الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمداً عبده ورسوله بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة وجاهد في الله حق جهاده وجعلنا على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك … وبعد
فإن الله عز وجل خلق الخلائق وخص الإنس والجن لعبادته حيث قال في محكم التنزيل (( وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون )) وأنعم عليهم عز وجل بنعم كثيرة وأسبغ عليهم من فضله عز وجل فنعمه لا تُعد ولا تٌحصى قال عز وجل ( وإن تعدوا نعمت الله لا تحصوها ) وقد جعل سبحانه وتعالى طريقين واضحين جليين هما طريقا الخير والشر وبيّنهما عز وجل في مواضع عديدة من القرآن قال تعالى " وهديناه النجدين ) والنجدان طريق الخير والشر وهديناه بمعنى بينا له ووضحناه . وبما أن الخير دائماًَ يصحبه هداية وتوفيق فقد ذكره عز وجل بقوله عز من قائل ( اهدنا الصراط المستقيم ) وآيات أخرى ، وبع** ذلك ذكر الشر مقروناً بالضلال حيث وصف النصارى بالضالين وقال ( ولا الضالين ).
ونستنتج من هذا أن الهداية تتبع الخير وأن الضلالة تتبع الشر .
وكلها بيد الله سبحانه وتعالى حيث قال " ولكن يضل من يشاء ويهدي من يشآء " ولكن الهداية لها أسباب كما قال أيضا عز وجل في الحديث القدسي " يا عبادي كلكم ضال إلا من هديته فاستهدوني أهدكم …" فيدل ذلك على أن الهداية لها أسباب وطلب .
وهذه إحدى قصص الشباب في هذا الزمان العجيب الذي كثرت فتنه واختلف الحق فأصبح باطلاً في أعين كثير من الناس وأصبح الباطل حقاً أيضا في أعين كثير من الناس وكثرت فيه المغريات والملهيات وأصبح القابض على دينه كالقابض على الجمر كما ذكر عليه الصلاة والسلام .
نعم ، هذه قصتي أكتبها بخط يدي أسأل الله فيها الإخلاص لوجهه الكريم وأن أصدق فيها بأذنه عز وجل وأريد ممن يقرأها أن يمعن النظر فيها ويعتبر مما فيها
ويسأل الله الهداية والثبات لأن الزيغ والضلال عن دين الله أمر بيد الله عز وجل فمن شاء أقام ومن شاء أزاغ …… بداية القصة :-
كنت شاباً كأغلب شباب هذه الأيام إلا من رحم ربي كنت أصول وأجول مع باقي أقراني " أقران السوء " فكل يوم ونحن في حي وكل يوم ونحن نتعرف على شباب من أمثالنا ولا نترك شهوة إلا ونسعى لها سواءً بتحقيقها أو بتمنيها ، وبالخوض في بحور المعاصي بل والخروج عن الإسلام والعياذ بالله لأننا لم نكن نصلي وهذا كفر لقوله عليه الصلاة والسلام " العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر أو أشرك " وهذا هو حال كثير من شباب هذه الأمة وخصوصاً ممن يدعون الإسلام ويعيشون بين المسلمين أو لأن آبائهم وأمهاتهم مسلمون والأدهى من ذلك أننا كنا نعلم الأحكام الشرعية التي أمر بها الله عز وجل بها ورسوله صلى الله عليه وسلم ولا نستمع أو نرتدع بل ولا نفكر مجرد تفكير .
فأراد الله بي خيراً وأراد الله أن يهديني [ فقد كنت أعرف شباباً هم أغلبهم أقرباء ] كانت لديهم نفس ما لدي من المعاصي تقريباً ولا أدري عن بواطنهم فسمعت عن توبتهم ورجوعهم إلى الله سبحانه وتعالى … فاندهشت لما سمعت عنهم ذلك لأنني لم أكن أعتقد أنهم سيتوبون ويعودون إلى الله فقد كنت أجلس معهم وأعرفهم جيداً ولكن الله يهدي من يشاء فكنت أزورهم بين الحين والآخر .
وبعد مدة ليست بالطويلة من استقامتهم وفي ليلة من الليالي عرضوا علي بعض الأشرطة الدينية وأذكر أنني لم أكن أركع لله ركعة إلا ما كان أمام الناس أو أمام هؤلاء الشباب وأحياناً أنصرف عنهم عند سماع الأذان والعياذ بالله …
أخذت الأشرطة ولم أسمعها إذ كان الشيطان يصدني عن سماعها فأعطيتها لأحد الشباب وتخلصت منها …
وأنا لم أفارق هؤلاء الشباب الصالحين بل كنت أزورهم فأتى مخيم دعوي في تلك الأيام في العطلة الصيفية وفي إحدى الليالي كنت جالساً عندهم فسمعتهم يتحدثون عن محاضرة ومخيم ورحلة في مدينة قريبة فشعرت بالبهجة والسرور واشتقت للذهاب وأنا لا أعرف ما هي المحاضرة لأنني لم أجربها ولم أسمعها قبل فعرضوا على وقبلت وحين عزمت على الذهاب عاهدت ربي على التوبة والاستقامة فكنت منشرح الصدر واسع الخاطر لمّا اتخذت هذا القرار وهذا ما يحسه كل من جرب هذا الطريق ….
كان أصدقائي " أصدقاء الخير " مسرورين حين سمعوا عني هذا ولما سمعوني أتحدث عن تلك المحاضرة بعد أن كنت أتحدث عن السقطة من أهل الفن والشهرة والكرة وغيرهم …
وتوالت المحاضرات ومضيت في طريقي …
أعني طريق الاستقامة التي وجدت السعادة الحقة فيه ولم أجد فيها ذلك الشقاء والعناء والضنك والهم والغم الذي كنت أجده في حياة البعد عن الله فقد صدق تبارك وتعالى في محكم التنزيل ( فمن أتبع هداى فلا يضل ولا يشقي ) .
وقضيت في طريق الاستقامة مدة ليست بالقصيرة والتي كان بأمكاني حفظ القرآن أو نصفه أو حتى ثلثه …
ولكن الأحوال تغيرت وتبدلت بعد مدة فلقد ضعفت وأخذ الشيطان يمنيني ويجعلني أتكاسل شيئاً فشيئاً مثلاً عن النوافل وعن قراءة القرآن وحفظه … وغيرها .
حتى استعظم الأمر وبدأت تأخذني الغفلة والانحراف حتى رجعت إلى بعض رفقة السوء والذين هم من أهم عوامل الانحراف عن الاستقامة كما أن الرفقة الصالحة من أهم عوامل الثبات على الاستقامة …
أخذت نفسي الأمارة بالسوء تزين لي بغض الصالحين فأصبحت أعد أخطائهم وزلاتهم وأضخمها وأغتابهم وأنفر منهم ومن مجالسهم حتى انحرفت تماماً عن الاستقامة وابتعدت عنها وعدت إلى حياة الضنك والضلال والبعد عن الله عز وجل وكان أمر الله مفعولاً بل وأنني أصبحت أردى حالاً مما كنت عليه قبل الاستقامة إلا أنني كنت أصلي صلاة الله أعلم فوالله وبالله وتالله أنني عدت إلى الشر والنكد وضيق الصدر فأصبح الجميع ينظر إلي نظرة المحتقر إلا شياطين الإنس بل كانوا يصفقون لي ويدعونني بأحب أسماء جاهليتي ويقولون لي أن الجلسة بدوني لا تصلح أصبح والداي يحتقرونني وخصوصاً والدتي فكانت تقول لماذا لا تعود لأصحابك الصالحين ؟ لماذا لماذا ؟
ويكون ردي رد الولد العاق الذي لا يبالي بشيء وكذلك كانت شياطين " الإنس والجن " توسوس لي بأن هذا هو الطريق الصحيح وأن ذلك الطريق " طريق الاستقامة " تشدد وانحيازية عن العالم …
وأنا أشعر بأنني على خطأ وأشعر بالَهمِّ والضيق الشديد فأصبحت كالبهيمة وهذه الحال يصدقها قوله عز وجل ( ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى …) .
وكانت من أسباب انحرافي عن الطريق الصحيح أسباب عديدة وأخطاء هوت بي في هذا الطريق الخاطئ وهو طريق الشيطان وهذا هو ما يريده الشيطان … فمن تلك الأسباب وأهمها عودة بسيطة إلى رفقة السوء وهم بدورهم جذبوني إليهم وذكروني بالماضي ومنها تكاسلي من القيام بالنوافل ومنها تركي لحفظ القرآن بعد أن بدأت فيه ووسوسة الشيطان لي بأنني أستطيع حفظ القرآن بنفسي وبدون مساعدة أحد وفعلاً تركته وأخذت في بادي الأمر أقرأ القرآن نظراً شيئاً فشيئاً حتى تكاسلت أيضاً عن قراءته لأنني كنت أقرؤه في وقت لعب الكرة والتي جذبني إليها أيضاً رفقة السوء والتي كانت عَلَماً بارزاًَ في رجوعي فهو شر وشر كبير والتي هي والله أعلم سبب بارز في سقوط أغلب المستقيمين ولا حول ولا قوة إلا بالله ..
والأسباب كثيرة وهذه أبرزها لكن الله عز وجل أراد بي خيراً ومرت الأيام حتى ركبت في أحد الأيام مع أحد الصالحين وكان له الفضل بعد الله عز وجل في رجوعي إلى طريق الحق هو ومعه بعض الشباب فالحمد لله على العودة وأسال الله الثبات فسبحان مقلب القلوب والأبصار سبحانه .
والآن أقول لأخواني من المستقيمين الصبر الصبر لأن الله عز وجل يقول ( إلا الذين صبروا وعملوا الصالحات ألولائك لهم مغفرة وأجر كبير ).
والمجاهدة المجاهدة حيث يقول سبحانه ( والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا ) .
[ وأقول لغير المستقيمين جربوا هذا الطريق وعليكم به فإنه طريق محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه وأتباعهم إلى يوم يبعثون فإن هنالك يوماً عظيماً هو يوم القيامة الذي بكي منه الصالحون الأولون والآخرون وأقول لكم لا يغوينكم الشيطان فإنه قد أخذ عهداً على نفسه أنه سيغوي بني آدم قال تعالى ( فبعزتك لأغوينهم أجمعين ) .
وعليكم بكتاب الله وسنة نبيه محمد عليه الصلاة والسلام ….
جعلني الله وإياكم ممن يسمعون القول فيتبعون أحسنه وأن يغفر لنا ذنوبنا وأن يجعلنا هداة مهتدين لا ضالين ولا مضلين وأن نعمل صالحاً حتى نلقاه وهو راضٍ عنا وأن يجعل ما نقول حجة لنا لا علينا … هذا والله أعلم .
والسلام عليكم ،،،،
اللهم آمين .
يا من روية بدمائك أشجار العزة و الإنتصار
إن يسرقوك من تاريخنا …………….. لن ينزعوك من صدورنا
يـــــــــاشــــــــهـــــــــيد
تحياتي لكم
اخي الكريم المحب للخير0
نسألكم الدعاء
أشكر لك هذه المشاركه الرائعه والمتميزة بحق تحياتي لك وإلى الأمام مشكوره
بارك الله فيك وزادك علما وحرصا و نساله الاخلاص في القول والعمل
جزاك الله خير المحب للخير ..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خير ا………… وبارك الرحمن فيك
وفقك الله وسدد خطاك
اللهم ثبت قلوبنا على دينك آمييييييييييييييييييييييييييييين