تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » انتبه . الثانية من ذهب

انتبه . الثانية من ذهب

يقول *** الجوزي : " ينبغي للانسان أن يعرف شرف زمانه وقدر وقته، فلا يضيع منه لحظة في غير قربة، ويقدم الأفضل فالأفضل من القول والعمل، ولتكن نيته في الخير قائمة من غير فتور بما لا يعجز عنه البدن من العمل "
والمقصود بالوقت هنا أيام عمرك التي تقضيها ما بين اليوم والليلة، فماذا أنت فاعل في أيامك التي ان ذهبت لن تعود، وبماذا تشغل كل ثانية من حياتك التي أنت محاسب ومسؤول عنها..؟
قليلون من هم على دراية كافية بأهمية الثانية من عمرهم، والقليل من هم على وعي تام بأهمية وقتهم، فيقضون حياتهم لانتاج ثمارا حلوة المذاق، في المقابل البعض الاخر يقضي حياته بلا ثمار ولا انتاج، وكم من يقضون حياتهم لانتاج ثمارا مرة المذاق… ، فكم من يبذل كل ما بوسعه من وقت ومال وجهد في سبيل تحقيق الانتصار الهابط، وكم من يقضي حياته مجاهدا وساعيا بكل ما منحه ربه سبحانه من قوة وطاقة لانتاج أسلحة الدمار الشامل..!!! وكم من عاقل في هذه الحياة يجاهد ويتعب ويشقى في سبيل أن يلملم كمية محترمة من الذنوب والاثام..!! يقول تعالى " قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالا * الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا "
وقد بين الرسول- صلى الله عليه وسلم- أهمية الوقت في الحديث النبوي لقوله " نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس : الصحة والفراغ " ، وفي حديث اخر يقول – صلى الله عليه وسلم- " اغتنم خمسا قبل خمس " وذكر منها " فراغك قبل شغلك " ، اذا هنا يوصينا – عليه الصلاة والسلام- باغتنام وقت الفراغ، فعليك باستغلال كل ثانية من وقتك، فهذه الثانية تمثل جزءا من عمرك الذي لايقدر بثمن.

ان كل انسان في هذه الحياة يمتلك من الوقت 24 ساعة فقط في اليوم والليلة، فان كنت تقضي من وقتك ما بين 7- 8 ساعات في النوم، اذا الباقي من وقتك 16 ساعة يوميا فماذا تفعل في هذه الساعات بعد الاستيقاظ من نومك، وكيف تقسم وقتك ؟؟
التقسيم المتداول بين معظم الناس هو 8س للنوم، 8س للعمل، 8س لقضاء الحاجات الأساسية من العبادة والراحة والاستجمام، ممارسة هواية والأكل والشرب والأسرة والبيت…الخ، ولكن هل بهذه الطريقة وفينا بحاجاتنا ووظفنا وقتنا التوظيف الأمثل..؟

حتى تدير وقتك ادارة ناجحة وتوظفه لصالحك فلا بد أن تخطط لذلك، وتحلل ساعات يومك فيما تقضيها، وكم تنجز من الأعمال يوميا، وما هي مضيعات وقتك وما الأسباب المؤدية لذلك؟؟
والتخطيط السليم هو أن تكون قادرا على انجاز جميع أعمالك في الوقت المحدد بدون أن تشعر بالارهاق والتعب من عملك أو أن تشعر بالتوتر والقلق خوفا من عدم انجازه، أي أن تراعي في تخطيطك اليومي فترات الراحة والاسترخاء والتجديد الروحي والذهني، وكن على وعي بأنك كلما تمكنت من السيطرة على وقتك أكثر، كلما تخلصت من التحديات وضغوطات الأعمال وتراكمها ومن الاجهاد والتعب، وبالتالي تكتسب الراحة النفسية والجسدية والشعور بالرضا والقناعة مما يسبب لك السعادة.
في كثير من الأحيان نشعر بضيق الوقت وأن الوقت لا يسعنا حتى ننهي جميع الأعمال ونشتكي من تراكم الفروض والواجبات حولنا ونحن غير قادرين على التحكم في ذلك، هنا تيقن أن المشكلة ليست في ضيق الوقت انما المشكلة فيك أنت، حيث انك لم تصل بعد الى مرحلة السيطرة الكافية على وقتك وكيفية تنظيمه.

وهنا عندما تكثر عليك الأشغال وتتكدس حياتك بضغوطات الأعمال فلا يوجد حل أمثل من تخطيط الوقت، واعداد جدول يومي توزع فيه عملك على عدد الساعات، فمثلا لو كان عملك اليومي بنسبة 50% وأنجزتها بطريقة فوضوية بدون تخطيط مسبق لوقتك فانه قد يأخذ من وقتك 7 ساعات يوميا هذا بالاضافة الى الاحباط الذي قد يصيبك ان لم تنتهي من انجاز عملك في الوقت المحدد، ولكن لو نظمت وقتك بتنسيق جدول يومي وتخطيط فعال فبامكانك انجاز عملك في 4 ساعات تقريبا، لأنك في هذه الحالة ستكون مقيدا بالالتزام بتخطيطك الزمني ولا تعطي فرصة لتسرب ساعات يومك بين مضيعات الوقت، وبتكرار ذلك ست**ب مهارة ادارة وقتك.
وهنا يجب أن تراعي جانب مهم أثناء تخطيطك وهو أن ت**ب جدولك اليومي نوعا من المرونة، فليس من الضروري أن تتقيد التقيد التام بالجدول، وتجبر وتجهد نفسك بأن تبدأ في ساعة محددة وتنتهي في ساعة محددة، فهذا قد يسبب لك التوتر ان لم تتمكن من الالتزام بذلك، مما تكون نتائجه سلبية، ولكن كن مرنا في تخطيطك ولا تكلف نفسك ما لا تستطع، لقوله تعالى " لا يكلف نفسا الا وسعها "
أيضا لا بد ان تنتبه لنقطة مهمة جدا وهي أن تقوم بتنفيذ الأولويات من العمل في البداية ثم تتطرق الى الأعمال الثانوية.
غير ذلك يجب عليك أن تكون منضبطا وملتزما في عملك، والانضباط لا ياتي بسهولة، فانك حتى تتقيد بجدول يومي أو حتى بخطة اسبوعية أو سنوية، ستواجه صعوبة في بداية الامر ولكن بالمحاولة والاجتهاد ستتغلب على التحديات التي تواجهك وستتعود على الانضباط، كما عليك أن تكون حازما في مباشرة العمل ولا تتردد، وتعزم على التطبيق الفوري لانجاز عمل يقربك من هدفك وتسعى في سبيل تحقيق امالك وطموحاتك.
ان حياتنا مليئة بالأهداف والطموحات والامال التي نتطلع الى تحقيقها، وكثيرا ما نضع أهدافا ونخفق في تحقيقها، فما السبب في ذلك؟؟
من بعض الأسباب المؤدية للفشل والاخفاق هي تأجيل العمل والتسويف… فان كنت جادا في أن ت**ب أيام عمرك، لا تؤجل عمل اليوم الى الغد، وابدأ العمل من هذه الثانية، ثم دع عنك كلمة سوف أو سأقوم بذلك غدا فانها من معوقات النجاح، فغدا لن ينتهي وعمرك سينتهي، وتمسك بالعزيمة والارادة القوية، وان فشلت فلا تيأس وحاول مرة ثانية ولو لسبعين مرة، وكن على ثقة ويقين بأنك ستنجح في الثمانين.
ان من الأمور الغريبة انه في مقابل شكوى البعض من ضيق الوقت هناك من يشتكي من سعة الفراغ، ومن وجهة نظري ان الشكوى من ضغط العمل أخير وأفضل من سعة الفراغ، لأنك تكون قد **بت ساعات يومك بشئ مفيد، و لو أنك أجهدت نفسك بالعمل ففي داخلك تشعر بالرضا عن انجازك، ثم ان كيف لانسان عاقل بكامل صحته وقوته وقدرته على التفكير يشعر بالفراغ والملل..!؟، هذا الانسان لو بحث عما يشغل به وقت فراغه لوجد من الأعمال والمواهب ما لاتعد ولا تحصى، وقد لا يجد وقتا ليفي بما حوله، أبسط عمل يضيع فيه وقت فراغه هو طلب العلم وأيسره التعلم والتثقيف الذاتي، فللعلم نهر لا ينضب، ونور لا ينطفئ، أوعلى الأقل بامكانه ممارسة هوايه معينة محببة الى نفسه، وتسبب له المتعة.
لقد ورد في كتاب قوة الاعتزاز بالنفس " ان الأفراد التعساء يبددون الكثير من الوقت في الخمول، بينما يظل الأفراد السعداء مشغولين، ويحرصون على وضع مهام يستمتعون بها في جدولهم اليومي، أيضا ان القيام بنشاط يشعرنا بأننا ذو فائدة مما يسبب لنا السعادة…"
نستنتج من ذلك ان في انشغالك بالعمل فائدة عظيمة، لما فيه من صلاح دينك ودنياك، وتنمية ذاتك وشخصك وتحقيق امالك وطموحك واسعاد من حولك وخدمة مجتمعك، كما ان الوصول الى تحقيق غايتك ومطلبك لها لذة ما بعدها لذة، وكل ذلك يحقق لك التوازن الروحي والجسدي.

اطلب العلم ولا ت**ل فــــــما….. أبعد الخير على أهل ال**ــــــل
في ازدياد العلم ارغام العدى…… وجمال العلم اصلاح العمـــــــل
قيمـــة الانسان ما يحســــــنه…… أكثر الانسان منه أو أقـــــــــــل
قصر الامال في الدنيا تــــــفز…… فدليل العقل تقصير الأمــــــل

هذه المقاله نشرت في مجلة أحوال
زاوية خيوط الشمس
للكاتبه… ظبية الامارات

تحياتي لكم

ظبية الامارات
الله سبحانه وتعالى ندما يقسم بشئ فإنه يقسم بامر عظيم
لهذا فقد اقسم بالعصر
وهذا ان دل فإنه يدل على أهمية الوقت لدى المسلم
وان يتم استغلاله في طاعته سبحانه وتعالى

جزيت خيرا اخي الكريمه

هلا اختي ويعطيج العافيه

اطلب العلم ولا ت**ل فــــــما….. أبعد الخير على أهل ال**ــــــل
في ازدياد العلم ارغام العدى…… وجمال العلم اصلاح العمـــــــل
قيمـــة الانسان ما يحســــــنه…… أكثر الانسان منه أو أقـــــــــــل
قصر الامال في الدنيا تــــــفز…… فدليل العقل تقصير الأمــــــل
في هذا صدقي واحلا شيء ختم الكتابه بحكم يعلج على القوه والله يوفقج

جزاك الله الف خير

صح المفروض ان الانسان يستغل كل وقته في اشياء الزينه
اشكرك على هذا الطرح يا ظبيه

أشكر الجميع عالمرور…
ربي يعطيكم العافية…

وموفقين يا رب دنيا واخرة

تحياتي
الظبية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.