أخي في الله الأستاذ عبدالله: أخيرا وكأنني شعرت بان هناك من يشعر بمعاناتنا في صمت شديد، ألا وهي العنوسة التي تكاد تقضى علينا، لدرجة أننا لم ندع بابا لمواقع الزواج على الشبكة ولا الخطابات ولا المجلات إلا وراسلناها ولكن لا حياة لمن تنادي، فنحن نبحث عن الستر والعفة والشباب الإماراتي يبحث عمن يزمِّر ويطبِّل له إذا حصل على رقم فلانة أو جاء بحصيلة وافرة من الصديقات فقط لإثبات أنه ما زال مطلوبا في السوق وأن بضاعته غير راكدة ·
سيدي الكريم:
نحن 5 أخوات والحمد لله ملتزمات، مرت علينا سنوات ونحن ننتظر النصيب على اشد من الجمر، ولكن لا مجيب ، فنحن والحمد لله قنوعات راضيات بالقليل، فلا نطلبه وسيما ولا فارسا ولا غنيا ولا متبجحا بركوبه سيارة آخر موديل وظهره مكبل بالديون ولا كل هذه المتع الدنيوية التي زهدنا عنها· ولكننا نريده متدينا يخاف ربه، لدرجة إننا رضينا بالمتزوج ولكن لم يرض المتزوج بنا بحجج واهية تدخل فيها أفكارا عفا عليها الزمن، كالأوضاع الاجتماعية، وهذا ولد فلان وهذه بنت علان ··الخ·
وأغلب الشباب يفضلون البنت الدلوعة التي تضع أطنانا من المكياج على وجهها لتخفي أي عيب أو شكل أو لون، فالمطلوبة في السوق صاحبة الجواز السحري، ذات البشرة البيضاء اللامعة!!، أما البقية فليس لهن سوى الإهمال، ونساء لا يحق لنا العيش بكرامة·
إن القلب ليحزن، ولكن النفس تقول ان هذا هو قدري وما علي سوى الصبر والسلوان ·· فحتى الملتزمون لهم شروط جد عجيبة، فهم فوق أنهم يريدونها فاقعة البياض مثل بنات سيبيريا والدول الاسكندنافية، فانهم يبحثون في تحسين النسل بوضع شروط اجتماعية تزرع الفوارق الطبقية في المجتمع بدلا من أن تقضي عليها·· وهذا لعمري أحد أسباب العنوسة التي تحدثت عنها في عمودك مؤ***·· لقد قدمنا في صندوق الزواج وفي مكاتب الخطابات المنتشرة في الدولة، ولكن وبعد أن تأخذ تلك المكاتب عمولتها تدعونا إلى التحلي بالصبر، بحجة أن الطلب لا يزال قيد الدراسة، أو لا توجد لدي طلبات للزواج·
ماذا نفعل؟ من سيستر علينا ؟ من سيكون لنا الصحبة الطيبة والزوج الصالح في غياهب هذه الدنيا أخبرني اذا كان شب***ا يفكر بهذه العقلية ؟
(مواطنة)