تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » بعد طالبان .الأفغان يبيعون أطفالهم مقابل الغذاء

بعد طالبان .الأفغان يبيعون أطفالهم مقابل الغذاء 2024.

  • بواسطة
مفكرة الإسلام: تحت وطأة شبح الفاقة والجوع اقدم «أطخار محمد» على بيع مواشيه، ومع مرور الشهور اضطر لبيع أثاث بيته خاصة السجاد والأواني المنزلية وحتى بعض الألواح الخشبية التي تسند سقف منزله. ولكن الجوع ظل أطول عمرا من النقود التي حصل عليها من بيع تلك الأشياء و أخيرا قبل ستة أسابيع أقدم على شيء أصبح غير مستهجن في أفغانستان الذي يعمه اليأس، فقد أخذ اثنين من أطفاله العشرة إلى سوق أقرب مدينة وباعهما مقابل أكياس من القمح، وهكذا لم يعد الصبيان بشير «10 سنوات» وباز «5 سنوات» بين أفراد أسرته. هكذا تمضي صحيفة نيويورك تايمز في تحقيقها الذي قامات به على أرض الواقع من داخل أفغانستان وتساءل أخطار محمد: ماذا عساي أن أفعل غير ذلك؟ ولكن ذلك لا يعني انه غير آسف على فعلته ويقول إنني افتقد ولدي ولكن لم يكن لدينا ما نأكله. على مقربة من منزل اخطار محمد في كاتفوري القرية النائية في جبال شمال أفغانستان شاهدنا أناسا يجمعون السبانخ البرية و أحيانا يجمعون أنواعا من الحشائش التي لا يمكن أن تصبح قابلة للأكل إلا إذا تم غليها لوقت كاف، وقال اخطار محمد: بعض الناس لا يجدون ما يأكلون سوى ما يجمعونه من الحشائش. فأفغانستان أصبحت مهدا للمآسي حيث تعاني من الجفاف للعام الرابع على التوالي، ومع الجفاف جاء الخطر الحتمي للمجاعة، ولذلك يضطر الجائعون المشرفون على الموت لبيع كل ما يملكون أو يأكلون علف الحيوانات او يتسولون. ومما خفف حجم الوفيات بسبب المجامعة المساعدات التي تصل عبر «برنامج الغذاء العالمي» الذي تمكن من توزيع القمح والفاصوليا وزيت الطبخ على 5.6 مليون أفغاني. ومن الصعب إحصاء عدد الذين ماتوا جوعا، فالوضع معقد والمعلومات ناقصة وغير دقيقة. وليس في أفغانستان جهة معنية بتسجيل البيانات، ويعود السبب الى طبيعة البلاد ووجود مئات القرى المعزولة عن طرق المواصلات والمتناثرة في قمم جبال شديدة الانحدار والتي تصبح مقطوعة تماما عن العالم بسبب الثلوج. ويقول أحمد ادريس رحماني من الاغاثة الدولية: حيثما تتوقف الطرق تبدأ الكارثة فالوصول الى بعض القرى يستغرق اربعة ايام او أكثر على البغال والحمير. ولكن ليس كل الناس يعانون من المجاعة في كانغوري، فمثلا عجب خان ثري لانه يمتلك مواشي وقد ساعدنا على الاطلاع على أحوال المعدمين في القرية. وقال مشيرا الى امرأة جالسة وأمامها صحن واحد: انظروا انها تأكل العشب وهي لا تملك اي شيء على الاطلاق، وأبلغنا غول شاه ان هذه المرأة ارسلت أطفالها الخمسة الى التلال لجمع المزيد من العشب. وبعدها اطلعنا على أحوال امرأة أخرى مات زوجها جوعا وبعد خمسة أيام مات ***ها البالغ من العمر ثلاث سنوات و***تها البالغة من العمر اربع سنوات. ولهذا السبب يفكر الكثيرون في بيع أبنائهم حفاظا على حياتهم وحياة أطفالهم. وأوضح محمد اسلام لماذا اشترى طفلين قبل عامين، بشير «13عاما» وقادر «11 عاما»: «ان اسرتهما جائعة جدا» وانا بحاجة لمساعدة الطفلين للعمل في اعمال الطبخ وتنظيف الأواني في المطعم الوحيد في القرية .. كما ان شراء الأولاد ارخص من استئجارهم، وفي الواقع كان والدهما مستعدا لبيعهما دون مقابل فقط من أجل اطعامهما، ولكنني اشفقت عليه ودفعت له 400 ألف أفغاني أي خمسة دولارات كل شهر، وبعد عامين سأتوقف عن الدفع ويصبح الولدان ملكا لي الى الأبد. واما اخطار محمد فقد باع ***ه بشير البالغ 10 سنوات مقابل 21 كيلوغراما من القمح شهريا و***ه باز البالغ خمس سنوات مقابل نصف هذه الكمية وذلك طوال ست سنوات. وقد مضت حتى الآن ستة أسابيع منذ سلمهما الى شولغارا، وقد وافق الأب لمصاحبتنا الى المدينة لرؤية ***ه الأكبر، وقد التقى الأب ب***ه صدفة في السوق فتعانقا بحرارة حيث كان مالكه قد أرسله لاحضار ماء. وأبلغ والده بانه لا يلقى معاملة حسنة وفي الواقع نظر بعيدا عن عيني والده وبدأت دموعه تنهمر، وقال انه يعمل طوال النهار وفي الليل يرسلونه الى الجبال لينام مع الغنم. وقد استمع والده بصمت وخجل فيما يقول الولد: أبكي أحيانا في الليل ولكنني أتفهم ان سبب بيعي هو الحاجة الماسة للطعام. حقا ان هذا الولد هو المنقذ لأسرة والده من الهلاك جوعا، ثم غادر الولد وهو يقول يجب ان اسرع والا فسوف يضربونني.
http://www.islammemo.com

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.