في أبريل عام 1957 استدعى الكي جي بي الكولونيل رينو هايهانن من عمله في القنصلية الروسية في نيويورك.
خلال رحلته البحرية من نيويورك إلى فرنسا ومنها إلى موسكو توصل الكولونيل رينو إلى قرار !!
فعندما وصل إلى باريس توجه على الفور إلى السفارة الأمريكية ولجأ إليها.
كان لابد من التعاون لتقديم هذه المساعدة فوافق الكولونيل رينو على ذلك !!.
أركبوه طائرة عادت به إلى نيويورك !!.
أدلى الكولونيل باعترافات خطيرة للغاية. كان قد جاء إلى الولايات المتحدة عام 1952 وفي العام 1954 وضع تحت إشراف شخص اسمه مارك إلى أن استدعى فجأة إلى موسكو ولذلك كان لابد من القبض على مارك هذا !!
لم تكن الأوصاف التي أدلى بها الكولونيل رينو تنطبق على أي شخص له ملف لدى اللف بي آي كما أن الكولونيل لا يعرف مكان سكنه أو عمله. كانت مهمة رينو هي صوغ تقارير عن كل المنشآت العسكرية والأسلحة والمعدات الجديدة وكان اسمه الحركي هو فيك !!.
وكان رينو أو فيك يتصل بمارك عن طريق ترك رسائل في أماكن خفية في نيويورك كأحد أعمدة النور مثلا قرب جسر ماكومبيز أو عامود مصباح في فورت تريون بارك. وفي حديقة بروسبيكت بارك في بروكلين.
كان كل واحد منها يضع علامة بالطباشير على نقطة بالسور المعين في سنترال بارك ليعرف كل منهما الرسالة والميعاد القادم وكان أول لقاء لهما في سينما في فلاشينج في جزيرة لونغ آيلا ند.
طلب مارك من رينو أن يرتدي رباط عنق يحوي خطوطا زرقاء وحمراء وأن يدخن البايب !!.
تذكر الكولونيل أنه ذات مرة وضع رسالة في فجوة بدرجات سلم حديقة بروسكيت وقد لاحظ العمال تلك الفجوة فقاموا بسدها بالإسمنت وذلك بعد عدة أيام من وضع الرسالة.
قام رجال المباحث بحفر الإسمنت ووجدوا ماسورة صغيرة بغطاء تحوي رد مارك فيها كان مكتوبا: لم يأتي أحد للاجتماع يومي 8 و 9 لماذا ؟
هل يجب أن يكون في الداخل أو الخارج ؟
هل الوقت غير مناسب؟
يبدو أن المكان غير ملائما ؟ أرجو التأكد من ذلك !!.
تذكر الكولونيل رينو أنه كان مع مارك ذات مساء وكان بحاجة ماسة إلى أفلام دقيقة للتصوير ولما كان الوقت متأ*** والمحلات مغلقة فقد اصطحبه مارك إلى غرفة في حي بروكلين وأعطاه الأفلام. وطبعا كان هذا خطأ رهيبا من الجاسوس الرهيب !!
ولكن رينو لا يعرف العنوان وإن كان يتذكر أن الغرفة تقع في الطابق الرابع أو الخامس.
أخذ الرجال يجوبون شوارع بروكلين بحثا عن الغرفة الغامضة. بعد عدة أيام تركزت شكوكهم حول استديو للتصوير في المبنى رقم 252 بشارع فولتون حيث توجد لافتة باسم أيميل جو لد فوس المصور في الطابق الخامس.
قال السكان أن جو لد موس لم يأتي إلى الأستوديو منذ أواخر أبريل أي في الوقت الذي أبحر فيه رينو إلى فرنسا.
وضعت رقابة دائمة على المبنى وفي تاريخ 28/مايو شاهد أحد الرجال رجلا تنطبق عليه الأوصاف التي أدلى بها الكولونيل رينو عن مارك !!. كان جالسا على مقعد أمام المبنى وكأنه ينتظر شخصا ما ثم انصرف ولم تتبعه المباحث وإن كان هو مارك فإنه سيعود مرة أخرى حتما.
بعد أسبوعين شاهد رجال المباحث أضواء تضاء من الأستوديو وذلك في تماما الساعة 22:00 ليل يوم 13/يونيو وبعد حوالي ساعتين أطفأت الأنوار .
خرج من المبنى رجلا يشبه الشخص الذي كان جالسا في الحديقة قبلا !! وفي هذه المرة تتبعوه حتى محطة المترو تحت الأرض ثم إلى جزيرة مانهاتن ثم إلى فندق لاثام في الشارع رقم 28. عرض رجال المباحث الصور التي التقطوها للمصور جو لد فوس على الكولونيل رينو فأكد لهم بأنه مارك المطلوب !!.
ذهب رجال المباحث إلى الأستوديو كان يعج بأدوات تجسس حديثة. وجهاز لاسلكي ودفاتر شيفرة وآلات تصوير وأفلام دقيقة ووسائل إخفاء الرسائل كأقلام حبر مجوفة وفرشاة حلاقة مجوفة أيضا وبعد تصوير المكان غادروا بهدوء.
كان جو لد فوس قد وضع تحت المراقبة الدائمة. كان مسجلا في الفندق تحت اسم مارتن كولينز. وفي يوم 21/06/1957 اعتقلته دائرة الهجرة والجنسية بتهمة دخول البلاد بصورة غير شرعية عن طريق كندا !!.
كانت غرفته في الفندق مليئة بمعدات التجسس والهويات المزورة. رفض ذكر شيئا عن التجسس. ولكنه أعترف بأن اسمه الحقيقي هو رودولف إيفانوفتش آبل. وأنه ضابط مخابرات روسي دخل البلاد تهريبا عام 1948 عن طريق كندا. كان في الخمسين من عمره عندما القي القبض عليه. كان قد أقام شبكة واسعة للجواسيس في الولايات المتحدة لجمع المعلومات العسكرية.
قدم الكولونيل آبل أو مارك إلى المحاكمة في أكتوبر عام 1957 وكانت تهمته الموجهة إليه هي التآمر لنقل معلومات سرية عن الدفاع الأمريكي إلى دولة أجنبية. وشهد الكولونيل رينو عليه قائلا بأنه شخصيا كان يعمل تحت رئاسته.
في 15 من نوفمبر عام 1957 صدر الحكم عليه بالسجن لمدة ثلاثين عاما. جرى استئناف الحكم ولكن المحكمة أيدت الحكم الأول !!.
لخصتها لكم عن:
مجلة This week Magazine
بقلم Edgar Hoover
23October 1965
New York
USA
عزيزي الخياال سؤالك منطقي جدا !.
عندما تستدعي موسكو أحد جواسيسها ليس كي تبارك له عمله بل أنهم عادة ما يكونون يشتبهون به أو أنه قصر في عمله !!
في أغلب الأحيان يقتل وفيأحسن الأحوال يكمل باقي حياته منفيا في سيبيريا بين أكوام الثلج
أو إذا كانت له واسطة قوية في الح** الشيوعي فإنه يعينونه في إحدى محطات الرادار في مكان نائي بائس وموحش !!
شكرا لمرورك الكريم وإذا كنت تهتم بكتاباتي فهنا تجدها كلها تحت إسم AnacondA
www.safoa.net/vb