تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » دفنني أخي وشاء الله أن أعيش

دفنني أخي وشاء الله أن أعيش 2024.

تقول شيماء ::

في يوم من الايام … وفي لحظات الوئام … بينما ( انا واخوتي ) جالسون
كالعاده ( في الصاله ).. . نتبادل

اطراف الحديث … ونتناول الشاي والقهوه ولا ننسى ( الكعك ) و ( الم**رات )… والقصص والحكايات …

على الرغم من اننا نعيش في زمن ( الجكّات ) و ( الكاسات ) … الا ان اخوتي لا يحبّون شرب الماء الا

في ( الطاسّات )!… رايت بجانبي ( الطاسّه ) ممتلاة بالماء المثلّج … اذا بي كعادتي احملّها لاسكبها في وجه

اخي !… الذي توقف عن شرب القهوه مذهولا … وقام يلاحقني … ويلاحقني المنزل كلّه يريدون ان يرون

ماذا سيفعل اخي بي ! … لم اجد امامي الا غرفته … دخلتها ودخل خلفي اخي يبحث عني … ثم دخلت امي

ودخلوا اخوتي جميعا الغرفه في ضحك متعالي … وجدني اخي وامسكني بقوه … وادخلني خزانة ملابسه

الممتلاة بالاثواب النظيفة البيضاء برائحة ( كومفورت ) … واقفل علي باب الخزانه ….

وقتها كانت الخزانه ظلماء … والملابس تحيطني من كل الجهات … واصوات ضحك اهلي كالصدى …

كصوت الحجارة التي تسقط في بئر هاوي … كنت ادفع باب الخزانه برجلي بقوه … الا ان اخي ممسك على

الباب بقوه !… لم استطع التماسك … نعم اكره الظلام … نعم اكره الزحام … ركلت باب الخزانه بقوه حتى

ان**رت الخزانه من الخلف … حينها فتح اخي الخزانه في مدة لا تتجاوز الدقيقه … خرجت كانما اخرج للدنيا

لاول مره … وسط انبهار اهلي بدموعي التي لا يجدون لها سببا !… بكيت نعم بكيت قهرا !… حتى انا لا اجد

وقتها تفسيرا لدموعي !… كنت اخاصمه بصوت عالي …

شيماء: كيف تقفل علي الخزانه ؟ ما هذا المزاح !!!

اخي باستغراب : كان مزاحا … لم يستغرق الدقيقه ..!!!

شيماء بانفعال : لم يكن مزاحا … كان غباء …!!!!!!!

مرّ هذا الموقف كعادة المواقف الاخرى في غموض عجيب … ولم اعره اهتماما كالعاده !!

اتى وقت النوم … واستلقيت كالعاده لاسلّم فكري ل(هاجسي ) ليفعل به ما يشاء … ومرّت عليّ جميع المواقف

هادئه … الا هذا الموقف … اصبحت في حيرة من امري … ماذا دهاني لماذا بكيت ؟

نظرت الى جسمي والى رجلايّ … يالهي سوف تدفن بالتراب !!! اخذت يداي تلمس وجنتايّ … سوف

تكفّن
لماذا يا شيماء لم تتحملي ظلمة الخزانه في مدة اقل من الدقيقه !!

اتعلمين لماذا ؟؟ … لانك لن تتحملي ظلمة القبر لسنوات مديده !!!

لماذا يا شيماء لم تتحملي ملابس اخيك البيضاء النظيفه الجميله المعطّره !!

اتعلمين لماذا ؟؟ … لانك لن تتحملي معاشرة الدود و ( الصراصير ) !!

سوف ياكل شبابك الدود … وينقر عظمك …

فزّ جسمي كلّه وتقشعر … تذكرت اهلي ( ساكني القبور ) …

ابي واخوتي وكلكم يا اهلي تذكرتكم … تذكرتكم اخوتي في الاسلام … انا لم انساكم حتى اذكركم …

ولكنني دوما اتذكر حالكم في الدنيا وانسى حالكم في القبر !!

لكن السؤال الذي يحيرّني … لماذا لم يداهمني هذا الشعور سابقا !! سنوات !!. سنوات عمري !!! …

وانا في غفله عظيمه … كل ما افكر به ….

اين ساذهب نهاية الاسبوع !!…. ما لون الفستان الذي ساشريه لحفل زواج اخي !!…

وان بعد تفكيري … فكرت في جمع المال !! … كم سيكون حسابي في البنك
عجيبة انا غريبه … للاسف … عجيبة انا غريبه

اتى اليوم الثاني كعادتنا … وجلستنا في صالتنا … نتبادل اطراف الحديث … ولا تنسون الكعك

والم**رات … والقصص والحكايات … والشاي والقهوه … !!!

نظرت الى اخي وقلت له : خذني الى خزانتك واحبسني فيها يوميا … !!! ساتحمّل اليوم المكوث فيها
اااا
اخي ينظر الى ( امي واخوتي ) باستغراب وخوف ويقول لهم : أدرجة حرارتها مرتفعة هذا اليووووم !!!
م ن قو ل

الوسوم:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.