أرجوك ، لا ترضى لنفسك أن تكون أقل منها ..!!
ألا ترى أنها تحاول الوصول إلى مكانٍ عالٍ فتسقط ،،
فلا يمنعها ذلك السقوط من معاودة المحاولة مرة أخرى ،
ومرة ثالثة ورابعة .. في همة وعزم ونشاط وحيوية ..
ولعلها تسقط عشرات المرات ..
ولا تزيدها كل سقطة إلا إصرارا على الوصول !!
يا إلهي ..يا إلهي ..!
إنها تكرر المحاولة المرة تلو المرة تلو المرة ،
وقد تفعل ذلك سبعين مرة على التوالي ..!!
ولا تنصرف عن محاولتها تلك حتى ييسر الله لها الوصول إلى حيث تريد ..!
ويعلم الله عزمها ، ويرى إصرارها ، ويتابع جهدها ،
فيحقق لها القاعدة الربانية التي قررها **نة من سننه سبحانه ..
كذلك أنت .. أنت ايها العاقل .. لا ينبغي أن تيأس أبداً ..
احذف فورا كلمة اليأس من قاموسك اليومي ،
اجعل زادك الأمل والرجاء والإصرار على المواصلة ،
حتى يتم لك المراد ، أو ……أو تموت في الطريق ..!
ولكنك تموت وأنت واقف على رجليك ، شامخ شموخ الجبال ،
ولك أجر نيتك ، فإن الله لا يضيع أجر المحسنين ..
ارفع راسك ، وتطلّع نحو القمة ، ثم شمر إليها ،
و ( حاول ) جاهداً أن تصل ، ابذل ما بوسعك ، ولا تبقي من وسعك شيئا..
ولن يكلف الله نفساً ، إلا وسعها ،
فإذا ( تعثرت ) وأنت تحاول العروج ، و( زلقت ) قدمك هنا أو هناك ،
فلا تجزع جزعا يجعلك تصاب بخيبة أمل ،
فتتلبسك حالة إحباط ، بسبب هذه العثرات التي ( قد تتكرر ) ..
فإنك ستتعرض لها بين الحين والحين ولابد ،
وأنت تسافر نحو القمة في جهد ..
بل وطن نفسك أن تجعل من كل عثرة تقع فيها ،
سلما نحو خطوة أفضل ، تضع قدمك فيها بتمكن ،
على أرض اصلب من الأرض التي كنت واقفا عليها ، وهكذا ..
وهكذا مع كل ( زلة ) قدم ،
وطن نفسك ، أنها قد تكون ( آخر زلة ) لك ،
بعدها سيكون الطريق متيسرا عليك ..!!
أرأيت ما أروع هذه النفسية المتألقة ..! فلماذا لا تكونها ..!؟
نعم .. وطن نفسك أنك مع كل ( فشل ) في محاولة
__ مع أنه لا يسمى فشلا ما دمت مصرا على المحاولة __
وطن نفسك أن هذا الفشل لعله آخر ان**اراتك في معركتك الضارية
مع الشيطان وجنوده وعساكره وفروخه وبناته ،
وبعدها سوف تستلم أنت دفة القيادة في أمان !!
ولا تنسَ خلال ذلك كله :
أن يبقى قلبك معلقا بالله سبحانه ، مشدوداً إليه ،
مرتبطاً به ، لا يبرح أعتابه ، ولا يلتفت إلى غيره ..ولا يرجو سواه ..
متضرعاً إليه ، لاهجاً بذكره ، واثقاً بموعوده ، شاكراً إياه على كل حال ..
وحين يراك سبحانه على هذه الصورة المشرقة المتلألئة :
سيفتح لك ابوابا من حيث لا تحتسب ..
وسيفتح أمامك آفاقا رحبة لم تكن تدر في بالك يوماً ..
فإنه الجواد الكريم المتفضل حتى على من كفر به .
حتى على من عصاه ، وأعرض عنه ..
فكيف بمن أقبل عليه ، وجاهد نفسه من أجله ،
واصر على مواصلة الطريق إليه رغم كل ريح تعترضه ..؟!
لاشك ولا ريب أن عطاء الله سبحانه لهذا سيكون بشكل لا يتصور ..
إن بحر جود الله يروي كل من يرده ..
ولكن لابد للسلعة الغالية من بذل ثمن مناسب يليق بها ..
ومن يخطب الحسناء لم يغله المهر ..!!
وسيدفع من أجل (عينيها ) كل ما يستطيع بطيب نفس ..!!
وسلعة الله غالية ..بل غالية جدا وعزيزة ..
فمن رغب فيها بجد ، فليعزم على أن لا ينام في عرض الطريق …!!
إنما أعني ..
فليعزم على أن يبقى مستيقظ القلب مع الله ،
ولا يسلم نفسه للشيطان والهوى ، وليتعب تعبه في هذا الطريق ،
فما أكثر ما تعب تعبه من أجل دنيا يحصل عليها .. !
أفلا تستحق الجنة ورضوان من الله أكبر تعبا في سبيلها ..
أفلا تستحق أن تتعب تعبك من أجل سعادة الدنيا والآخرة ..؟؟
سلوا الصادقين في كل عصر ، اقرأوا سيرتهم ، انظروا كيف شمروا لها ،
وطاروا إليها ، وتنافسوا عليها ، بشكل مذهل يدير العقل ،
حتى لقد قيل لأحدهم : إلى متى تتعب نفسك ؟ قال : راحتها أريد ..!
وقيل لأحدهم : أرفق بنفسك .. قال مبتسما :
ليس في هذا تعب .. بل هاهنا قمة السعادة القلبية ،
وهي السعادة الحقيقية التي يبحث عنها أغنياء العالم ولا يعثرون عليها
رغم أن الأموال تسيل من بين أصابعهم ..!
وقيل لأحدهم : ماذا وجدت نتيجة هذا التعب ؟
قال : وجدت الحياة الحقيقة ..
ولو علم اللاهون ما حصل عليه المقبلون على الله ،
لبكوا بدل الدموع دما ، ولدعوا النواحين ينوحون معهم على أنفسهم !
إن الناس يتعجبون من هؤلاء ، والحق أن هؤلاء يتعجبون من الناس !!
في الحديث الشريف يقول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم :
" ألا إن سلعة الله غالية .. ألا إن سلعة الله الجنة .."
نعم إنها الجنة .. الجنة ورب الكعبة ..
فيها ما لا عين رأت ، ولا أذنٌ سمعت ، ولا خطر على قلب بشر ..
ألا تستحق أن يتعب من أجلها العقلاء ..!
الصادقون الموقنون بموعود الله هيجوا الأرواح إلى بلاد الأفراح !!
فاسترخصوا كل شيء في هذا الطريق .. ووجدوا فيه قمة المتعة ..
ألا هل من مشمر إلى بلاد الأفراح في عزم وهمة وجد .. !؟
إن كنت واثقا من موعود الله ، فاهتف بنفسك الآن في عزم وقل :
أنا المشمر إليها إن شاء الله .. أنا المشمر إليها إن شاء الله ..
ولكني أنصحك قبل أن تنهض لتبادر السفر نحو تلك القمة ..
أنصحك أن لا تنام في عرض الطريق .. !
فإذا ( غفوت ) ساعة ، فانفض راسك بعدها بقوة ،
وصر على أسنانك ، واطلب الثأر من نفسك لنفسك ..!!
ففي القصاص حياة يا أولي الألباب ..!!
بمعنى حاول أن تعوض ما فاتك ..
فكما استمعت نفسك ( بوهم ) لذة المعصية ، فأذقها مرارة التعب !!
لعلها ترعوي وتتأدب .. وتطاوعك على السير بهدوء وفي أمان ..
وكلما عادت .. عد ..!! اجعل شعارك معها ( إن عدتم ..عدنا ) !!
طلبت السيدة الجليلة خديجة رضي الله عنها من حبيبها
وقرة عينها محمد صلى الله عليه وسلم أن ينام ..
فقال لها : مضى عهد النوم يا خديجة ..!!
نعم مضى .. وهل تعرف عيون المشتاق النوم ..!!؟
أم هل تعرف عيون الخائف حقا ، النوم !!؟ لا هذا ولا هذا ..!
فحاول أن تكون يقظاً على الدوام .. يقظاً مع الله .. مشدودا إليه ..
واستمت في مواصلة الرحلة ( مهما حدث )..
وامض في إصرار وملء قلبك ثقة بربك الكبير المتعال .. فإذا أنت هناك !!
والخلاصة في كلمات …
من اجتهد لشيء ، وبذل في سبيله ما يستطيع ، وأصر على الوصول إليه :
ييسر الله له ذلك ولو بعد حين .. لا تنس درس النملة ..!!
هذه القاعدة تتجلى في قوله تعالى :
) وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ)
فمن جدّ : وجد .. ومن زرع : حصد ..
ومن سار على الدرب : وصل .. وما توفيقنا إلا بالله جل في علاه ..
فاستعن بالله ولا تعجز .. ولا تقبل أنصاف حلول ..!!
واجعل نصب عينيك دائما …. إنها جنة …
ولا شيء غير الجنة ورضوان من الله أكبر ..
لا شيء غيرها إلا …………. إلا النار والعذاب والخزي والنكال .
واجعل نصب عينيك دائما وابدا … انك لن تكون أقل من ( النملة ) !!!
اذا كان الواحد معزم على شي لازم بسويه 😀
الأخ الكريم / المزروعي
…………. رعاك الله وحفظك
حياك الله وبياك وجعل الجنة مأواك
من غير سابقة عذاب ولا مناقشة حساب
اللهم آمين
جزاك الله خير الجزاء على هذه المتابعة
وأسأل الله أن ينفعك وينفع بك