هي جالت في خاطري في يوم وصول نبأ وفاة سعادة بن حموده .
( عظم الله أجره و أسكنه فسيح جناته ….. امين يا رب العالمين )
مهاجرون عن هذه الحياة اليوم أو غداً. مهاجرون فُرادى دون مال أو أبناءٍ أو أملاك، ليس لنا سوى الزاد الذي أعددناه لهذا اليوم. مهاجرون إلى دار لا نعلم كنهها، ولا نعلم متى سنرحل إليها، ولا نعلم مقدار النور الذي سيضيء لنا جنباتها. دار لا نعلم عنها سوى أن طولها المتر أو المترين، وعرضها النصف متر، وأننا سوف نغطّى فيها بقطعة قماش بيضاء لا تسمح لنا بالحركة، وأنه سوف يبكي علينا الأهل والأحباب ليوم أو يومين ثم يعودون إلى الحياة الدنيا مرَّة أخرى وكأنَّ شيئاً لم يحدث، فهذه هي سنَّة الحياة.
ونعلم أنه سوف يزورنا في هذه الدار ملَك، ولكن لا نعلم كيف سنرحب به ونكرمه. وسيسألنا: من ربُّك ؟ ما دينك ؟ من نبيك ؟. أسئلة سهلة والأجوبة أسهل، ولكن الإجابة شفوية، فمن تلعثم لسانه وخانه كان حقاً عليه أن يبكي على نفسه ويُكبّر عليها ثلاثاً. بينما من ثبت لسانه وأكرم صاحبه وأجاب دون تردد أو ارتباك، وكأنَّه أعد الجواب لهذا السؤال من قبل فهو الناجي الوحيد الذي سيهنأ بالنعيم والسعادة الأبدية التي لا شقاء بعدها.
أخي العزيز ! هل أعددت الأجوبة لهذه الأسئلة الثلاث ؟. فالأجوبة لا تتعدى الثلاث كلمات: الله، الإسلام، محمد. وأسأل الله العظيم أن تكون من الناجين الفائزين ويثبت لسانك عندما يكون أمرك بيده.
أترضـى أن تكــون رفيــق قــــوم *** لــهم زاد وأنـــت بغيـــر زاد
* لكل *** أنثى وإن طالت سلامته *** يوماً على آلةٍ حدباء منقـول
فــإذا حملت إلـى القبـور جنازة *** فاعلم أنك بعدهــا محمــول
اللهم اغفرله وارحمه وتجاوز عنه وتقبله في الصالحين ..
نسأل الله لأهله الصبر والسلوان ..
وجزاك الله خيراً .. أن وعظتنا هذه الموعظة .
نسأل أن يختم بالصالحات أعمالنا ..
و جزاك الله الف خير