تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » د’الأهدل: أثر التربية الإسلامية تابع الصدقة الجارية

د’الأهدل: أثر التربية الإسلامية تابع الصدقة الجارية 2024.

أثر التربية الإسلامية في أمن المجتمع الإسلامي (97)

المبحث السابع عشر: الصدقة الجارية.. الجزء الثاني..

إن المطالب الثابتة كلها تتعلق بقيام أفراد المجتمع بواجب الأخوة الإسلامية، وأداء حقوق بعضهم على بعض في حال حياتهم وصحتهم.

أما هذا المطلب فالمراد به أن يراعي المسلم حقوق تلك الأخوة الإسلامية، وهو يرحل عن هذه الحياة ويودع إخوانه الباقين فيها، فيحقق لهم بما يخلفه وراءه شيئاً من السعادة والعيش الهنيء، كما كان يحقق لهم ذلك وهو حي.

فالمسلم له أقارب أمر بصلتهم، وله جيران أمر بالإحسان إليهم، وضيف أمر بإكرامه، فإذا انتقل إلى لقاء ربه حرم كثير مما كان يقوم به من الصلة والإحسان والإكرام، وكل من كان يناله ذلك سيفقده ويشعر بالندم على فراقه ويدعو له وفاء له ورحمة به.

ولكن الشارع يحب للمؤمن أن يدوم عمله الصالح، ويستمر ثوابه بعد موته، فشرع له من الأسباب التي إذا تعاطاها قبل موته استمر ثوابها ما بقيت آثارها عامة النفع الذي تعاطاها من أجله.

حرب سافرة على أعمال الخير..

ومما زاد الأمر سوأً اليوم، تسلط أعداء هذا الدين على أعمال البر، ومضايقة مؤسسات الدعوة إلى الله، ونشر التعليم الإسلامي ببناء المدارس، والمساجد المراكز الإسلامية، ومساعدة المحتاجين، من الأيتام والأرامل والعجزة..

والحجر على من وفقه الله من أغنياء الأمة، من الإنفاق على تلك المرافق، وتجميد أموالهم، حتى يحولوا بينهم وبين الإنفاق منها على تلك المؤسسات الخيرية، التي أعلنوا عليها الحرب الظالمة..

قاصدين بذلك الصد عن سبيل الله،و القضاء على النشاط الإسلامي، ومحاربة علمائه ودعاته، بحجة محاربة ما يسمونه بـ"الإرهاب" الذي أصبح سلاحاً يشهرونه في وجه الأفراد والجماعات والدول.

ووراء هذه الحملات الظالمة على الإسلام والمسلمين في مشارق الأرض ومغاربها اليهود الذين لا يفتئون يوقدون نار الحرب على هذا الدين وهذه الأمة..

ويظاهرهم على ذلك صهاينة البروتستانت في الغرب، بهدف تمكين الدولة اليهودية في قلب الأمة الإسلامية، التي يعلمون أنها لا تنال هذا التمكين، إلا بإضعاف المسلمين، وإبعادهم عن حقيقة دينهم.

ويجب على علماء الإسلام ودعاته، والمؤسسات الإسلامية الدعوية والتعليمية، والإغاثية، وأغنياء الأمة، وعلى كل غيور على هذا الدين في الشعوب الإسلامية، أن يتعاونوا فيما بينهم على الاستمرار في هذه الأعمال العظيمة، بكل ما يستطيعون من الأسباب والوسائل المتاحة لهم..

كل منهم فيما يقدر عليه، وألا يستسلموا لمكر أعداء الإسلام، وأن يستعينوا بالله ويتوكلوا عليه؛ لأن في استسلامهم لهذه الحرب الظالمة، تحقيقاً لأهداف أعداء الإسلام..

الذين قال الله تعالى فيهم: (( وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ )) [البقرة (120)].

وإذا نجح أعداء هذا الدين في مسعاهم لإضعاف المسلمين، واستسلامهم لهم، والاستجابة لتحقيق رغباتهم، فقدوا أمنهم الذي لا ينالونه إلا بتمسكهم بدينهم، وعدم طاعتهم لغير ربهم في معصيته..

(( وَكَيْفَ أَخَافُ مَا أَشْرَكْتُمْ وَلا تَخَافُونَ أَنَّكُمْ أَشْرَكْتُمْ بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَانًا فَأَيُّ الْفَرِيقَيْنِ أَحَقُّ بِالأَمْنِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (81) الَّذِينَ ءَامَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ )). [الأنعام: 81ـ82].

موقع الروضة الإسلامي..
http://216.7.163.121/r.php?show=home…enu&sub0=start

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.