في أيار 1916، جزأت المنظمة الصهيونية والجمهورية الثالثة الإمبراطورية العثمانية التي لم تمس بعد. ومنحت معاهدة ساي** – بيكو للروس ما كان يرفضه الصهيونيون الإنجليز لغاية هذا التاريخ : أي القسطنطينية والمضائق . ولليونانيين ما كان يونانيا منذ 3500سنة أزمير ومرتفعاتها. وللفرنسيين حق الشفعة على قبرص ، وموطئ قدم في كيليكية ، المملكة القديمة لأسرة لوزنيان من بواتو، والسهول والجبال التي تحدها سيواس وموش الممتدة من مرسين إلى الاسكندرونة وفى الجنوب جبال العلويين حتى فلسطين . وكانت منطقة النفوذ الفرنسي تمتد من جبال لبنان الشرقية حتى الحدود الإيرانية ،وهى تشمل سوريا الكبرى وولاية الموصل بحقولها النفطية . أما منطقة النفوذ البريطانية ، فكانت تمتد من مصر إلى كردستان الفارسية . مقابل ذلك ، تخلت فرنسا عن حقوقها على فلسطين ( التي ترجع بتاريخها إلى عصر مملكة الفرنج ومعاهدة فرنسوا الأول وسليمان القانوني (الامتيازات الأجنبية) ولكن المناطق المقدسة في فلسطين اعتبرت منطقة دولية.
كان هذا الاتفاق مجرد خديعة فخوّله لويد جورج و كليمنصو سرا إلى خديعة للمصالح السياسية و البترولية لصالح الانكلوسا**ون الصهاينة ضد المسيحيين و المسلمين في الشرق . و قد تجاوز ها الاتفاق التعهدات العلنية المتخذة بإزاء الأرمن و اليونانيين و العرب، و كذلك تجه الحلفاء الروس المهزومين على يد ثورة التجمعات الصهيونية بوند و كرينسكي . و لكن وعد بلفور و حده تأصل . لقد أدى الجرم الصهيوني الماسوني ،بتناسي حقوق الشعوب في الاستقلال بالنسبة إلى العرب بإزالة كيليكية الأرمنية منذ 27 قرنا و شعبها المسيحي العريق إلى خمس كوارث في النتيجة :
1. خلق دولة يهودية يعتبر خرقا لحقوق العرب و استفزازا لمجموع العرب و الإسلام.
2. إبادة الطوائف المسيحية الأرثوذ**ية و الكاثوليكية في آسيا الصغرى.
3. إزالة كيليكية . ( و التخلي النهائي عن سنجق الاسكندرونة 1938 . حيث قام الحاكم الفرنسي – الكولونيل كوليه الماسوني بتزوير استفتاء بنسبة 51% بإشراف عصبة الأمم . فتم سبي الأرمن للمرة الرابعة في غضون 23 سنة ) .
4. رفض الحكم الذاتي لكردستان .
5. انتداب عسكري مفروض على البلدان العربية .
من كتاب : العار الصهيوني .. آفاته وكوارثه
للكاتب : لوسيان كافرو- ديمارس