بقلم:محمد الوليدي
قبل عامين التقيت بفتى من بيت حانون ،قال لي كلاما كثيرا ومن أعجب ما قال أن أمه كانت تقول له : " وين كنت يا هامل أولاد الناس تستشهد ألا أنت " . ما أستوعبت ذلك ألا قبل يومين حين رأيت نساء بيت حانون يقدن معركة الشرف و البطولة ضد الصهاينة بالنيابة عن ثلاثمائة مليون عربي مختبئون في جحورهم كالأرانب.
أتصل بوالده اليوم ، قال له : الأهل بخير والبيت أطلال ، نحن في البرج الآن ندفن الشهداء..عد له أبناء العمومة ورفاق الطفولة وقال له: سأتصل بك لاحقا!.
ورزير عربي قال لنفس هذا الرجل: "لو تضع ربطة عنق لعينتك مرافقا لي "، قاله له "أكرهها أنها تخنقني ! " . لم يفهم الوزير ولن يفهم.
لا بيت في بيت حانون حتى بيت الله لم تبق سوى مئذنته لتظل شاهدة على الخسة والنذالة والكفر العربي .
كل الأصوات خمدت الا صوت الضحايا ..المنابر أيضا صمتت الا من دعوتها لولي الأمر الذي لا زال ولي عهر ..وما رأت الشعوب كفرا بواحا ..هكذا قال الشيخ المرتشي ..فالمنابر بيعت منذ زمن ورهنت منذ ان ضحكت بريطانيا على لحى العرب .. حتى منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم بيع أيضا وسقطت دولة بسببه وجدد العهد والوعد مع من جيء بدلا منها ، و من اراد ان يرافع فأنا هنا لأدافع ، عندي الأدلة وأسماء الشهود .
فلسطين الآن لا تحتاج تنديد المنددين علنا وممارسة اللواط مع السفاحين سرا..وفروا حبركم و ورقكم ..فالتاريخ فضحكم .. وكفى تمثيلا فلكم يومكم و لفلسطين يومها..أتركوا بيت حانون الشهيدة تنام بهدوء.
لولا الصمت العربي الجبان ولولا موت الكرامة عند الحكام العرب ما سقط من بيت حانون قطرة دم.
جميع الحكام العرب وكل من يأتي وريثا لأي منهم عاهدوا و يجددون العهد كل العهد بأن فلسطين باهلها وقدسها لليهود ..لو تكاسل أحدهم فحتما مصيره السقوط وعلى يد أقرب الناس اليه …سفير أمريكيا في أكبر الدول العربية قال أن احد مهامة كانت كتابة بيانات التنديد بالكيان الصهيوني !!.
فماذا تبقى يا جبناء العرب ؟!!
قرأت الماضي والحاضر وما بين السطور ،لذا أحمل كل قطرة دم فلسطينية أوزار العرب..أقصد الشعوب لا كلاب الحراسة !.