بدأت قصتها من النهاية فقالت ( غصب عني تابعت الأغاني رغم موقفي الرافض لها سابقا وغصب عني بدأت أشعر بالميل لصوت فلان …. الهادئ خاصة كلما نطق كلمة (حبيبتي) )
لقد كانت الفتاة تكتب قصتها بقلم جاف جفاف عواطفها ومتقطع تقطع صوت بكائها
ولسان حالها يقول :
انتهت آخر مظاهر الحنان ومن حياتي مع والدي ووالدتي منذ دخلت المدرسة لقد منحوني (إخلاء طرف ) من هدوء الأسرة ودفء العواطف.
الابتسامة قليلة والقليل منها شاحب وعابر والتوجيه يقدم في قالب حديدي ساخن من التهديد والوعيد وعبارات الاحتقار والإهانة والسخرية. الشكر مفقود في البيت فكل ما نقدمه من خدمات أنا وأختي فهو واجب لا نستحق عليه الشكر نفعل كل شيء من غسيل وطبخ وترتيب ومذاكرة واستقبال وتقديم المشاركات الغذائية في حفلات العمل لوالدي وأخي وكل هذا واجب (ولا شكر على واجب ).
حتى النزهة ما هي إلا مطبخ متنقل حيث نخرج بكامل الأواني والأطباق ولا ندع إلا جدران المنزل لتقف بنا السيارة في مكان خال من الناس ونبدأ في فعاليات الرحلة الخلوية التي يمكن أن تكون رائعة لو عشناها بقلوبنا ومشاعرنا وعواطفنا وابتسامتنا لكنها كانت معسكرا للأسرة يبدأ بالذبح والسلخ مع مؤثرات صوتية من الصراخ والخصام والتقريع .الصوت الوحيد الذي لا يمكن سماعة هو صوت الأنين (الصامت) والبكاء (بالهزاز ) لضياع يوم من أيام إجازة الأسبوع دون أن نظفر بجلسة محبة اسمع فيها أبي يقول ياحبيبتي أو أمي تقول ياعمري أو أخي يقول يأخيتي.
أود لو سالوني عن قصص المدرسة والزميلات أو حالي مع الكلية والمحاضرات سؤال تلمُّس لا سؤال بحث وتقصي كم هو محظوظ ذلك الخروف الذي في مزرعتنا حين يسال عنه والدي كل صباح ويمسح على ظهره ويقدم له الشعير بيده اليمنى ويمرر يده اليسرى على جانب وجهه ، لا تستغربوا لقد سمعت أن شابا تمنى أن يكون حــ…. حين رأى أحد الجيران يدلل الحــ….. ويهتم به .
كم هي خاوية قلوبنا من ماء العطف ينسكب من حنايا الوالدين
لازلت أعتبره حلما مستحيلا حين يكون هناك اجتماع أسري على ضوء هاديء وصوت هاديء وابتسامة صادقة وحوار يتاح لنا فيه فرصة التحدث وبث المشاعر
وهل تظنون أني الوحيدة في البيت اشعر بفقري العاطفي ؟ لا ، بل أخي أيضا كذلك
لقد مسخت شخصيته حتى أصبح كجهاز الروبوت الآلي كنت اسمع دعائه دائما بأن لا يقبل في الجامعة ولا في الكلية التي اختارها له أبي وكان يود الالتحاق بكلية بعيدة فقط ليشعر أنه إنسان له حرية الإنسان وكرامته. آهٍ كم هو محزن أن يكون بيتنا بهذه الصورة والمحزن أن جميع ذكرياتنا سوف تنسج فيه وسوف نجترها بكل مشاعرها كلما تحدثنا عن الطفولة .. الصبا …الشباب … ومن يدري ربما ….العنوسة !!
كل هذا الواقع جعلني أبحث عن قلب يحتويني ويتسع لكل أحاسيسي ويقبلني بلا شروط كنت أرفض أن أسمع شيئا أشعر أنه محرم لكن جوع عاطفتي جعلني متسولة أبحث عن فضلات الحنان ورجيع العواطف
كم أشعر بتساوي الحال حين يقف متسول على نافذة السيارة ويمد يده ويناوله أبي نقودا أو طعاما أشعر أننا وجهان لعملة واحدة فكلانا جائع.
أحيانا اشعر باللوم لكن سرعان ما أسال نفسي : هل في رصيد أسرتنا حب وإذا كان الجواب لا أفلا يكون من حق فقير الحب أن يبحث عنه عند من يبذله :
لكن للأسف فقد وجدت فضلات منتهية الصلاحية في شريط لفلان يكرر كلماته الهادئة ويمد صوته الآسر بكلمة حبيبيتي فعندها لم استطع أن أتمالك نفسي من البكاء الذي اختلطت فيه مشاعر متعددة خلاصتها ( لست أنا المخطئة )….
انتهى كلامها ..
أحبتي …… قرأت هذه القصة بكل الألم الذي فيها ونقلتها كما هي ….. نعم انتهى كلامها ولكن لم نتهى مأستها ….. أحسست ان هناك بيوت فيها من الفتيات من يعيش نفس ظروف هذه الفتاة …..
ولكن ماهو الحل ..
هل نتركهن يبحثن عن الحلول في محيطهن الضيق وبخبرتهن القليلة لتصبح النهاية حلولاً مؤقتة تحمل في طياتها قنابل موقوتة من الضياع والحيرة .
ام نتركهن في محيط المجتمع وفي دهليز الإنترنت وفي أكشاك القنوات الفضائية لعيادات تطرح حلولا ملغومة ولكن في قوالب سهلة الهضم…. لكنها عسرة الولادة.
ان بيننا نساء كثر لم نسمع ولم نقرأ لهن في هذا الجانب أي توجيه …. لم يكتبوا عن تجاربهن لنا حتى تكون نبراس لغيرهن من الفتيات ….
لماذا نجعل بيوتنا خاوية من الحب والعطف …… لماذا لا نشبع ***ائنا وأخواننا وأخواتنا من العواطف …
لماذا نحرم أقرب الناس منامن حناننا ونمنحه مجاناً للآخرين ….. ام صدق المثل الشعبي فينا
" باب النجار مخلع " …… :82_asmili
تحياتي
يوجد هناك أسر وعوائل لا يظنون ان ***ائهم ينقصهم اي شي عندما يصرفون عليهم ويشترون لهم
لكن هيهات لو وجد المال وغاب الحب والحنان والتعاطف في الاسرة ان يصلح الحال ..
مشكور اخوي على الموضوع