تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » دور الـمـــــــــرأة فـــــــــــــي إصـــــــــــــلاح المــجـتـــــــمــــــــع

دور الـمـــــــــرأة فـــــــــــــي إصـــــــــــــلاح المــجـتـــــــمــــــــع 2024.

  • بواسطة
المقدمه

إن الحمدلله ، نحمده ، ونستعينه ، ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله ، وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ، أرسله الله تعالى بالهدى ودين الحق ، فبلغ الرساله وأدى الأمانة ، ونصح الأمة ، وجاهد في الله حق جهاده ، فصلوات الله وسلامه عليه ، وعلى آله وأصحابه ، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين .

أما بعد :

فإنه يسرني أن أحضر لأعبر عما في نفسي في هذا الموضوع الخطير وهو (( دور المرأة في إصلاح المجتمع )) .

فأقول مستعينا بالله عز وجل ، طالبا منه التوفيق للصواب والسداد . إن دور المرأة في إصلاح المجتمع دور له أهميته الكبرى ، وذلك لأن إصلاح المجتمع يكون على نوعين :

النوع الأول : الإصلاح الظاهر :

وهو الذي يكون في الأسواق ، وفي المسجد ، وفي غيرها من الأمور الظاهرة . وهذا يغلب فيه جانب الرجال لأنهم هم أهل البروز والظهور

النوع الثاني : إصلاح للمجتمع فيما وراء الجدر :

وهو الذي يكون في البيت ، وغالب مهمته موكول إلى النساء ، لأن المرأة هي ربة البيت ، كما قال الله سحبانه وتعالى موجها الخطاب والأمر إلى النساء النبي صلى الله عليه وسلم في قوله : { وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى وأقمن الصلاة وآتين الزكاة وأطعن الله ورسوله إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا } .
نظن بعد ذلك أنه لا ضير علينا إن قلنا : إن إصلاح نصف المجتمع أو أكثر يكون منوطا بالمرأة ، وذلك لسببين .

السبب الأول :

أن النساء كالرجال عددا ، إن لم يكن أكثر ، أعني أن ذرية آدم أكثرهم من النساء ، كما دلت على ذلك السنة النبوية ، ولكنها تختلف من بلد ، إلى بلد ومن زمن إلى زمن ، فقد تكون النساء في بلد ما أكثر من الرجال ، وقد يكون الع** في بلد آخر ، كما أن النساء قد يكن أكثر من الرجال في زمن ، والع** في زمن آخر .

على كل حال فإن للمرأة دورا كبيرا في إصلاح المجتمع .

السبب الثاني :

أن نشأة الأجيال أول ما تنشأ إنما تكون في أحضان النساء ، وبه يتبين أهمية ما يجب على المرأة في إصلاح المجتمع .

مقومـات إصـلاح المـرأة فـي المجتمـع

لكي تتحقق أهمية المرأة في إصلاح المجتمع ، لا بد للمرأة من مؤهلات أو مقومات لتقوم بمهمتها في الإصلاح … وإليكم جانبا من هذه المقومات :

المقوم الأول : صلاح المرأة :

أن تكون المرأة نفسها صالحة ، لتكون أسوة حسنة ، وقدوة طيبة لبنات جنسها ، ولكن كيف تصل المرأة إلى الصلاح ؟ لتعلم كل إمرأة أنها لن تصل إلى الصلاح إلا بالعلم ، وما أعنيه هو العلم الشرعي الذي تتلقاه ، إما من بطون الكتب – إن أمكنها ذلك – وإما من أفواه العلماء ، سواء أكان هؤلاء العلماء من الرجال أو من النساء .

وفي عصرنا هذا يسهل كثيرا أن تتلقى المرأة العلم من أفواه العلماء ، وذلك بواسطة الأشرطة المسجلة ، فإن هذه الأشرطة – ولله الحمد – لها دور كبير في توجيه المجتمع إلى ما فيه الخير والصلاح ، وإذا استعملت في ذلك .

إذن فلا بد لصلاح المرأة من العلم ، لأنه لا صلاح إلا بالعلم .

المقوم الثاني : البيان والفصاحة :

أي أن يمن الله عليها – أي على المرأة – بالبيان والفصاحة ، بحيث يكون عندها طلاقة لسان وتعبير بيان تعبر به عما في ضميرها تعبيرا صادقا ، يكشف ما في قلبها وما في نفسها من المعاني ، التي قد تكون عند كثير من الناس ، ولكن يعجز أن يعبر عنها ، أو قد يعبر عنها بعبارات غير واضحة وغير بليغة ، وحينئذ لا يحصل المقصود الذي في نفس المتكلم من إصلاح الخلق .

وبناء على ذلك نسأل : ماالذي يوصل إلى هذا ، أي يوصل إلى البيان والفصاحة والتعبير عما في النفس بعبارة صادقة كاشفة عما في الضمير ؟

نقول : الطريق إلى ذلك هو أن يكون عند المرأة شيء من العلوم العربية : نحوها ، وصرفها ، وبلاغها ، وحينئذ لا بد أن يكون للمرأة دروس في ذلك ولو قليلة ، بحيث تعبر عما في نفسها تعبيرا صحيحا تستطيع به أن توصل المعنى غلى أفئدة النساء اللاتي تخاطبهن .

المقوم الثالث : الحكمة :

أي أن يكون لدى المرأة حكمة في الدعوة ، وفي إيصال العلم إلى من تخاطب ، وحكمة في وضع الشيء في موضعه ، كما قال أهل العلم ، وهي من نعمة الله سبحانه وتعالى على العبد ، أن يؤتيه الله الحكمة . قال الله عز وجل : { يؤتي الحكمة من يشاء ومن يؤتى الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا } [ سورة البقرة / 269 ] وما أكثر ما يفوت المقصود ويحصل الخلل ، إذا لم تكن هناك حكمة ! فمن الحكمة في الدعوة إلى الله عز وجل أن ينزل المخاطب المنزلة اللائقة به ، فإذا كان جاهلا عومل المعاملة التي تناسب حاله ، وإذا كان عالما ، ولكن عنده شيء من التفريط والإهمال والغفلة عومل بما تقتضيه حاله ، وإذا كان عالما ، ولكن عنده شيء من الاستكبار ورد الحق عومل بما تقتضيه حاله .

فالناس – إذن – على درجات ثلاث : جاهل ، وعالم متكاسل ، وعالم معاند ، ولايمكن أن تسوي كل واحد بالآخر ، بل لا بد أن ننزل كل إنسان منزلته ، ولهذا لما أرسل النبي صلى الله عليه وسلم معاذا إلى اليمن قال له : (( إنك تأتي قوما أهل كتاب )) ، وإنما قال له النبي صلى الله عليه وسلم ذلك ، ليعرف معاذا حالهم كي يستعد لهم بما تقتضيه هذه الحال ويخاطبهم بما تقتضيه هذه الحال أيضا .

حـســـــــــــن التــــــربـيــــــــــــــة

العلامة الشيخ / محمد بن صالح العثيمين رحمه الله

أي أن كون المرأة حسنة التربية لأولادها ، لأن أولادها هم رجال المستقبل ، ونساء المستقبل ، وأول ما ينشئون يقابلون هذه الأم ، فإذا كانت الأم على جانب من الأخلاق ، وحسن المعاملة ، وظهروا على يديها وتربوا عليها ، فأنهم سوف يكون لهم أثر كبير في إصلاح المجتمع .

لذلك يجب على المرأة ذات الأولاد أن تعتني بأولادها ، وأن تهتم بتربيتهم ، وأن تستعين إذا عجزت عن إصلاحهم وحدها ، بأبيهم أو بولي أمرهم ، إذا لم يكن لهم أب من إخوة ، أو أعمام ، أو بني أخوة ، أو غير ذلك .

ولا ينبغي للمرأة أن تستسلم للواقع

وتقول : سار الناس على هذا فلا أستطيع أن أغير ، لأننا لو بقينا هكذا مستسلمين للواقع ماتم الإصلاح إذ إن الإصلاح لابد أ يغير ما فسد إلى وجه الإصلاح ، ولا بد أن يغير الصالح إلى ماهو أصلح حتى تستقيم الأمور .

ثم إن التسليم للواقع أمر غير وارد في الشريعة الإسلامية ، ولهذا لما بعث النبي صلى الله عليه وسلم في أمة مشركة يعبد أفرادها الأصنام ، ويقطعون الأرحام ، ويظلمون ويبغون على الناس بغير حق ، لم يستسلم صلى الله عليه وسلم ، بل لم يأذن الله له أن يستسلم للأمر الواقع ، بل قال سبحانه وتعالى : (( فاصدع بما تؤمر وأعرض عن المشركين )) فأمر سبحانه أن يصدع بالحق ، وأن يعرض عن المشركين ، ويتناسى شركهم وعدوانهم حتى يتم له الأمر ، وهذا هو الذي حصل ، نعم قد يقول قائل : إن من الحكمة أن نغير ، لكن ليس بالسرعة التي نريدها ، لأن المجتمع على خلاف ما نريد من الإصلاح . فحينئذ لا بد أن ينتقل الإنسان بالناس لإصلاحهم من الأهم إلى ما دونه ، أي يبدأ بإصلاح الأهم والأكثر إلحاحا ، ثم ينتقل بالناس شيئا فشيئا حتى يتم له مقصوده .

النشـــــاط فــــــي الدعــــــوة

أي أن تكون للمرأة دور في تثقيف بنات جنسها ، وذلك من خلال المجتمع / سواء أكان في المدرسة ، أو الجامعة ، أو في مرحلة ما بعد الجامعة كالدراسات العليا . كذلك أيضا من خلال المجتمع فيما بين النساء من الزيارات التي يحصل فيها من الكلمات المفيدة ما يحصل .

ولقد بلغنا – ولله الحمد – أن لبعض النساء دورا كبيرا في هذه المسألة ، وأنهن قد رتبن جلسات لبنات جنسها في العلوم الشرعية ، والعلوم العربية ، وهذا لا شك أمر طيب تحمد المرأة عليه ، وثوابه باق لها بعد موتها لقول النبي صلى الله عليه وسلم : إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاث : إلا من صدقة جارية ، أو علم ينفع به ، أو ولد صالح يدعو له . (1)

فإذا كانت المرأة ذات نشاط في مجتمعها في نشر الدعوة : من خلال الزيارات ، أو من خلال المجتمعات في المدارس أو غيرها ، كان لها أثر كبير ، ودور واسع في إصلاح المجتمع .

هذا هو ما حضرني الآن بالنسبة لدرو المرأة في إصلاح المجتمع ، وذكر مقومات هذا الإصلاح .

هذا والله سبحانه أسأل أن يحعلنا هداة مهتدين ، وصالحين مصلحين ، وأن يهبنا منه رحمته إنه هو الوهاب . والحمدلله رب العالمين ، وصلى الله على نبينا محمد ، وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين .

بارك الله فيك

ط®ظ„ظٹط¬ظٹط©

أحسن الله إليك
وفقك الله..

ط®ظ„ظٹط¬ظٹط©

جزى الله خيرا كل من شارك واهتم بعلاج هذا الموضوع 000

انه موضوع حساس جدا فالام مدرسة فكيف نعدها تربي الاجال وتتحمل الامانة الملقاة في ذمتها؟000000

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.