هل دراسة بناتنا في الخارج يشكل تهديد على اخلاقهن وعادتهن وتقاليدهن ..
تحياتي
ملهم
الجواب :
السفر إلى بلاد الكفار خطير يجب الحذر منه إلا عند الضرورة القصوى يقول النبي صلى الله عليه وسلم : أنا بريء من كل مسلم يقيم بين المشركين وهذا خطر فيجب الحذر ، فيجب على الدولة وفقها الله أن لا تبعث إلى بلاد المشركين إلا عند الضرورة. مع مراعاة أن يكون المبعوث ممن لا يخشى عليه لعلمه وفضله وتقواه ، وأن يكون مع المبعوثين من يلاحظهم ويراقبهم ويتفقد أحوالهم ، وهكذا إذا كان المبعوثون يقومون بالدعوة إلى الله سبحانه ، ونشر الإسلام بين الكفار لعلمهم وفضلهم فهذا مطلوب ولا حرج فيه .
أما إرسال الشباب إلى بلاد الكفار على غير الوجه الذي ذكرنا ، أو السماح لهم بالسفر إليها فهو منكر وفيه خطر عظيم ، وهكذا ذهاب التجار إلى هناك فيه خطر عظيم ، لأن بلاد الشرك – الشرك فيها ظاهر – والمعاصي فيها ظاهرة ، والفساد منتشر ، والإنسان على خطر من شيطانه وهواه ومن قرناء السوء فيجب الحذر من ذلك.
عبد العزيز بن باز
ج : الوصية الحذر من ذلك إلا إذا كان المسافر عنده علم وبصيرة ، يدعو إلى الله ويعلم الناس ، ولا يخشى على دينه لأنه صاحب علم وبصيرة يقول النبي صلى الله عليه وسلم : أنا بريء منهم من كل مسلم يقيم بين أظهر المشركين والله جل وعلا قال في كتابه الكريم عن المسلمين المقيمين بين المشركين وهم لا يستطيعون إظهار دينهم : إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ قَالُوا فِيمَ كُنْتُمْ قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الْأَرْضِ قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا فَأُولَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءَتْ مَصِيرًا إِلَّا الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ الآية .
وفي الحديث الصحيح : لا يقبل الله عز وجل من مشرك بعدما أسلم عملا أو يفارق المشركين والمعنى حتى يفارق المشركين.
فالوصية مني لجميع المسلمين الحذر من الذهاب إلى بلاد المشركين ، والجلوس بينهم لا للتجارة ، ولا للدراسة ، إلا من كان عنده علم ، وهدى ، وبصيرة ليدعو إلى الله ويتعلم أشياء أخرى تحتاجها بلاده ، ويظهر دينه فهذا لا بأس به كما فعل جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه ومن معه من الصحابة لما هاجروا إلى الحبشة من مكة المكرمة بسبب ظلم المشركين لهم ، وعجزهم عن إظهار دينهم بمكة حين كان رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة قبل الهجرة .
عبد العزيز بن باز
ج – الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فلا يجوز للمرأة أن تسافر ليس معها محرم لها لقول النبي صلى الله عليه وسلم: "لا يحل لامرأة أن تسافر ثلاثاً إلا ومعها ذو محرم منها" والحديث في الصحيحين وغيرهما. وإذا كان العلماء اختلفوا في جواز سفر المرأة مع الرفقة المأمونة لأداء فريضة الحج فلا شك أن سفرها بدون محرم للدراسة ممنوع شرعاً. أما عمل المرأة المتحجبة في الأماكن المختلطة فلا يخلو من حالتين الأولى: أن تكون المرأة مضطرة للعمل لضرورة حقيقية معتبرة شرعاً حيث لا يكون لها من يقوم عليها ويوفر لها ضروريات الحياة. ولم تجد مكاناً غير مختلط تعمل فيه ولم تكن تحسن صنعة تعملها في بيتها كالخياطة والحياكة والنسيج، أو تحسنها ولكن دخلها لا يفي بضرورياتها وضروريات من تعول. ففي هذه الحال يجوز لها أن تعمل في ذلك المكان المختلط مع التزام الحذر التام ومراعاة الضوابط الشرعية لخروج المرأة فلا تخرج إلا وهي محتشمة متحجبة الحجاب الشرعي الكامل ويشترط في ذلك الحجاب أن يكون صفيقا فضفاضاً لا يصف شيئاً من مفاتنها ولا يلفت انتباه الرجال إليها. وكما يجب عليها أن تحذر مس الطيب عند خروجها لأن النبي صلى الله عليه وسلم حذر النساء من الخروج متطيبات إلى المسجد، وغير المسجد مثله في الحكم. من ذلك ما في المسند وغيره أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "أيما امرأة خرجت من بيتها متطيبة تريد المسجد لم يقبل الله لها صلاة حتى ترجع فتغتسل غسلها من الجنابة". كما يحرم عليها أن تخضع بالقول عند مخاطبة الرجال إذا احتاجت إلى ذلك لقول الله تعالى: (فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض وقلن قولاً معروفاً)[سورة الأحزاب:32] إذا تحققت هذه الحالة والتزمت المرأة بهذه الضوابط يجوز لها العمل ما دامت بحاجة إليه فإذا زالت حاجتها أو وجدت فرصة عمل لا يوجد فيها اختلاط وجب عليها ترك ذلك العمل. الحالة الثانية: أن لا تكون مضطرة إلى العمل في الأماكن المختلطة إما لعدم حاجتها إلى العمل أصلاً وإما لوجود فرصة عمل غير مختلطة. ففي هذه الحال لا يجوز لها العمل في الأماكن المختلطة لما يترتب على ذلك من مفاسد ولما ينطوي عليه من مخاطر. ويكفي من ذلك أنه إذا اختلطت المرأة بالرجل في مكان واحد باستمرار يصعب عليهما أن يمتثلا أمر الله سبحانه في غض البصر الذي أوجب الله عليهما. ومن المخاطر أيضا أنه ليس كل الرجال الذين تتعامل معهم من الأتقياء الأعِفَّاء غالباً. بل إن الكثيرمنهم لا يؤمَن على الأعراض ولا يتقي الله تعالى في نظراته وكلماته وتصرفاته في بعض الأحيان وقد ينشأ عن ذلك ما لا تحمد عقباه. كما هو مشاهد. وبالجملة فالأسلم للمرأة في دينها وعرضها أن تشتغل في مجالها الخاص بها وأن تبتعد عن مكان الريبة والفساد. والله أعلم.
الشبكة الاسلامية
المشكله عدم وجود محرم متفرغ للعناية بي في السفر إلا والدتي حيث إن خطيبي (سوف يتم الزواج هذه السنة إن شاء الله) لا يستطيع مرافقتي بعد الزواج فترة الدراسة والسفر لارتباطه بعمله، ولكنه سيقضي فترات متقطعه معي، ولا يوجد لي أخ، وأبي مرتبط بعمل في القطاع الخاص، وسيفقد عمله لو سافر معي، وبالتأكيد هذه مشكلة.
والدتي سترافقني الفترة كاملة ولن تتركني يوماً واحداً إن شاء الله. ما يحيرني هو حديث قرأته عن الرسول صلى الله عليه و سلم: "إن أرادت امرأة أن تدخل الجنة لا تسافر مسافة يوم بدون محرم".
فما الحكم في ذلك؟
ج – الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم أما بعد:
فالذي يظهر أنك على معرفة بوجوب وجود محرم يصحب المرأة أثناء سفرها، وهذا الحكم ثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم بعدة ألفاظ في الصحيحين وغيرهما. من ذلك قوله صلى الله عليه وسلم: "لا يحل لامرأة تؤمن بالله واليوم الآخر أن تسافر مسيرة يوم وليلة وليس معها حرمة" أي: رجل محرم لها كما هو مبين في الرواية الأخرى "لا يحل لامرأة مسلمة أن تسافر مسيرة ليلة إلا معها رجل ذو حرمة منها".
وهذا الحديث واضح الدلالة على عدم جواز سفر المرأة بدون محرم لها. وإذا كان العلماء اختلفوا في جواز سفر المرأة بدون محرم لها مع الرفقة المأمونة لأداء فريضة الحج فإنه من الجلي أن سفرها لغير ذلك غير مأذون فيه، لاسيما في البلاد الأجنبية، ثم إن مايخصك ليس هو السفر فقط، بل السفر والإقامة والدراسة، وفي ذلك من مطالب الحياة وضرورة التصرفات مايفوق أضعافا مضاعفة مخاطر السفر العابر محدود الوقت .
ومما ينبغي معرفته أن والدتك ليست محرماً لك، لأنها هي بحاجة إلى محرم، فلينتبه لذلك.
وهناك مشكلة أخرى واقعة في الجامعات في البلاد الأجنبية لعلك ما انتبهت لها وهي مشكلة الاختلاط بين الجنسين، وهي مشكلة جد خطيرة تكفي لوحدها أن تمنعك من السفر إلى تلك البلاد والدراسة في جامعاتها حتى لو وجدت محرماً يسافر معك.
فعليك أن تتقي الله تعالى وتقري في بيتك وتواصلي دراستك – إن أحببت – عن طريق المراسلة في إحدى الجامعات التي عندها ذلك النظام أو في بلدك إذا كان بغير إختلاط. والله أعلم.
الشبكة الاسلامية
ج – الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإذا كانت زوجتك مهندسة في مجال ملائم، وكانت بحاجة إلى هذا السفر، وكنت أنت أو أحد محارمها على استعداد للسفر معها والإقامة معها حتى ترجع، فلا حرج في ذلك، إن شاء الله.
واعلم أن وظيفة المرأة الأساسية التي تتناسب تماماً مع طبيعتها وتتلاءم مع خصوصياتها، والتي هي أحفظ لها وأصون لعرضها ولدينها، هي أن تقر في بيتها كما أمرها ربها، وتدير شؤون بيتها، وتقوم بتربية أولادها ورعايتهم صحياً وخلقياً ودينياً وتربوياً، ما أمكنها ذلك.
ولهذا أوجب الله تعالى على الرجل النفقة على الزوجة والأولاد، وأمره بالت**ب، وطلب المال من حله، ليقوم بما أوجبه الله تعالى عليه، ولم يجعل شيئاً من ذلك على المرأة.
ولكن إذا احتاجت المرأة إلى العمل، أو احتيج لها في عمل كالتدريس في مدارس البنات، أو تطبيب النساء أو نحو ذلك من العلوم أو الحرف التي تختص بالنساء، فعليها أن تدرس ما يؤهلها للقيام بهذا العمل، بشرط أن لا تدرس في مدارس مختلطة، وأن لا تسافر مع غير ذي محرم، ولا تقيم مع غير ذي محرم، أما مهنة الهندسة فهي لا تتناسب مع طبيعة المرأة أصلاً، ولا أظن أنها سيحتاج إليها فيها تلك الحاجة التي لا تدفع إلا بممارستها لها، ولا داعي إلى ترقيها في علم الهندسة، ومع ذلك إن عملت مهندسة في مجال يتلاءم مع طبيعتها وخصوصيتها، كمجال الكمبيوتر مثلاً، وراعت في ذلك الضوابط الشرعية في خروجها وفي زينتها وفي زيها وفي طبيعة عملها، ولم تضيع حق الله تعالى خلال تأديتها لعملها، ولم تضيع حق زوجها، ولا حق بيتها وأولادها، فلا حرج في عملها في ذلك المجال، ولا حرج أن تدرس ما يؤهلها لذلك العمل بالضوابط الشرعية المتقدمة.
وننه إلى أن السفر إلى بلاد غير المسلمين لا يجوز إلا لضرورة أو حاجة لا تدفعان إلا بذلك، لما ينتشر في تلك البلاد من الفساد والخطر على المرء في دينه
والله أعلم.
الشبكة الاسلامية
س – أنا طالبة أدرس في الخارج.. فما حكم سفري في الطائرة بدون محرم(خصوصا وأنني في الغالب أرافق طالبة أو طالبتين.. ولكن أحيانا لا أجد أبدا مرافقاً) .. فما حكم السفر لوحدي في مثل تلك الظروف؟!!
الرجاء بيان الأمر من جميع النواحي ..
شكراً
ج – الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم أما بعد:
فلا يجوز للمرأة أن تسافر إلا مع محرم لها، لما في الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لا يحل لامرأة تؤمن بالله واليوم الآخر أن تسافر مسيرة ليلة إلا ومعها رجل ذو حرمة منها" وهذا لفظ مسلم.
والذين رخصو من أهل العلم في سفر المرأة دون محرم إذا كانت مع رفقة آمنة. قصر أكثرهم ذلك على سفر الحج الواجب.
ومن قال منهم: إنه يجوز لها أن تسافر مع رفقة آمنة في كل سفر طاعة. فإن قولهم يكاد يكون قولاً مهجوراً، ومع ذلك فإن الرفقة الآمنة التي اشترطها هؤلاء لا تتحقق في طالبة أو طالبتين.
وذهابك للدراسة بالخارج لا ينبغي إلا إذا كان التخصص الذي تدرسينه مما يتلائم مع المرأة ويوافق فطرتها، مع عدم وجوده أو عدم تيسره لك في البلد الذي أنت فيه.
فإذا كان التخصص مما يتلائم مع المرأة وطبيعتها، ولا يوجد في بلدها أو غير متيسر لها، فينبغي أن يكون معها من محارمها من يقيم معها ليرعى شؤونها، لأنه قد يعرض للمرأة في إقامتها بالخارج ما يستلزم معه وجود هذا المحرم. والله ولي التوفيق.
الشبكة الاسلامية