يقال: إن أهل بلدة ابتلوا بسارق، لم يسلم من سرقته أحد منهم، وكان يسرق أموالهم وأطعمتهم وثيابهم، وكانوا يدعون الله أن يريحهم منه، فاستجاب الله دعاهم فأهلكه.
وبعد أن دفنوه تنفسوا الصعداء وحمدوا الله على ما سينعمون به من أمن واستقرار، ولكنهم فوجئوا بمنادٍ في مساء اليوم الذي دفنوه فيه، يقول: سارق جديد..!
فخرجوا يستطلعون الخبر، فإذا ولد السارق الأول، قد نبش قبر أبيه وأخذ كفنه وغسله وعرضه للبيع، ثم استمر في مهنة أبيه العادية يسرق كما كان يسرق، وأضاف إلى ذلك سرقة كفن كل ميت جديد، فقالوا: "رحم الله السارق الأول"..!
فهل سيقول الفلسطينيون عن الرئيس ياسر عرفات الذي آذى المجاهدين الفلسطينيين هو وشرطته في الفترة التي تلت اتفاقية أوسلو؟، بعد مجيء رئيس الوزراء الجديد: رحم الله السارق الأول؟!
تلك الاتفاقية التي كان هدف اليهود وأمريكا إيقاد نار الحرب بين المجاهدين والسلطة الجديدة.
وقد وفق الله المجاهدين في فلسطين أن يصبروا على كل ما نالهم من أذى السلطة، وأفشلوا مخطط الأعداء…
ولهذا أصر اليهود والأمريكان على عزل عرفات وأركان سلطته، وضغطوا عليه وعلى أولئك الأركان، بل على مجلسه المسمى بالتشريعي، ليعينوا وزارة جديدة، وأصروا على أن يكون رئيس تلك الوزارة شخصاً بعينه، خبروه ووثقوا فيه، كما أصروا على أن يكون بجانبه مسؤول أمن بعينه كذلك.
وتخطوا الرئيس القديم الذي انتهى دوره عندهم، وأسرع الرئيس الأمريكي، ورئيس وزراء اليهود في إعلان الاجتماع برئيس وزراء السلطة الجديد ومسؤول أمنه، لينفذوا بهما ما عجز عنه الرئيس عرفات، وهو الصراع المؤدي إلى التقاتل بين السلطة والمجاهدين.
وبذلك يوجه الفلسطينيون رصاص بعضهم إلى صدور بعض، ويرتاح اليهود من معاناة المواجهة التي يئسوا من الانتصار فيها على أطفال الحجارة وشهداء المجاهدين من الشبان والشابات.
فهل ستنفذ الوزارة الفلسطينية الجديدة تهديدها الذي أعلنته في برنامجها بعد تعيينها، فتصر على نزع سلاح المجاهدين بالقوة؟
وهل المجاهدون سيسلمون هذا السلاح الذي يدافعون به عن أنفسهم وأعراضهم؟
أو سيصرون على الاستمرار في حمل سلاحهم ومقاومة عدوهم؟
وما الذي سيترتب على ذلك..؟
إنا لنرجو الله أن يجنب هذا الشعب الذي ابتلي بأعدائه من الخارج، وبأبناء جلدته من الداخل كل شر ومكروه.
إنني أكتب هذه السطور بتاريخ 28 من شهر ربيع الأول لهذا العام 1445هـ 29 من شهر مايو لعام 2024م هذا التاريخ الذي ينتظر بعده اجتماع الرئيس الأمريكي ببعض زعماء الدول العربية مع رئيس وزراء السلطة في شرم الشيخ..
وهو المكان الذي اشتهر باجتماعات سابقة، كان من أهم أهدافها محاربة الإرهاب في فلسطين، أي محاربة المجاهدين المدافعين عن أنفسهم وأرضهم.
كما سيجتمع الرئيس الأمريكي رئيس وزراء العدو اليهودي، ورئيس السلطة الفلسطينية في مدينة العقبة….
والمقصود القريب من كلا الاجتماعين القضاء على المجاهدين الفلسطينيين، والمقصود البعيد ترتيب ما يحقق لأمريكا أهدافها في المنطقة. اللهم سلم سَلم…
وأذكر بما كنت كتبته في مثل هذه المناسبة في فترات ماضية.
اليوم الأربعاء 15/8/1422هـ ـ31/10/2001م
بدأت حملة الاعتقالات للمجاهدين الفلسطينيين من الدولة اليهودية والشرطة الفلسطينية:
يوم الأحد 17/9/1422هـ
ويوم الخميس 5/10/1422هـ
ويوم الجمعة 6/10/1422هـ
إغلاق مؤسسات المجاهدين الخيرية.
اعتقالهم ومحاصرتهم في بيوتهم.
وإطلاق الرصاص وقتلهم وجرحهم.
الشرطة الفلسطينية تعلن حالة الطوارئ وتهدد الحركات الجهادية بالاعتقالات و سيتبع الاعتقالات التعذيب وربما الاغتيالات… في هذه الأيام التي تمت فيها غزوة الفرقان "بدر!"
جزى بنوه أبا لغيلان عن كبر
،،،،،،،،، وحسن فعل كما يجزى سنمار
ومن المتوقع أن ينعقد مؤتمر دولي للقضاء على الحركة الجهادية في فلسطين، على غرار ما جرى في مؤتمر قمة شرم الشيخ برئاسة الرئيس السابق كلينتون.
ما الذي سيحدث في الأيام القادمة؟ (وهاهو قد بدأ!)
هذا الموضوع قديم نسبياً.. وهو جديد بمناسبة الطعم الذي قدمه اليهود قبل يومين من التظاهر بسحب عدد من الدبابات من بعض المناطق الإدارية للسلطة الفلسطينية بضغط من أمريكا، من أجل دعمها لضرب الشعوب والجماعات الإسلامية في حملتها الاستعمارية الصليبية الجديدة.
ولكن الحركة الجهادية ستستمر بإذن الله، وستكون لكل أعدائها بالمرصاد.
التصريحات السياسية التي سمعناها في اليومين الأخيرين، تدل على أن (C.I.A) ستـتـزعم بعض الاستخبارات العربية، – ومنها أجهزة أمن الشرطة الفلسطينية – إضافة إلى قادة اليهود بفئاتها: العسكرية، والمخابرات … ولها حق النقض (الفيتو) لإيقاف الحركة الجهادية التي قاربت السنة.
والهدف من ذلك: هو حشد جميع القوى المذكورة، ضد المجاهدين الصادقين المصابرين، وبخاصة (حماس، والجهاد)..
هذا الهدف لا بد له من وسائل، ومن أهمها ما يأتي:
الوسيلة الأولى: التنسيق والتعاون التامين، بين اليهود والسلطة الفلسطينية، بإشراف (C.I.A) على مطاردة المجاهدين وتضييق الخناق عليهم، والحَوْل بينهم وبين الحصول على المال …..
الوسيلة الثانية: فتح السجون والمعتقلات الفلسطينية لملئها بالنشطين من المجاهدين.
الوسيلة الثالثة: الحملات المشتركة، أو المنفردة من اليهود والسلطة الفلسطينية على مقرات المجاهدين، لنزع ما يملكون من سلاح، واتهامهم بأنهم إرهابيون مخالفون للقانون.
الوسيلة الرابعة: الدعوة إلى مؤتمر دولي – على غرار مؤتمر شرم الشيخ الذي تزعمه الرئيس السابق كلينتون الذي استجاب له الزعماء العرب، وإن مثل بعضهم وزراء كبار – لمحاربة الإرهاب، وقطع كل الإعانات عن الإرهابيين( وبخاصة حماس والجهاد)..
ووسائل أخرى، قد يظهر لنا بعضها، وقد يخفى بعضها الآخر، حتى يتم تنفيذها.
هل هذا من نسج الخيال، أو رجم بالغيب؟ لا. ولكنه مبني على مواقف وأحداث سابقة، وتجارب متكررة من جميع الأطراف المذكورة.
ومعلوم أن اليهود قد اشترطوا على الشرطة الفلسطينية – في اتفاقية أوسلو – أن تقوم هذه السلطة بكبح جماح الحركة الجهادية، وهذا من الشروط الأساسية التي يكررها زعماء اليهود، عندما يخاصمون الرئيس الفلسطيني.
ومعلوم كذلك أنه عندما يتفق على شهر عسل بين الشرطة الفلسطينية واليهود، تشتد المراقبة والتضييق على المجاهدين، فتقل العمليات الاستشهادية، ويزج بزعمائهم في السجون، وتصادر أسلحتهم، فيصبح المجاهدون غرضاً للشرطة الفلسطينية واليهود، وعملائهم من الفلسطينيين.
ومن أهم أهداف اليهود والأمريكان من تحريش الشرطة الفلسطينية على المجاهدين، إيجاد انشقاق بينهم، حتى يوجه كل طرف منهم رصاصه إلى صدور الآخر، ليتنفس اليهود الصعداء بذلك، ولكن المجاهدين صبروا "صبر أيوب" كما يقال وتحملوا الإهانات من أبناء عمهم وأبناء جلدتهم ليفوتوا هذا الهدف الخبيث.
في الختام أريد أن أوجه أربع رسائل لأربعة أطراف:
الرسالة الأولى: لكم أيها المجاهدون..
اثبتوا على الصبر والمصابرة، وقوموا في جهادكم بما تقدرون عليه، ولكل حالة شأنها، وسيبارك الله في أعمالكم وجهودكم، ولو قلت إمكاناتكم، وإذا لم يتم النصر اليوم، فسيتم غدا، والله لا يخلف وعده.
وأنتم يا أبناء الشعب الفلسطينى عليكم أن تقفوا في خندق إخوانكم المجاهدين، فهم الذين سيكتب الله النصر على أيديهم، فاعتصموا معهم بحبل الله وأبشروا بنصر الله لكم.
الرسالة الثانية: إلى السلطة الفلسطينية..
إن اليهود لا يوفون بوعد، ولا يحافظون على عهد، وتاريخهم كله فساد وإفساد، ومواقفهم من الله ومن رسله، ومن عباد الله معروفة بأنها عصيان وتمرد وخداع وتعالٍ على خلق الله..
فلا تأمنوهم على أنفسكم وشعبكم ومقدساتكم، فلا فرق عند اليهود بينكم وبين المجاهدين، إلا أنهم يطمعون قيامكم بتنفيذ أوامرهم في القضاء على رجال الجهاد، ثم يقوموا هم بالقضاء عليكم، ليطردوكم إلى الأردن..
وأنتم تعلمون أن هذا من أهم أهدافهم، كما فصل ذلك نتنياهو في كتابه (بلدة تحت الشمس) وهو سيتولى السلطة قريبا بعد شارون. إن اليهود يريدون أن تقولوا غدا: (أكلت يوم أكل الثور الأبيض!).
الرسالة الثالثة: الزعماء المسلمين، وبخاصة العرب..
يجب أن تحمدوا الله أن جعل المجاهدين يشغلون اليهود في عقر دارهم، بدلاً من الإعداد لاحتلال المزيد من أراضيكم وغزوكم في دياركم، وهم لا يرضون بدون دولتهم الكبرى، من النيل إلى الفرات، ولهم مناطق تاريخية يزعمون أن من واجبهم تحريرها، وفي الكتاب السابق (بلدة تحت الشمس) تفسير واضح لهذا الهدف عند اليهود.
فانصروا إخوانكم المجاهدين، بالمال إن لم تفعلوا بالسلاح والرجال، ولا تخذلوهم ففي خذلانكم لهم خسارة فادحة ستعود عليكم بالوبال في الدنيا والآخرة..
وإلا تفعلوا كل ذلك فكفوا أذاكم عنهم ولا تنصروا أعداء الله اليهود والصليبيين المعاصرين عليهم.
الرسالة الرابعة: إلى الشعوب الإسلامية..
لا تنسوا إخوانكم المجاهدين، الذين ينوبون عنكم نيابة غير كافية، بجهاد أعداء الله وأعدائكم..
وإذا كنتم لا تقدرون على الجهاد بالنفس في صفوفهم، بسبب حراسة الدول العربية المحيطة بفلسطين ليؤمنوا اليهود، من دخولكم إلى الأرض المباركة..
فلا تتركوا ما تقدرون عليه من نصركم لإخوانكم بالمال، وهو فرض عليكم، وليس صدقة، وبالدعاء لهم وتثبيتهم، ومطالبة زعمائكم بعدم الوقوف ضدهم هم، مع أعدائهم..