق كما و أكأنه يعلم بأنها لحظاته الأخيرة أخذت أتضرع لله أن يرحمني برحمته الواسعة و يعفي عني و بينما أنا ساجدة أشعر بشيئ يضغط على رأسي فلا أستطيع النهوض بسهولة ثم إذ بنفس الصوت يعاودني من جديد و لكن مع حرارة أشعر بها تأتيني من إتجاه واحد و كان زوجي يجلس يقربي يراقبني و يحدث نفسه بما أص***ي و حينها و أنا واقفة أظنني أقرأ الفاتحة في الركعة الثانية إلتفت إلى مصدر الحرارة و الصوت لأكبر مرتعشة الله اكبر الله أكبر و إ1 بزوجي يقف مسرعاً ملتفتأً إلى الإتجاه الذي أنا أنظر إليه ليعرف ماذا أرى فأجده يصرخ و كأن شيئاً قادما تملؤه الحرارة يصفعه في ظهره بعدها ذهبنا من الغرفة مسرعين لنقص على أمه ما جرى فأنا لم أخبره بشعوري بالحرارة المتوجهة نحوي و هو لم يسمع صوت الهدير الذي أسمع كل ما في الأمر أنني هتفت الله أكبر فكيف له أن يصرخ شاكياً من شيئ ما أصابه في ظهره حارقاً ، و لكن أمه رفضت التصديق قائلة ماذا هل أصبحت مجنوناً أنت كذلك ( سامحها الله ) بعدها أخذت بقراءة القرآن حتى طلع الفجر و هلكني النعاس فاستسلمت خائفة متوسلة أردد دعاء ما قبل النوم و لأول مرة أحس بمعنى كل كلمة من هذا الدعاء " اللهم باسمك وضعت جنبي و باسمك ارفعه فإذا أمسكت نفسي فارحمها و إذا أرسلتها فإجعلها من عبادك الصالحين " و ما أن طلع الضوء و فحت المحال حتى ذهبت مسرعة أناجي ربي ألا يقبض روحي قبل أن أصل إلى المحل و أشتري العباءة التي ستحيطني بالرحمة و تعصمني من النار و غضب رب العالمين ثم عدت مردتية العباءة و ا لحجاب الذي لطالما أردت وضعه ولكن ال**ل كان أقوى من إرادتي التي كنت أسيرها لأرضاء زوجي الذي لم يكن يرضى لشئ، مرت علي بعدها شهور حتى استطعت أن أعود لسابق عهدي و تهدئ روحي و تستكين حيث أنني لا بد أصبت بإنيهار حاد في الأعصاب جعلني لمدة تزيد عن الأسبوع أتهي الأصوات و كأن هناك همسات و أحياناً صخب يكاد يم** أذناي اللواتي أصبحن لا يتحملن صوت مكيف أو أحاديث فلا أقوى سوى على تحمل السكوت و الصمت التام ،
وبطبيعةالحال لم تفارقني هذه الحادثة بسهولة حتى يومي هذا فهي في الحقيقة تكررت ثانية معي بعد مرور ثلاث سنوات و لكن هذه المرة دون أن أسمع أي صوت فقط كنت مستلقية على سريري في بيتي هذه المرة و إذ بي أشعر بأنني أفارق هذه الحياة الدنيا و أغيب عن الوعي شيئاً فشيئا يختفي سمعي و يذهب بصري و تخور قواي و أشعر بالرحيل و أعدت الكرة السابقة بالنهوض و إخبار زوجي بأنني أشعر بالرحيل أودعته وصايتي بأولادي بأن يربيهم على الخلق الحسن و الدين و الصلاة و طلبت منه السماح إذا ما بدر مني شئ و أطلعته على مكان المال الذي كنت قد قبضته عند إشتراكي بجميعة بهدف القرض الذي يسدد بشكل شهري حتى يعيد للناس أموالهم و توجهت لله بالصلاة و الدعاء و بعد أن أنتهى الأمر و فارقني هذا الإحساس و عادت إلي قواي نوعا ما مهددة كالعادة بالرجفة و الخوف و استسلمت للنوم متوجهة إلى القبلة ، و لكن ما يقلقني اليوم هو أنه من الصحيح أن هذه الحوادث جعلتني أقرب من الله سبحانه و تعالى و خاشعة متضرعة بشكل متواصل و لكنني أصبحت مهووسة بفكرة الموت أنتظره في كل ساعة و كل دقيقة ، حتى أنني عندما أصاب بتوعك صحي يخالجني شعور بدنو الممات ، أحمد الله و أشكره على كل حال و أسأله الثبات على البر و أساله الهداية لراحة روحي و سكون نفسي و أوصي الجميع بالزهد بالحياة فهي متخلية عنا في ثوان و لا يبقى إلا وجه ربك ذو الجلال و الإكرام .
م
ن
ق
و
ل[/align]