بسم الله الرحمن الرحيم
أخبار يوم الأحد 3/3/1424هـ 4/5/2003م
مركز الدراسات والبحوث الإسلامية
المجاهدون يعاودون الهجوم على ولاية زابل ويفتحون خمس مديريات منها
كثف المجاهدون بفضل الله تعالى هجماتهم على ولاية ( زابل ) مع دخول فصل الصيف ، ويستخدم المجاهدون في هجماتهم المتتابعة على ولاية ( زابل ) أسلوب الكر والفر ، فبعد الهجمات القوية التي شهدتها خلال الشهر الماضي مديريتين في زابل نشرنا سابقاً تفصايلها ، تسببت تلك العمليات في إنهاك قوات العدو وتفرقها وفرار كثير من أفرادها ، وبفضل الله تعالى خلال هذا الأسبوع عاود المجاهدون هجماتهم العنيفة والمنسقة والواسعة على أنحاء كثيرة في أفغانستان امتدت من المناطق الشرقية والجنوبية إلى الغربية ، إلا أن ولاية ( زابل ) كان لها النصيب الوافر من هذه الهجمات ، فخلال هذا الأسبوع تمكن المجاهدون في ( زابل ) من فتح 5 مديريات من أصل 11 مديرية تابعة لولاية زابل ، مما يعني أن المجاهدين يسيطرون الآن على ما يقرب من نصف ولاية ( زابل ) ، وقد صدوا هجمات كثيرة لقوات العدو بما فيها الطائرات الأمريكية ، وحتى الآن لم يستطع العدو دخول هذه المديريات ، علماً أن المجاهدين لا يستهدفون حماية مناطق بعينها والسيطرة عليها والدفاع عنها ، فهذه المرحلة لم يحن وقتها بعد ، ولكنهم سيحاولون استنزاف العدو بأكبر قدر ممكن ، وسحب قواته إلى مناطق يريدها المجاهدون ، وإثارة الرعب والخوف في نفوس قوات العدو ، وقد نجحوا ولله الحمد والمنة في كل ذلك .
فكانت بداية هجمات المجاهدين الجديدة في الولاية على مديرية ( نوبهار ) وتمكنوا من السيطرة عليها بسهولة ، وقد أسروا أهم ثمانية عملاء من إدارة المديرية ، ثم شنوا هجوماً من محور آخر على مديرية ( شملزاي ) وفي نفس الوقت شنوا هجوماً آخر على مديرية ( وخاك أفغان ) و مركز مديرية ( دائي تشوفان ) ، وتمكنوا من دخول هذه المديرية بعد قتال عنيف إلى حد ما ، بعد أن قتلوا 12 من كبار المديرية ، وأسروا جميع العاملين في إدارة المديرية بعد استسلامهم ، وعندما سمع موظفو مديرية (شينكئي ) نبأ استيلاء المجاهدين على هذه المديريات واحدة تلو الأخرى ، تركوا المديرية وهربوا جميعاً قيادة وجنوداً ، فهم الذين جربوا قبل أسبوعين قتال المجاهدين عندما استولوا على المديرية لعدة أيام ثم أخلوها ، ففضلوا الفرار إلى مركز الولاية ، وعندما وصلوا إلى مركز الولاية تم القبض عليهم من قبل القوات الأمريكية والمحلية بتهمة الخيانة وترك المواقع للمجاهدين .
وفي محاولة فاشلة حاولت إدارة الولاية أن ترد على هجمات المجاهدين بهجمات مماثلة لإجبارهم على التراجع ، وقد استخدموا هذا الأسلوب في بداية الهجمات قبل أسبوعين ، وقد أصيبوا بن**ة بعد هزيمة قواتهم ، وذبح أكبر قائدين في ولاية ( زابل ) على أيدي المجاهدين ، بعد أن ألقي القبض عليهما وهما القائد ( قدرت ) والقائد ( منجل ) ، فقد تم ذبحهما أمام عدد من أفراد عصابتهما الذين أسروا ، وقد أطلق سراح البعض ليبلغ ما رأى ، وقد انع** ما تحدث به الأسرى مما رأوا من قوة المجاهدين وبطشهم بأعداء الله وذبحهم للقائدين ، انع** على جميع قواتهم حتى قيادة المديرية بل وحتى القوات الأمريكية التي حتى الآن لم تحاول الدخول في معارك برية ضد المجاهدين ، واكتفت بالقصف الجوي من مسافات بعيدة خشية صواريخ المجاهدين .
ولا زال المجاهدون بفضل الله تعالى يخلون الغنائم من جميع المديريات إلى مواقعهم في الجبال ، فقد غنموا بفضل الله تعالى كميات كبيرة من الأسلحة والذخائر والمعدات وأجهزة الاتصالات حتى السيارات وبعض الأسلحة الثقيلة تم نقلها إلى مناطق المجاهدين ، وهذا من فضل الله تعالى علينا .
و قد بلغت أصداء هذه العمليات واستيلاء المجاهدين على نصف ولاية زابل بلغت جميع قبائل أفغانستان التي بدأت تتحرق للمشاركة في الانتقام من العملاء ، وأعداد كبيرة من العاملين في الحكومة تقدموا إلى المجاهدين بعرض خدماتهم ، بل إن بعض مديري المديريات عرضوا الانقلاب فور إعطاء المجاهدين الأوامر لهم ، إلا أن المجاهدين يرون أن مرحلة السيطرة على المناطق والاحتفاظ بها والدفاع عنها لم يحن بعد ، فعمليات الاستنزاف والإنهاك لقوات العدو تحتاج إلى سنوات قبل أن تتطور إلى مرحلة الاحتفاظ بالمدن ، ومن المشاهد اليوم أن القوات الصليبية لم تتحمل الاستنزاف لمدة سنة ، فبالأمس تزعم أنها تطلق حملة ( أسد الجبل ) و ( الحملة الشجاعة ) و ( أنكوندا ) وغيرها من الحملات التي تقول بأن قواتها تبحث عن المجاهدين وتتتبع فلولهم ، وهي اليوم ترى المجاهدين يسيطرون على مديريات بأكملها وكأنها لا تسمع ولا ترى رغم استغاثة الأفغان بها ليل نهار حتى عبر وسائل الإعلام ، وإن كان هذا عائد لشيء فإنه بفضل الله تعالى عائد إلى استنزاف هذه القوات وعلمها بأن الكر والفر في أفغانستان لن ينتهي وأنه سيستمر طالما أنهم موجودون هم وعملائهم ، فالمعادلة بالنسبة لهم خاسرة ولا فائدة من النفخ في الرماد ، فإذا كان هذه الحالة تحققت للمجاهدين بعد سنة من المعارك ، فكيف سيكون الوضع بعد عشر سنوات ؟ هذا السؤال هو الذي سيحاول المجاهدون أن يجعلوا أفعالهم تجيب عنه بإذن الله تعالى .
ومن المهازل حقاً أن يعلن وزير الدفاع الأمريكي ( رامسفيلد ) خلال زيارته هذا الأسبوع لأفغانستان أن يعلن انتهاء العمليات القتالية في أفغانستان بعد مضي 18 شهراً من دخولهم إلى كابل ، وقال بأن الأولوية تتجه نحو الاستقرار وإعادة البناء ، مشدداً على أن المخاطر لا زالت موجودة وأن هناك جيوباً للمقاومة .
فنعجب لهذه المناقضة الصريحة للواقع ، جيوب للمقاومة ، والمجاهدون في زابل وحدها فقط يسيطرون على نصفها تقريباً ، انتهت العمليات القتالية وهم حتى الآن لم يستطيعوا الدخول ضد المجاهدين في معركة برية في زابل ، انتهت العمليات العسكرية وقواتهم سحبت ثلاثة أرباع قواعدها من خوست بسبب ضربات المجاهدين ، الأسبوع الماضي قصف عنيف على مقر قيادة إيساف في كابل وعلى قاعدة بغرام ، وعلى مقر القيادة الأمريكية ، ووزير الدفاع يقول بأن العمليات العسكرية انتهت اليوم !! ، إن إعلانهم بانتهاء العمليات العسكرية ليس لضعف جهاد المجاهدين كما حاولوا الترويج له ، إن إعلانهم هذا جاء بعد قناعتهم أنهم لن يحققوا أي شيء مما جاءوا له في أفغانستان ، وإن كان سقوط كابل عدوه هدفاً سيرحلون بعد تحققه ، فإن كابل التي سقطت في يوم سترجع بإذن الله تعالى في أقل من يوم ، كما فتحها الطالبان بمعركة لم تتجاوز ست ساعات ، فترك المجاهدين للمدن لا يعني تحقيقهم لأهدافهم ، ونحن نتحداهم أن يستمروا في منازلة المجاهدين وحماية حكومتهم الكرتونية التي هرب حتى الآن أكثر من نصف جنودها في الجنوب والشرق رغم ما ينالونه من أموال ، إلا أن ضرب الرقاب له وقع على نفوس الذين كفروا ، وسيستمر هذا ولو كان أحد من الذين كفروا له قدرة بالصبر على ضرب الرقاب لصبر عليه الروس فهم أشد بأساً وأكثر جمعاً ، إلا أن آلة الجهاد طحنتهم كما أنها ستطحن غيرهم بإذن الله تعالى .
هجمات عنيفة للمجاهدين على سبين بولدك
وتأكيداً لكلام وزير الدفاع الأمريكي أن العمليات انتهت في أفغانستان ، فقد أثبت المجاهدون ذلك للجميع حيث شن المجاهدون هجمات صاروخية على مراكز الحكومة في مدينة ( سبين بولدك ) وقد أصابت أكثر من عشرة صواريخ أهدافها على مراكز الحكومة ، ولم تتمكن قوات العملاء المتمركزة في المدينة من شن أي هجوم مضاد على أماكن المجاهدين التي أطلقوا منها الصواريخ ، وطالبوا الدعم من القوات الأمريكية في مطار قندهار ولكن لم تجبهم القوات ، ثم طالبوا الدعم من قاعدة باغرام الجوية ، وبعد إلحاح أرسلوا طائرات مروحية ، وطائرة واحدة من طراز ( بي 52 ) لقصف مواقع المجاهدين ، إلا أن المجاهدين كانوا قد انتقلوا من أماكنهم إلى مناطق أخرى ، وقد تمكنت مجموعة من المجاهدين من الكمون لإحدى مروحيات الاستطلاع وإسقاطها بصاروخ مضادر للطائرات ، وفور وصول التفاصيل عنها سوف ننشرها بإذن الله تعالى .
وتأتي هذه العمليات ضمن إطار تصعيد المجاهدين للعمل الجهادي في هذا الصيف ، وقد نضم المجاهدون عملياتهم في كافة مناطق أفغانستان الجنوبية والغربية والشرقية وفي أجزاء من الوسط ، ولن يصد هذه العمليات بإذن الله تعالى لا قوات العملاء ولا القوات الصليبية ، فالكل منهم يريد السلامة والنجاة ، والأيام دول والعاقبة للمتقين .
الدعاء
ونختم هذه النشرة بما نطلبه من إخواننا في كل نشره ، ألا وهو الدعاء ، فلا نصر إلا بإذن الله تعالى ، ومن أهم أسباب إذن الله تعالى الإلحاح في الدعاء ، وصدق من قال عليه الصلاة والسلام ( لا يرد القدر إلا الدعاء ) .