بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين ولا عدوان إلا على الأشرار الظالمين وأصلي وأسلم على المبعوث رحمة للعالمين نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً إلى يوم الدين ثم أما بعد :
موضوعي يتحدث عن : حضور الشيطان عند الموت .
المبحث الخامس .
إذا حضر الموت كان الشيطان حريصاً على الإنسان حتى لا يفلت منه ، ففي صحيح مسلم عن جابر بن عبد الله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( إن الشيطان يحضر أحدكم عند كل شيء من شأنه ، حتى يحضره عند طعامه ، فإذا سقطت من أحدكم اللقمة ، فليمط ما كان بها من أذى ، ثم ليأكلها ، ولا يدعها للشيطان ، فإذا فرغ فليلعق أصابعه ، فإنه لا يدري في أي طعامه تكون البركة ) ، وقد ذكر علماؤنا أن الشيطان يأتي الإنسان في تلك اللحظات الحرجة في صورة أبيه أو أمه أو غيرهم ممن هو شفيق عليه ناصح له ، ويدعونه إلى اتباع اليهودية أو النصرانية أو غيرها من المبادئ المعارضة لللإسلام ، فهناك يزيغ الله من كتبت له الشقاوة ، وهو معنى قوله تعالى : ( رَبَّنَا لا تُزِغْ قُلٌوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتًنًا وَهَبْ لَنَا مِن لِّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ ) . وقد حدث عبد الله بن الإمام أحمد بن حنبل قال : حضرت وفاة أحمد أبي حنبل ، وبيدي خرقة لأشدّ لحييه ، فكان يغرق ، ثم يفيق ، ويقول بيده : لا بعد ، لا بعد ، فعل هذا مراراً ، فقلت له : يا أبت أي شيء يبدو منك ؟ فقال : إن الشيطان قائم بحذائي عاض على أنامله ، ويقول : يا أحمد فتني ، وأقول : لا بعد ، لا بعد ، حتى أموت .
هذا والله أعلم
وان يبعد الشيطان عن وعن ما ر**نا
امين
😮