تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » ( رسالة خاصة . إلى نفسي الأمارة بالسوء !! )

( رسالة خاصة . إلى نفسي الأمارة بالسوء !! ) 2024.

  • بواسطة
بسم الله الرحمن الرحيم

كانت المراسلة من هواياتي المفضلة ، ولقد أفادتني هذه الهواية كثيرا ..
وخلال سنوات عدة ، كتبت آلاف الصفحات ، إلى أناس في بلاد شتى ..
كانت منها الرسائل الطويلة ، ذات الشجون ..
ومنها القصيرة ذات الأنفاس المتقطعة المتلاحقة ..
بعضها كانت ثمراته واضحة .. وكثير منها لم أر ثمرة له ، بل لا أحسب أن له ثمرة أصلا ..
غير أن ثقتي بالله ، أنه ادخر لي أجر ما كتبت من خير ، في كتاب لا تفلت منه لفظة ولا حرف .. وتجاوز عني ما سوى ذلك ، لأني تبت منه وانخلعت عنه .

اليوم ، وفي هذا الصباح الفياض بالنور ،
انقدحت في ذهني فكرة … عجبت كيف لم تطرأ على ذهني خلال تلك السنوات ، التي مرت مر السحاب !؟… ولكني علمت أن الأمور مقدرة تقديراً عجيباً من عند الله ..
قالت لي نفسي :
منذ سنوات وأنت توجه رسائلك ذات اليمين وذات الشمال ..فهلا تكرمت عليّ وتوجهت إليّ برسالة خاصة ، وأنا نفسك التي بين جنبيك ..؟!!
ألست أولى الناس باهتمامك !؟ أما لي حظ في قلمك ؟ ونصيب من فكرك ؟!
وما يدريك لعلي أتعظ برسالة أقرأها ، أكثر مما أتعظ بكلمة أسمعها ، ثم أنساها !!

ووجدتني أفرح بالفكرة فرح طفل تحصل على هدية يحبها ..!
وبادرت أكتب رسالة خاصة إلى نفسي ..نفسي التي عرفتها لئيمة ، مع أنها حبيبة !!

إليك أيتها النفس الحبيبة العجيبة أتوجه بخطابي هذا ..
لن أسألك عن الصحة ، كما أفعل عادة في رسائلي الأخرى ..فأنا أعرف بصحتك ومرضك .. ولن أسألك عن الأحوال ، فأحوالك هي عين أحوالي .. !!
فدعيني من هذا كله ، و أعيريني سمعك جيداً ..
لقد احترت والله في أمرك ، بعد أن بلغ بي الجهد معك مبلغاً عظيماً .
وبعد أن أعياني نصحك .. وأتعبني وعظك .. وأرهقتني متابعتك ..!!
كم ذا رأيتك مقيمة على قبيح الأفعال .. مقبلة على سفاسف الأمور ..
متولعة بهذر القول .. منتشية مع لغو الحديث .. متابعة لكل ما لا فائدة فيه ….
ومع هذا أراك صاحبة دعاوى كثيرة وطويلة ..!
وكلما قلت استقمتِ .. عدت إلى الوحل تتمرغين فيه ..مستمتعة به ..!!

أعجب من هذا …
أنني كلما رغبتك في أمر ذا بال يقرّبك من الله تعالى ، أراك تهتزين ، وترينني الشوق في عينيك _ أو هكذا يخيل إليّ _
فما أن أشمر للقيام بذلك الأمر ، حتى أراك تنكصين..
وتؤثرين الفاني على الباقي ..!! وتستبدلين الذي هو أدنى بالذي هو خير !!
وتعودين في لهفة الغائب ، إلى المستنقع الذي كنت فيه ..!!
وكلما زجرتك .. ورفعت سوط الترهيب فوق رأسك ، محذراً إياك .. وأنا أرعد وأبرق ، وأرغي ، وأ**د ..!!
ما أسرع ما أرى دمعاتك تنهمر على خديك ..!
ويهتز قلبي من داخله وأنا أرى هذه الحالة التي تتلبسين بها ..
ولم أدر أنك ممثلة بارعة ..! تجيدين لعب كافة الأدوار بمهارة عالية عجيبة !

تخادعينني بهذا الدور العاطفي الشديد التأثير ، لأنك تعرفين كم هي رقة قلبي ، حين أرى دموع أحد من خلق الله يبكي مقهورا.. !
يا له من مشهد مؤثر .. مشهد هذه الدموع وهي تنساب كالنهر على خديك ..!
لكن ما قيمتها في دنيا الواقع !؟
لكن ما رصيدها في الحقيقة ، وهي لا تثمر لك تغيراً في سلوك ..!؟
أي قيمة لدمعاتك هذه ، وأنا أراك بمجرد أن تجف ، تعودين على الفور إلى ما كنت منه تبكين ..! فإذا أنت تنغمسين في دوائر الزلات والغفلات والهفوات ونحوها .

وأعود بدوري إلى رفع السوط فوق رأسك من جديد ،
سياط الوعد والوعيد ، والويل والثبور …!
في حمية قاسية ، وغضب شديد ..!
فإذا بك تنكمشين وتتجمعين في هلع في أقصى الزاوية ، وألاحظ أنك ترجفين من مفرق الرأس ، إلى أخمص القدم ..!
فيداخلني فرح بأني انتصرت عليك هذه المرة …!
وأنسى أنك ممثلة بارعة مبهرة ..!
وأنك الآن في ( دور ) جديد ، تقومين بأدائه في مهارة فائقة لا تضاهى !!

وما أكثر ما انتحيت بك بعيدا عن عيون الخلق ، حيث لا يراني معك إلى الله وحده ..
في خلوة جانبية أسوقك إليها سوقاً عنيفاً ..!
وأبدأ أسرد عليك المواعظ ، والزواجر .. وأذكّـرك بالدنيا والآخرة ..
وأخوّفك من عذابٍ في القبر وعذاب في النار .. وأحدّثك عن مصارع الغابرين ..
وأذكّرك بقرب الرب سبحانه منك ، وأنه محيط بك ،
عالم بسريرتك ، يحصي عليك أنفاسك ، ويستر عليك أخطائك ،
ويوالي عليك نعمه التي لا تحصى ، فمن حقه سبحانه عليك :
أن يذكر ، فلا ينسى .. وأن يُشكر ، فلا يكفر .. وأن يُطاع فلا يعصى ..!

ويهزني أن أراك تصغين بعناية ، وبتركيز ، وتتابعين هذا الشلال الذي يتدفق من غور قلبي ، بعينين مفتوحتين حتى أقصاهما _ علامة الانبهار بما تسمعين _ !!
فتطرب روحي .. ويهتز قلبي .. وأنا أراك على هذه الحالة ..
وأنسى أنك الآن في ( دور ) جديد من أدوارك المتعددة !!
يالك من……. من شقية ……….. مع أنك حبيبة ..!!
تحياتي إليك ، ولي عودة معك _ إن شاء الله الله تعالى _…!

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
– – – – –

سأقولها لك وبكل صراحة……

شعرت بأنك تتحدث عن نفسي…

وعجبت كيف صورتها ببليغ ألفاضك وعباراتك…

كنت أتصور إنها هي الوحيدة في هذا الحال ….وبهذا الحال …

وكم خجلت منها …وكم أبكتني…وكم اعجبت وسعدت بها بالمقابل..

لكن في كل الحالات لايدوم الحال…

وقد أكون الان في احدى هذه الأدوار:(

بارك الله فيك أخي ونور الله طريقك وطريق نفسك….

أختك الاحلام


الأخت الفاضلة / الأحلام
………………. حماك إله العالمين من شر كل ذي شر

جزاك الله خير الجزاء على هذه المتابعة الواعية
التي أسأل الله أن ينفعك بما تقرأين في دنياك وأ***ك معا ..

اشكر لك هذا الحضور المتميز ..
وجزاك الله خيرا على هذه الكلمات الطيبة المشجعة ..
بارك الله فيك .. ونفعنا الله بك وبدعواتك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.