تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » بدلاً من أن يأكل بعضُنا بعضاً!!!

بدلاً من أن يأكل بعضُنا بعضاً!!! 2024.

بسم الله الرحمن الرحيم
=============
الأُخوَّة وسلامة الصدر
=============
هذا المقال ملخص لمحاضرة الأخوَّة وسلامة الصدر من سلسلة "حتى يغيروا ما بأنفسهم" للأستاذ/ عمرو خالد التي ألقاها على الفضائيات يوم الجمعة الموافق 2/3/2003وهذا هو نص المقال:
بسم الله الرحمن الرحيم و صلاةً و سلاما على أشرف الخلق المبعوث رحمة للعالمين ،سيدنا محمد وعلى آله و صحبه الى يوم الدين.
يمُنُّ اللهُ على الأمة بالنصر والعطاء إن شاء الله إذا غيَّرنا ما بأنفسنا …. واليوم تجمعنا المأساة ونجد أنفسنا جميعا فى مركب واحد … ولكن هل تخيَّلنا بعد ان تنتهى الحرب ..ياترى كيف ستكون حالة صدور المسلمين فى بعض البلاد تجاه اخوتهم فى بلاد أخرى؟؟؟؟؟ هل سيظل الحب يجمعنا ام سنجد ان بعض الصدور "شايلة" اى قد أوغِرَت؟ ومن اجل ذلك كان هدفنا اليوم ان نتعلم الأخوة وسلامة الصدر .
انا بالفعل خائف من هذا الأثر …. وانا أتكلم عن الشعوب.. عنى وعنك ….. من فترة ليست بالقليلة كنا نجِد على إخوتنا فى فلسطين …. كانت هناك مقولة مشهورة نشرها الإعداء بيننا،وهي: ""يستاهلوا ما جرى لهم لقد باعوا فلسطين"" , مع انهم ذُبحوا ذبحا … وطُردوا طردا و تكاتفت كل الدنيا عليهم …ولقد استمسكنا بهذه المقولة لأنها كانت تخدِّر الضمائر وتُشعرنا بعدم التقصير ….. ثم تعرفنا عليهم بعد سنوات من عذابهم, تعرفنا على رجالهم ونسائهم واطفالهم ابطالهم … فأفقنا على حقيقتهم ..فأحببناهم وأصبحنا حضنا واحدا مرة أخرى … ولكن بعد ان مرت السنون عليهم وهم يُقتلون ويقاتلون وحدهم.
ترى بعد هذه الحرب سيجد بعض الناس على أخرين …ترى هل سنجد فى صدورنا على أهل الكويت ؟؟ ترى كيف سيكون حال شعوبنا المسلمة ؟؟ فى غل و حقد؟ أم أن الصدور ستكون سليمة والنفوس متآخية متصافية؟ نحن امة واحدة يا سادة …. يجب ان يحب بعضنا البعض .. احيانا ننسى بين امتنا العربية أهل المغرب العربى .. ننسى انهم من العرب في زحمة الحياة مع ان كل الإستطلاعات والمشاركات يأتى أغلبها من هناك من الجزائر بالذات..
سأحكى لكم قصص عن معنى الأخوة حتى نزرعها فى أنفسنا . ولن أبدأ برسول الله صلى الله عليه وسلم بل سأبدأ بأبعد من ذلك بسيدنا موسى عليه السلام .. لأن بنو أسرائيل لهم مع الأخوَّة وقفات خطيرة. أرسل الله سيدنا موسى واختاره نبيا الى بنى إسرائيل .. فهل تتصوروا إجابة فى التاريخ تحمل كل هذا الحب للأخ أكثر من إجابة سيدنا موسى ؟
بسم الله الرحمن الرحيم : {واجعل لى وزيراً مِن أهلى هارونَ أخى ,أُشدُد به أَزرى,وأشْرِكه فى أمرى ,كى نُسبِّحكَ كثيرا ونذكُرك كثيرا إنَّك كُنْتَ بنا بصيرا}…سورةطه….الآية35،34،33،32،31،30،29
وجود أخى معى يارب سيعيننى أكثر على الذكر والشكر ..
فأجابه الله الى طلبه فقال تعالى :{قد أوتيتَ سُؤلكَ يا موسى }..سورة طه…الآية 36
{ووهبنا له من رحمتِنا أَخاهُ هارونَ نبيا}….سورة مريم….الآية 53
وتأتى قصة أخرى تحمل من المعانى مفردات كثيرة يجب ان ننتبه اليها .. ذهب سيدنا موسى للقاء ربه و ترك هارون مع القوم .. ولكن بنو إسرائيل كفروا وأشركوا وعبدوا عجلا من ذهب … وسيدنا هارون بينهم امام إختيار من إثنين .. إما أن يقاتل من أشرك بمن آمن فيحارب القوم بعضهم بعضا ويبيدوا بعضهم البعض .. أو أن ينتظر موسى لعل لديه مخرج يحافظ به على الأمة …. فلما جاء سيدنا موسى الى قومه رأى بئس ما يفعلون فأتجه رأسا الى أخيه يجذِبه و يهزّه بعنف ويعاتبه …..
فقال سيدنا هارون :{قال يَبنَؤم لا تأخُذ بلِحيتى ولا برأسى إني خشيتُ أن تقولَ فرَّقْتَ بين بنى إسرائيل ولَمْ تَرقُب قولى}…سورة طه…الآية 94 .ألهذا الحد وحدة الأمة مهمة والسكوت عن ذنب كبير أفضل من فت عضدها ؟؟
أما سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فله موقف يحتاج الى دراسة … حين أشتدت به الأزمة فى مكة بدأ يسافر يعرض نفسه على القبائل ولكنه لم يذهب الى المدينة ,, لماذا ؟؟ لأن فى المدينة قبيلتان كبيرتان هما الأوس والخزرج عاشتا أخوَّة طويلة حتى نزل اليهود فى المدينة واستوطنوها وكالعادة كيف تسود شرذمة قليلة وسط قبائل وعشائر ؟؟؟ طبعا نحن نعرف :: بالوقيعة . لقد دسَّ اليهود بين الإخوَة فإشتعل الخصام والمعارك ولذلك لم يفكر الرسول صلى الله عليه وسلم ان يسافر اليهم .. فحيث الشحناء لا يكون إسلام…. الى ان جاء أحد مواسم الحج ووجد صلى الله عليه وسلم ستة نفر جالسين فعرض عليهم الإسلام فآمنوا فسألهم من أين ؟؟ قالوا من الخزرج.. وفى العام التالى جاءوا ومعهم آخرين :12 رجل منهم 9 من الخزرج وثلاثة من الأوس …. هنا أدرك الرسول ان الأخوَّة ستعود لا محالة فأرسل مصعب بن عمير سفيرا وعادوا اليه فى العام التالى 73 رجل وأمرأتان من القبيلتين ..وتمت الهجرة واختفت المشاكل وعادت الأخوة .. بل وأكثر, حلَّت المؤاخاة بين المهاجرين الإنصار.. وقد حاول اليهود الوقيعة كالعادة ولكن هذه المرة لم يُفلحوا فقد كانت آيات الله تُتلى عليهم وكلها دعوة للتوحد والتآخى والإجتماع. منها مثلاً:{واعْتَصِموا بحبلِ اللهِ جميعا ولاتفرَّقوا واذكُروا نعمةَ الله عليكُم إذ كُنتم أعداءً فألَّف بين قلوبكم فأصبحتُم بنعمتِه إخوانا}….سورة آل عمران….الآية 103
{إنما المؤمنون إخْوة فأصلِحوا بين أخَويْكم}…سورة الحجرات….الآية 10
{والذين جاءوا من بعدِهم يقولون ربنا إغفِر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعَل فى قلوبِنا غِلًّا للذين آمَنوا ربنا إنَّك رءوفٌ رحيم}….سورة الحشر…الآية 10
يقول تعالى فى حديث قدسى :" حول العرش يوم القيامة منابر من نور ينادى الله يوم القيامة اين المتحابون بجلالى اليوم أُظِلُّهم فى ظلى يوم لا ظلَّ إلا ظِلِّى "..كلمة اليوم ياسادة أريد بها الخيرللأمة .. يجب ان يحب بعضنا البعض … يجب ان نزيل الغل من الصدور لأن أهدافنا وواجباتنا كبيرة … ان الأرض لنا . فما بالكم بالبلد الواحد !!!! يقول لنا الرسول صلى الله عليه وسلم احاديث كثيرة ليحث المسلمين على المحبة والتآخى: يقول الله تعالى في الحديث القدسي:"وجبَتْ محبتى للمتحابِّين فِىَّ , ووجبت محبتى للمتباذِلين فيَّ , ووجبت محبتى للمتناصرين فيَّ ،ووجبت محبتى للمُتَجالسين فيَّ" . يا الله وجبت المحبة أى اصبحت واجب على رب العزة ان يحبك إذا أنت احببت أخاك ؟ ما أجمل ذلك وما أسهله .إن أوثق عُرَى الإيمان الحب فى الله والبغض فى الله إذا التقى المؤمنان فسلَّم أحدهم على الآخر تتساقط عنهم الذنوب كما يتساقط ورق الشجر فى الخريف.
واسمعوا معى هذه القصة التى تكررت بين المهاجرين والأنصار … سعد بن الربيع وعبد الرحمن بن عوف , رجلان من بلدين مختلفين لم يلتقيا من قبل ولا يعرف أحدهما الآخر .. ولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم آخى بينهما .. فجاء سعد الى عبد الرحمن بنصف ماله و ملابسه وقسُُم بيته بينهما…. ما هذه العظمة ؟؟ الفرق انهم كانوا يسمعون الآيات فتكون واجبة التنفيذ … "إنما المؤمنون إخوة "… سمعاً وطاعة يا رب ،و فى غزوة بدر يأسر أحد الأنصار شقيق مصعب بن عمير وكان يُحكِم وِثاقه فلما مر بهم مصعب خفف من حدة القيد محبة له وإكراما له فى أخيه … فماذا قال مصعب : اشدد عليه فإن له أما غنية ستعطيك اموالا كثيرة ….!!!!! أخوة الدين أعلى من أخوة الدم إذا كان أحد الأخوة كافر
هل نشعر بذلك الآن … ؟ هل دم إخوتنا فى العراق يحرمنا النوم لإننا أخوة بحق ؟… هل البيوت التى تنهدم والأطفال التى تداس تحرق قلوبنا واكبادنا لأن المصاب فى بيتى لأنه فى بيت أخى.. ؟؟
يوم أُحد كان المسلمون يدفنون الشهداء كل إثنين معا من كثرة العدد وشدة التعب … يأمر النبى فجأة بالتوقف عن الدفن والبحث عن رجلين : عمرو بن الجموح و عبد الله بن حرام…. لماذا يا رسول الله ؟ إدفناهما سويا فلقد كانا متحابين فى الدنيا !!!! ارأيتم عظمة الحب فى الله ؟؟… وليس معنى هذا اننا كبشر لن نختلف بل سنختلف وسيحدث بيننا أخطاء ولكن سلامة الصدر هى الهدف..!!!
اختلف ابوذر الغفارى وبلال بن رباح وهما من هما… فقال له ابوذر ي*** السوداء فشكاه بلال للرسول صلى الله عليه وسلم فسأله :" أعيَّرته بأمه ؟؟ إنك أمرؤ فيك جاهلية!!"المعايرة بالأمهات ذنب كبير ونرى الشباب اليوم إذا لعبوا الكرة سبُّوا الأمهات , اللهم إحفظنا". فذهب أبوذر لبلال ووضع خده على التراب وقال اقسمت عليك ان تضع قدمك على خدى حتى أزيل خطئى "!!!….. سنخطئ ونختلف ولكن سنعود أحباب .. حين جاءت الفتنة الكبرى وقف ال**ير بن العوام وطلحة بن عبيد الله فى مقابلة على بن ابى طالب .. وذكر على رضى الله عنه ال**ير بمقولة الرسول اليهما : "ستقاتله وانت له ظالم "فصاح ال**ير :"والله كنت قد نسيتها" وتعانقا ولكن اليهود قتلوه لتظل الفتنة مشتعلة .. ويموت طلحة ويضمه سيدنا على بن ابى طالب الى صدره ويبكى ويقول :"ليتنى مت قبل هذا بعشرين سنة ،أسأل الله ان أكون أنا وانت فى الجنة يا طلحة " لم يقُل سيدنا على بن ابى طالب عن الجيش الذى يقاتله أنهم الأعداء بل كان يقول:" هم إخواننا بغَوا علينا ". ..اخاف يا سادة ان يأكل بعضنا بعضاً بعد الحرب على العراق .. فلنختلف ولكن نحتفظ بالحب بيننا . يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : تُفتح أبواب الجنة يوم الإثنين ويوم الخميس فيقول الله سبحانه وتعالى إغفروا لكل من لا يُشرك بى شيئا إلا المتخاصمين أمهلوهم حتى يصطلحا "!!!..
خرج الرسول الى الصحابة ليخبرهم بموعد ليلة القدر تحديدا فوجد إثنين منهم يتشاحنان فنسى اليوم وظل الأمر مفتوح فى العشر الأواخر…!!!. فلننس الغِل حتى يكرمنا الله بالنصر والمعونة أنظروا الى هذه القصة الجميلة : يأتى عبدان يوم القيامة بين يدى الله فيقول أحدهما يا رب خذ لى مظلمتى من أخى . فيقول سبحانه : اعطِه مظلمته . فلا يجد ما يعطيه فيقول الأول : خذ من سيئاتى وأطرحها عليه . فيقول الله له :"ألك فى خير من ذلك ؟!..إرفع رأسك . فيرى قصرا رائعا مُبهرا فيسأل لمن هذا القصر فيقول الله : "لمن يملك الثمن ".. فيسأل العبد ومن يملك الثمن؟ فيقول له رب العزة :" أنت" . فيسأل : كيف ؟ فيقول رب العزة بعفوك عن أخيك ..!!! فيقول الرجل :" عفَوت ..عفَوت" .. فيقول تعالى : "خُذ بيد أخيك وادخُلا الجنة "
العفو والمحبة وسلامة الصدر والأخوة ابواب للعزة والرقى … مر الصحابة من خلالها … ،ونحن بمرورنا منها تجب لنا محبة الخالق وإذا أحبَّنا الخالق كنا أولياءه .. وإذا أصبحنا أولياءه فقد آذن سبحانه كل من عادانا بالحرب!!!!
هيا بنا ننزع الأحقاد ويحبُّ بعضنا بعضا !!!
زهرة الياسم بارك الله فيك وجزاك الله خير
الوسوم:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.