تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » حرابيو البنتاغون في مواجهة معارضيهم: الهجوم المضاد قادم .

حرابيو البنتاغون في مواجهة معارضيهم: الهجوم المضاد قادم .

ما كان يبدو أنه تراجع عن مخطط ضرب العراق، ثبت في الواقع أنه أكبر بقليل من مجرد الهدوء الذي يسبق العاصفة، إذ تزامنا مع "انحناء" إدارة الرئيس بوش لرسالة "شركاء" التحالف والتي تضمنت "إلزام" الاستشارة قبل شن أي تحرك ضد بغداد. باغتت الإدارة بطلب استراتيجية بديلة من هؤلاء "الشركاء" لدفع الحرب ضد القاعدة ."
التراجع العلني لغزو العراق في الأسبوع الأخير، من شأنه أن يحفز جناح مسعري الحرب ضد العراق داخل الإدارة الأمريكية لرفع مستوى الهجوم المضاد، ويرى المحللون أن تراجع عصابة الثنائي رامسفيلد- وولفويتز (نائب وزير الدفاع) لا يمكن اعتباره "هزيمة استراتيجية"، ولكنه ببساطة "انسحاب تكتيكي" مؤقت، للإيقاع بأولئك الذي عارضوا الضربة. ثلاث قوى التقت خلال الأسبوع الأخير وضغطت في اتجاه تراجع عصابة الداعمين للحرب ضد العراق، السياسة الجمهورية الخارجية المدارة من طرف وزير الخارجية باول، القادة العرب (خاصة السعودية ومصر) والأوروبيون، وحسب المراقبين، فإن " تلاقي الضغط " يعد أحد أبرز الأسباب في تراجع الثنائي رامسيفبلد-وولفاويتز، إلا أن هذا "الانسحاب" شكل تحديا لكل من هذه القوى!. وبداية من وزير الخارجية باول وحلفائه ( جيمس بيكر، نورمن شوارزكوبف وبرنت سكوكروفت) والبقية، فإنه من المهم أن نسجل أنه لا أحد من هذا التكتل عارض مبدئيا غزو العراق، وأكثر تعليقاتهم مركزة على أنه لا ينبغي للحملة أن تشن خارج سياق التحالف المشكل ضد "الإرهاب"، ومن باب الأولى أن لا تؤثر على "تماسك" التحالف، في حين يعتقد مسعرو الحرب (رامسفيلد ونائبه) أن "الثورة التقنية" في الحرب، جعلت من الممكن شن ضربة من غير استناد لأي تحالف جهوي أو شركاء أوروبيون. وحسب هؤلاء، فإن التكنلوجيا الجديدة تسمح للقوات الجوية وقيادة العمليات الخاصة (SOCOM) للإطاحة بالنظام العراقي، من دون الاستعانة بالهجمات البرية المكثقة!، ولهذا لم يكن من الصدفة أن يحضر لقاء بوش في مزرعته بت**اس الجنرال رونالد كاديش المدير الحالي لبرنامج صواريخ الدفاع وهو واحد من المشرفين الخبراء في "التكنلوجيا الجديدة للحروب"؟!، في حين، لا يعتقد المسؤولون في الجيش الأمريكي (بمن فيهم شوارزكوبت) بفعالية هذه التكنلوجيا إلى درجة تلغى فيها الحلفاء، وسند القواعد العسكرية. وباعتماده شبه الكلي على (SOCOM) ، فإن وزير الدفاع الأمريكي يكون قد أغار على القيادة الأوروبية التي لا توافق على توقيع "صك أبيض" لأمريكا بشأن ملف العراق، وترى أن على الولايات المتحدة أن تطور استراتيجيتها وخطة عملياتها، وتعرضها على أوروبا وتسمع لـ"ردها"! ، وتعتقد القيادة الأوروبية أنه لن يكون هناك تقدم في الحرب ضد القاعدة، ما لم يكن هناك حل في الصراع العربي- الإسرائيلي، وفي ظل غياب أي تسوية بشأن الصراع في "الشرق الأوسط"، فإن إقحام العراق في الحرب ضد "الإرهاب" لا يستقيم أصلا. إلة رامسفيلد ونائبه أن عددا من المتابعين يرى أن اكتفاء أوروبا بترديد "لا" للحملة على العراق، من دون أي بديل جاد يحظى بمصداقية لـ"معالجة" ملف بغداد، من شأن هذا أن يعزز "نضال" عصابة رامسفيلد ونائبه القائم على أنه ليس هناك تحالف حقيقي في الحرب والقتال!.

ولا يختلف الموقف السعودي كثيرا عن الموقف الأوروبي، فالمملكة تطالب إدارة بوش باستشارتها، بينما تصر واشنطن على أن الحرب على القاعدة لا ينمكتها أن تنتظر حلا للصراع "العربي-الإسرائيلي"، وفي حالة غياب أي "استراتيجية" في ذهن الرياض لتععزيز الحرب ضد القاعدة، فإن حرابيي الإدارة الأمريكية سيتمكنون من رفع أصواتهم بأن الاستشارة تحققت، ولا شيء تم تقديمه، والخيار الوحيد هو تجاهل تحالف "لا" . والمحصلة الآن، أن عصابة البنتاغون تراجعت عن ضرب العراق مؤقتا لجس نبض معارضيها وإحراج معسكرهم! . وكلا من السعودية وأوروبا يحظون بصديق واحد هذه الأيام في واشنطن هو وزير الخارجية كولن باول، وقد أتاح لهم عددا من الفرص لإقحام أي شيئ يريدونه، ويرى المحللون الغربيون، أنه إذا "عجزوا" عن الإتيان بالجديد وأبقوا على القديم (لا للحرب ضد العراق، لا للقرارات العسكرية) في خضم هذا "الإقحام"، فإنهم قد يفقدون محاميهم؟!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.