تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » د.الأهدل: أثر التربية الإسلامية نصر المظلوم

د.الأهدل: أثر التربية الإسلامية نصر المظلوم 2024.

أثر التربية الإسلامية في أمن المجتمع الإسلامي (91)

المبحث الحادي عشر: نصر المظلوم..

جرى التقدير الكوني أن يكون في البشر القوي والضعيف، والظالم والمظلوم، والأصل في الظلم أن يكون صادراً من القوي ضد الضعيف؛ لأن الضعيف، لا يقدر على ظلم القوي جهراً، وإن كان قد يحتال ليظلم بالدس والخداع والحيل.

ولما كان الظلم مهلكاً لعامة الناس، تحتم عليهم التعاون على دفعه قبل حصوله، ورفعه بعد نزوله، والتناصر على الظالم دفعاً لظلمه عن أنفسهم..

وهذا المعنى يقتضيه العقل السليم والقواعد العرفية والأخلاقية، وإذا لم يتناصر الناس على دفع الظلم وإزالته، والأخذ على يد الظالم، عمَّ الظلم وانتشر وأفسد العباد والبلاد.

ولهذا أوجب الله تعالى على المسلمين أن ينصروا المظلوم على ظالمه، تنفيذاً لقاعدة التعاون على البر والتقوى، لا على الإثم والعدوان..

كما قال تعالى: (( وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ )). [المائدة:2].

وقد أمر الرسول صلى الله عليه وسلم بنصر المظلوم على ظالمه..

كما روى أنس رضي الله عنه، قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً )..
قالوا: يا رسول الله هذا ننصره مظلوماً، فكيف ننصره ظالماً؟
قال: ( تأخذ فوق يديه ).. [البخاري (3/98)] يعني تحجزونه عن ظلمه.

وفي حديث البراء بن عا**، رضي الله عنهما قال:
"أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بسبع، ونهانا عن سبع.. فذكر: عيادة المريض، واتباع الجنائز، وتشميت العاطس، ورد السلام ونصر المظلوم، وإجابة الداعي، وإبرار المقسم". [البخاري (3/98)].

وفي حديث جابر بن عبد الله، رضي الله عنهما، قال:
"اقتتل غلامان: غلام من المهاجرين، وغلام من الأنصار..
فنادى المهاجر أو المهاجرون: يا للمهاجرين..
ونادى الأنصاري: يا للأنصار..
فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: ( ما هذا دعوى أهل الجاهلية؟ )..
قالوا: لا يا رسول الله، إلا أن غلامين اقتتلا، ف**ع أحدهما الآخر..
قال: (فلا بأس ولينصر الرجل أخاه ظالماً أو مظلوماً، إن كان ظالماً فلينهه، فإنه له نصر، وإن كان مظلوماً فلينصره ). [البخاري (6/65) ومسلم (4/1998)].

ولو أن المسلمين تناصروا فيما بينهم، فنصروا المظلوم على ظالمه، سواء حضر المظلوم أم غاب، وسواء كان فرداً أم جماعة، حاكماً أم محكوماً، لساد بينهم الأمن وابتعد الظالم عن ظلمه، لعلمه بأن المسلمين لا يقرونه عليه ولا يسلمون له المظلوم.

ولكن تركهم لهذه الفريضة، كغيرها من الفرائض، كان سبباً في انتشار الظلم في الأرض، وذاق كل فرد أو جماعة أو دولة مرارة الظلم، لرضاهم به عندما يقع على غيرهم، أو سكوتهم عنه مع قدرتهم على الوقوف في وجه أهله.

موقع الروضة الإسلامي..
http://216.7.163.121/r.php?show=home…enu&sub0=start

جزاك الله خير
وإياكم أخي..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.