دعا الأمير الوليد بن طلال ، في حوار اجرته معه صحيفة نيويورك تايمز إلى إجراء انتخابات لمجلس الشورى السعودي ، مشيرا إلى انه " كلما تم ذلك بسرعة كان أفضل" ، بالنسبة للملكة.
وقد قال الأمير الوليد إنه يطرح هذا الموضوع لزيادة ما سماه المناقشات المستفيضة داخل الأسرة الملكية بشأن ما يمكن ان تفعله المملكة لتناول مسألة عدم الرضا الداخلي، خصوصا بعد التطورات الأخيرة .
وقال الوليد:" إذا سمح للناس الحديث بحرية و المشاركة بقدر أكبر في العملية السياسية ، فسيكون بالإمكان احتواءهم وجعلهم جزءا من العملية".
وتشير الصحيفة إلى أن الأمير الوليد بن طلال ، وهو في السابعة والاربعين ، قد فضل الابتعاد عن لعب دور سياسي ، مركزا على حياة عملية ناجحة في الاستثمارات جعلت منه واحدا من أغنى الرجال في العالم.
ولكنه اقحم نفسه في جدل سياسي الشهر الماضي عندما منح مبلغ عشرة ملايين دولار لمدينة نيويورك ليقدم لضحايا مركز التجارة العالمي ولكنه أيضا اصدر بيانا صحفيا قال فيه إن السياسات الأمريكية في الشرق الأوسط ساعدت على تعزيز المشاعر الأصولية.
وقد أدت تلك الإشارة إلى تصاعد مشاعر الغضب بين بعض الأمريكيين ومن بينهم عمدة نيويورك رودلف جولياني ، الذي رفض قبول هدية الأمير الوليد.
وخلال المقابلة مع الصحيفة، دافع الأمير الوليد عن الملكية في السعودية مشيرا إلى أنها تتمتع بشعبية و مرونة وقال إنه كان بهدوء يحبذ تغييرا نحو ديمقراطية جزئية قبل الحادي عشر من سبتمبر بفترة طويلة.
ولكنه أوضح أيضا أن الإرهاب و جذوره تظل مبعث قلق عميق داخل دوائر الأسرة الملكية السعودية.
قد يكون ما أقوله كثيرا على المملكة العربية السعودية ، ولكنني افصح عما يدور في ذهني.
الأمير الوليد بن طلال في حديث لصحيفة نيويورك تايمز
يذكر أن مجلس الشورى السعودي قد تشكل عام اثنين وتسعين بقرار من العاهل السعودي الملك فهد، و يتم تعين أعضائه بآلية دافع عنها رئيس المجلس الشيخ محمد الجبير في مقابلة هذا الأسبوع بقوله "إنه أكثر رقيا وتطورا من الانتخابات الشعبية مؤكدا أن الناخبين الذين سينتخبون أعضاء المجلس لن يختاروا المرشحين الاصلح، ولذلك نحن نفضل التعيين والاختيار، ولكن ضمن مواصفات وشروط وقواعد خاصة".
وأوضح الأمير الوليد للصحيفة أن ما يدور في ذهنه هو أمر محدود. وقال "إن المجلس المكون من مئة وعشرين عضوا يجب أن ينبثق عن الانتخابات التي تكون مفتوحة للرجال فقط ، على الأقل في البداية". وهذا الأسلوب سيكون مماثلا للأسلوب المتبع في الكويت ،التي لديها برلمان منتخب منذ عام واحد وستين.
الوليد زار موقع مركز التجارة العالمي وشاهد آثار الدمار
وقال الأمير الوليد: " لاينبغي أن نأخذ أمر ولاء شعبنا لنا، ونعتبره أمرا مسلما به" ، فالناس يتمتعون بالولاء **عوديين، وولاؤهم قوي جدا، وبالتأكيد هم لا يريدون حكما من نمط بن لادن أو طالبان في هذا البلد، لانهم يرون مدى التخلف الذي تعيشه افغانستان، ولكن لابد أن ندعهم يتكلمون بحرية أكبر. ولا ينبغي أن نقلق على هذا كله ."
وقد دافع الوليد عن تصريحاته التي أدلى بها في بيانه الصحفي الذي صاحب تبرعه بمبلغ عشرة ملايين دولار إلى نيويورك ، التي اتهم فيها الولايات المتحدة بعدم المساواة في المواقف في جهود سلام الشرق الأوسط. وبعد أن أثاره رفض جولياني تبرعه السخي، قال الوليد انه قسم المبلغ مناصفة إلى تبرعين للاجئين الأفغان و القضية الفلسطينية.
في الوقت نفسه قال إن نداءاته لإحداث تغيير في المملكة تعد ثاني خطوة في محاولة جذب الانتباه لما يمكن للبلدين أمريكا والسعودية أن يفعلاه لتحسين الأوضاع.
وفي لمحة تعد الأكثر تحررا من قبل أمير سعودي قال الوليد إنه يفضل إنهاء نظام المخصصات الملكية الذي يحصل بموجبه حتى اصغر الأمراء المولودين على آلاف من الدولارات شهريا. وقال إنه يتبرع بالمخصصات المتواضعة التي يحصل عليها وهي 180 ألف دولار سنويا إلى النشاطات الخيرية.
وقال الوليد إن فكرة الانتقال التدريجي إلى ديمقراطية محدودة تطرح للحوار العلني داخل دوائر الأسرة المالكة، رغم أنها لا تطرح للنقاش في وسائل الإعلام السعودية من صحف أو تلفزيون، التي تخضع لرقابة الدولة أو ملكيتها.
وقال الأمير الوليد: " نحن مازلنا بصدد دراسة أن نقول نعم أو لا"، ولم يكشف عن مواقف الأفراد الآخرين بالأسرة الحاكمة.
مع تحياتي لكم ….