تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » امرأة بـحاجب واحد

امرأة بـحاجب واحد 2024.

  • بواسطة
الشيخ عبد السلام البسيوني

يحلو لبعض شياطين الإنس أن يمارسوا ألعابهم بأبناء وبنات آدم ، على أعلى مستويـــات الاحتقار والعبث والاستهانة ، لا يخشون من عقلٍ رادع ، أو خلقٍ دافع أو حياء مانع .
وكما ينقل اللاعب الماهر كرته بين رجليه ، ويرفعها لأعلى ، ثم يرفسها للخلف ، ويؤرجحها ، وينطّقُها دون أن تعترض الكرة أو تحتج يفعل بعض الشياطين هذا بحواء ، التي صارت كرة بين أيدي بارونات الموضة ، وملاحيس التحرير ، وسماسرة التنوير ، حتى مرضت هذه الحوَّاء بمرض مزمنٍ خبيث اسمه الموضة – أو الفَشَن كما تنطقها مدام فيفــي بعضشـي – وهذا المرض يشل مراكز التفكير ، ويصيب العيون بالزغللة ، ويزيد من إفرازات الهبل والخيبة القوية ، ويصيب بهوس الفَشَنْ مهما كانت مضحكة أو مبتذلة .
فإذا نظرت إلى الشعور لوجدت تشكيلة من تسريحة الكلاب الكانيش ، إلى المفلفل كشواشي الذرة المحترقة ، إلى المجدول ستمائة جديلة إلى السايح النايح المنقوع في البريــانتين ، ومن الأسود الغطيس إلى الملون بالموف والفوشيه والأصفر الليموني وألوان الطيف السبعة ، ومن المقصوص كشراع المركب إلى كعب الكبَّاية ، وعُرف الديك ، ومن الألاجارسون إلى إزالة الشعر كله ، وهو – بلغة المتحضرين – زَلَبَطَّــه فاشنْ .
وفي الثياب تجد العجب العُجاب : فمن الشوال الفضفاض إلى الاستريتش اللاصق بالجلد ، ومن السواريه مفضوح الظهر والصدر إلى الهوت شورت والبيرشست ، والمفيش ؛ أي موضة الملْط ، بلغة المتحضرين أيضًا .
ومن الحرير والفراء إلى الخيش !! – أي والله العظيم ثلاثًا – الذي صنعوا منه أزياء وتصاميم بالشيء الفلانــي .
وكل ذلك له **ائنه من أصحاب المال الوفير ، والعقل الصغير ، والهدف الحقير ، وتتسابق نساء الناس اللي فوق – الذين هم مصابيح الدجى وبدور الهدى – في متابعة هذه الموضات والتقاتل على اقتنائها ، والتباهي بها ، تدليلاً على ما هن فيه من عزٍّ ، وما عليه عقولهن الأنصع بياضًا من اللبن الحليب .
ولأن أمــي – رحمها الله – كانت فلاحـة ، تحرص على لبس الجلابية السودة والطرحـة ، وعاشت زمن البرقع واليشمك ، ولأنني متزمت لا أزال أنظر للدنيا بعقلية القرون الوسطى ، وأريد أن أردّ الناس ألفاً وأربعمائة سنة ، زمانَ كانت النسوة يسرن بجانب الحوائط من الحياء ويتلفعن بمروطهن فلا يعرفن من الغلس ، فإن شهادتي في هذا مجروحة ، لذا سأدع الحديث لقلم نذر نفسه للتنوير والتريقـة علـى عبـاد الله وقضـى عمـره الثمـــين في الكـلام الهايف ، والنظريات الفشنك ، رغم خفة دمه ولذع كلماته ، وسيولة مداده .. فماذا قال صاحب ( نص كلمة وتوته توته ) عن العبث المنظم بحواء ، والاستخفاف بأنوثتها وآدميتها وكبريائها تحت مسمى الحرية ، وحقوق المرأة ، والتحضر والاستنارة ، وهو في كل ما يقول في هذا الباب صادق :
كل نساء الأرض مجانين بالموضة ، وكل نساء الأرض يعشن في جبلاية كبيرة كجبلاية القرود في الجيزة . وكما يتزعم الشمبانزي مسعود جبلاية القرود ، يتزعم إيف سان لوران ، وجي لاروش ، وكاردان جبلاية نساء العالم .
فكبار مصممي الأزياء في باريس هم ملوك الجبلاية وسلاطينها ، وأي إشارة من واحد منهم تقوم بعدها كل نساء العالم بعجين الفلاحة؛ تقليدًا للمانيكان التي تعجن عجين الفلاحة .
فإذا قال واحد مجنون مثل روبين نوريزان : المايوه الذي يعري الصدر هو الموضة ، قامت النساء في جبلاية العالم بعجين الفلاحة .
وإذا قال إيرفن سيلرز إن فستان فوق الركبة هو الموضة ، قامت نساء الأرض بعجين الفلاحة .
وإذا أعلن روبين توريز أن موضة الصيف القادم هي الفستان المفتوح البطن قامت النساء بعجين الفلاحة .
مع أن سلاطين الجبلاية هؤلاء يصدرون أوامرهم وفق ما تمليه نزواتهم الشخصية ، فسلطان مثل جي لاروش يقول إنه أصبح يكره الارتباط بحب امرأة أثناء تصميم الموضة الجديدة ، لأن المرأة التي يرتبط بها تقيده في خطوط الموضة .
فلو كانت بكرش جعل خطوط الموضة تخفي هذا الكرش ..
ولوكانت رُكَبها وحشة غطى الركبتين ..
فإذا كانت جميلة الركبتين رفع ذيــل الفستــان لفوق ..
وإذا كانت سيقانها معيزي جعل الفستان طويلاً إلى تحت ..
وإذا كانت مصابة بحروق في صدرها أقفل صدر الفستان بالضّبة والمفتاح فإذا لم يكن صدرهـــا مقفع صمم الديكولتيه واسعاً جدًّا .
ولو أتيح للأطباء النفسيين أن يحللوا كل سلطان من سلاطين الجبلاية لوجدوا جذوراً عميقة لهذه الهبالات والعباطات التي يفرضونها على نساء العالم باسم الموضة .
وربما توصل هؤلاء الأطباء إلى أن الرجل الذي ابتكر موضة الصدر العاري في المايوه والفستان له أخت ترقص استربتيز في كباريه ، وبناءً عليه فلتتعرّ نساء العالم ؛ حتى لا يعيّره أحد بأخته العريانة ـ وعليّ وعلى أعدائي يارب .
وربما وجد الأطباء أن مخترع الميني جوب من عيله كلها أرتستات ، وبناء عليه فعلى كل سيدة محترمة أن تلبس لبس الأرتست .
فلا شك أن الميول النفسية تتحكم في هؤلاء السلاطين , وقد كان ديور ـ مثلاً ـ رجلاً عجوزًا ـ زاهداً في المرأة ، ولهذا ابتكر لها موضة الفستان الطويل الذي انتشر في العالم كله ، فلما خلفه الولد المراهق إيف سان لوران أسرع يعري سيقان المرأة إلى ما فوق الركبة .
وما أسهلها من شغلانة تقوم بها بمنتهى البساطة !!
تقليعة واحدة وبعدها تصبح امبراطوراً من أباطرة الجبلاية الكبيرة تقليعة تقول للستات إن بيت فلان الفلاني للأزياء والتجميل يعلن أن الموضة الجديدة هي أن تكون الست بحاجب واحد ، وبعدها ستختفي نصف حواجب الستات من الدنيا ، وتصبح أي ست بحاجبين مضحكة لبقية الستات ، لأن حواجبها ديموديه ، يعني موضة قديمة .
لا فض فوك يا أحمد يا رجب ، على هذا الكلام الجميل الذي يعري أباطرة الموضة ، ويكشف عن هيافة اللواتي يخربن ديارهن ودنياهن وآخرتهن من أجل آخر موضة .
وأنت أختي المســـــــــلمة . .
هل أيقنت أنها جبلاية ، وأنهم يريدونها حياة قرود ، بلا دين ، ولا قيم ، ولا مروءات ، ولا جنة ولا يحزنون ؟!
وهل تذكرين شروط الحجاب الشرعي وأدب المسلمات في الزي ؟
أختي المســـــــــلمة . .
مكانك تحمدي .. أو تســــــــــــتريحي .

غريبة ولا حرمة ماعلقت خليجيةخليجيةخليجية شكلهم يحبوا الموضة
الوسوم:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.