تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » رسائل الحياة

رسائل الحياة 2024.

بسم الله الرحمن الرحيم
رسائل الحياة
الرسالة الأولى
تجمعت عذوبة المـاء الزلال ، وسـعة البحر ، وارتفاع النخـلة الباسقة الضاربة في الأرض ، وتغريد الطيور التي هزها الحنـين فغنت غناءها العـذب بتقاطيع صوتها الشجي الندي ، ومنظر الصفاء في لون السماء ، وعبير الزهور الفواح بأطيب الروائح ، مع ما تهبه الشمـس من دفء و ضيـاء وإشـراق للعـالم ، دون أن تطلب منهم مقابلا سوى أن يشكـروا من سخرها لهم .. أقول : تجمع كل أولئك ، واختزل في مضغة تخفق بالحيـاة بين جنبيك ، ليكون قلبـك النـابض بالحنـان .. المتطـلع إلى دنيـا بلا أحـزان ..
إلى عـالم تسوده المحبـة و الوئـام.
أيتها العزيزة :
لسنا نشكو من نقص في الأشياء التي نملكها ، غير أنا نذوق العذاب ، لأننا فقدنا الذي به صرنا أحياء .
دبت الروح في أجسامنا فكانت الحيـاة .. قبلها كان الموت .
أفبعد أن حلت الحيـاة سللنا عليها سيوف الفناء المصورة في هيئة الشهوات العارمة .. كلما قضيت شهوة قطعت خيطا من خيوط الروح .. أصنيع العقلاء هذا ؟؟؟
بالروح حلت بين جنبيك الحياة
فعلام تكدح في العناء تريد إسعاد الجسد ؟
عجيبة هي الـروح .. وهل ظلامـها حينا ، وإشـراقها آخر ، إلا وجهان متقابلان للشقاء و النعيم ؟
أتحدث إليك عن الظـلام و الإشـراق ، وفي داخل كل منا تحدث هاتان العمليتان في إشارة واضحة – عميقة التأثير – إلى الشقاء والنعيم .
فظـلامها حينا وما يعقبه من ألم و حزن وخواء ،ونظرة تشاؤم في عين صاحبها ، شاهد على عذابها . وإشراقها وما يحدثه من فرح و سعادة و أنس شاهد على نعيمها .

يثور البحر – عن طهرٍ – إذا ماتت به الحيتانْ
فيقذف من طواها الموتُ ينفيها إلى الشطآنْ
تعالى اللهُ خالقُه
و هذي الروح نفختُه
إذا ما لفها وحيٌ تهادى الخيرُ في أجزائها يحيا
ويسقي كل جارحة بماء النور والإحسانْ
و إن ماتتْ
فإن الجسم يلفظها من الأعماق نحو الشر في ليل من الطغيانْ
هي الأرواح لا تحيا بغير الوحي والإيمانْ
أيتها العزيزة :
لقد **بنا في سباقنا مع الزمن كل شئ ..**بنا الوقت و المال و الشهرة والاختراع و الآلة ، ولكنا خسرنا أرواحنا ..خسرنا هدوء البال و راحة الضمير ..خسرنا شفافية النفس و إشراقها .
أتدرين لماذا ؟
لأن العجلة ما دارت باسم الله و لا اتجهت إلى الله .
لقد دارت باسم ( الأنا ) ، واتجهت إلى إشباع رغبات ( الأنا )
وهل في الكون ( أنا ) واحدة لتشبع ؟
أيتها العزيزة :
كثير من الذين ترينهم أشباح بلا أرواح .

صفي الدين

صفي الدين بارك الله فيك وجزاك الله خير

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.