تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » بعد غياب طويل !حببت اشارك بهذا الموضوع

بعد غياب طويل !حببت اشارك بهذا الموضوع 2024.

  • بواسطة
بسم الله الرحمن الرحيم
إخوتي وأخواتي ..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تقبلوا من هذا الموضوع .. راجية من الله الفائدة لي ولكم ..
********************************************

سارق الأيام !

خالد رُوشه | 23/11/1428 هـ

إنه ذلك السارق اللص الذي لطالما أخذ منا أوقاتنا وأيامنا وخدعنا بخداعاته المتتالية , وكم كنا نحن أغبياء ومغفلين ساعة أن اتبعناه ونفذنا مراداته حتى داهمتنا السنون وأفزعنا منظر الشيب بين المفارق ..
إنه التأجيل والتسويف , ذلك اللص الخبير المدرب الذي لا تستعصي عليه نفس ولا تقف أمامه جدر إلا القليل النادر من الحكماء والعالمين ..
التأجيل لص الوقت , يسرقه منا بمقولة : ( غدا أفعل .. وغدا أنجز .. وقريبا أؤدي ..)! حتى تتسرب من بين أيدينا أعمارنا وننظر إلى أنفسنا فنجدها لا تزال تقول : غدا أفعل كذا وكذا !
والتسويف لص الآمال والأهداف ولص الفرص والتطلعات , فكم سرق منا فرصة سانحة بتسويفنا فيها , وكم سرق منا هدفا مرتجى بتأجيلنا له ..
الإسلام يعلمنا المبادرة والمسارعة بالأعمال الصالحات والمنجزات المقدورات وينبهنا دوما لاقتناص الفرص السانحة ..

يقول الله سبحانه : " فاستبقوا الخيرات " , ويقول سبحانه : " سارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السموات والأرض أعدت للمتقين .." , ورغم أن المغفرة أمر بيد الله سبحانه وهو ليس في مقدور العبد إلا أنه أمرنا بالمسارعة إلى أسبابه بصورة فورية وكأن المسارعة في ذاتها دليل صدق نحو طلب الغفران .

إنه التأجيل والتسويف , ذلك اللص الخبير المدرب الذي لا تستعصي عليه نفس ولا تقف أمامه جدر إلا القليل النادر من الحكماء والعالمينكما يحذرنا القرآن من التأجيل المهلك : " وأنفقوا مما ر**ناكم من قبل أن يأتي أحدكم الموت فيقول رب لولا أخرتني إلى أجل قريب فأصدق وأكن من الصالحين , ولن يؤخر الله نفسا إذا جاء أجلها والله خبير بما تعملون "إنها صرخة الندم البالغ على التسويف والتأجيل في صالحات الأعمال وإنجازات الآمال الطيبات , إنها صرخة الفزع عندما تحين ساعة الوفاة فينظر أحدنا فلا يجد في جرابه إلا كلمة : ( سوف ) !والله سبحانه يحثنا في كتابه على التخلص من ربقة التسويف والتأجيل والتراجع وإيهام النفس بالقدرة على الفعل غدا , ويعلمنا أن يومك الذي أنت فيه الآن هو يوم التوبة ويوم البدار ويوم الفعل ويوم الإيجابية , يقول سبحانه : " ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق .." …والنبي صلى الله عليه وسلم يعلمنا بتطبيقات عملية كم هي ضرورية تلك المسارعة بالأعمال والمبادرة بالفرص , فيروي البخاري عن أبي سروعة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى معهم العصر يوما ثم خرج مسرعا , فعجبنا من سرعته فعاد وقال : " كنت قد خلّفت في البيت تبرا – ذهبا – من الصدقة فكرهت أن أبيته" , " وأمرت بقسمته "بل يحذرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم من التأجيل والتسويف خوفا من تغير الأزمان والأحوال وتكاثر الفتن , فيقول صلى الله عليه وسلم : " بادروا بالأعمال الصالحة , فستكون فتنا كقطع الليل المظلم .." رواه مسلم

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

أحسن الله اليكم وأثابكم خيرا ، مساهمة طيبة .

ومرحبا بكم فى بيتكم ومنتداكم .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.