<body>
<p class="MsoNormal" dir="RTL"><b>
<span lang="AR-SA" style="font-size: 18.0pt; font-family: Tahoma">المسافة بين
جبال تورا بورا وبيروت ؟؟</span></b></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL"><b>
<span lang="AR-SA" style="font-size: 14.0pt; font-family: Tahoma">لم يستطع العرب
أن يوحدوا جهودهم لساعة واحدة فقط في بيروت ؛ حيث تنازعوا في الساعة الأولى من
أعمال مؤتمرهم الإعلامي المنعقد على هامش دماء الأمة المراقة وكرامتها المهدرة ،
لم يستطيعوا أن يقاوموا الضغوط الخارجية لمدة ساعة واحدة فيقولوا ما يجب أن يقال
فضلا عن أن يفعلوا ، بل فعلوا ما أوجب عليهم من وراء المحيط ، فغاب من غاب إما خوفا
على حياته وإما استجابة لضغوط من نوع آخر ، أو لعدم حصولهم على الثمن المناسب في
المزاد ، أو لخوفه من انصراف كميرات التلفزة عنه التي يعيش على ضوئها 00</span></b></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL"><b>
<span lang="AR-SA" style="font-size: 18.0pt; font-family: Tahoma"> تجول بأذهان
الملايين من المسلمين صور أولئك المجاهدين فوق جبال أفغانستان وفي كهوفها وهم
صامدون بكل شموخ وعزة وإباء المسلم في وجه الكفر والظلم والجور ، كما أن الإخوة في
فلسطين قد أصدروا البيان الختامي للقمة العربية بطريقتهم داخل القدس المحتلة وكأنهم
يقولون لقادة العرب المغلوب على أمرهم القول ما قالت حذام ، وقولوا ما تريدون ونحن
نفعل ما يريد الله تعالى فطوبى لهم وطوبى لكل المجاهدين في سبيل الله على وجه الأرض
من تورا بورا إلى غوانتنامو مرورا بفلسطين والهند وكشمير والفلبين والشيشان وكل صقع
ترفع فيه راية الجهاد في سبيل الله 00 إنهم يلقنون قوى الكفر والإلحاد بإمكاناتهم
اليسيرة وإيمانهم القوي دروسا عملية لا تقدمها المؤتمرات التي تزيد من وهن الأمة
وترفع راية السلام والاستسلام 0</span></b></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL"><b>
<span lang="AR-SA" style="font-size: 18.0pt; font-family: Tahoma"> ماذا لو غشيت
الرحمة قادتنا في بيروت وبدلا من أن ينادوا بالسلام الذي يمجه العدو دعوا للجهاد
ولو بألسنتهم وفتحوا الباب لأبناء الأمة فقط ؟؟؟</span></b></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL"><b>
<span lang="AR-SA" style="font-size: 18.0pt; font-family: Tahoma">أقسم بالله إن
شيئا مثل هذا لو حصل ليهزن كل قوى الشر على وجه الأرض وليصيبنهم الفزع والهلع
وليولن الأدبار أذلة خاسئين !!</span></b></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL"><b>
<span lang="AR-SA" style="font-size: 18.0pt; font-family: Tahoma"> لو أن قادتنا
في بيروت وقفوا شامخين مع الحق الإسلامي في كل مكان والله ليجدن في أمة الإسلام في
العالم كله من يقف معهم وبكل قوة ولتبدل حالنا إلى غير الذي هو عليه الآن 0 </span>
</b></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL"><b>
<span lang="AR-SA" style="font-size: 18.0pt; font-family: Tahoma"> إن أكبر
مصائبنا أننا نساهم في بث الوهن في أبناء الأمة ؛ فنرسخ في أذهان الأجيال قوة العدو
المادية ، وانه عدو لا يقهر ، وان لديه من المال والسلاح ما يمكن أن يدمر العالم
كله ؛ فنثبط ونخذل ونبذر بذور الوهن ، متجاهلين قوتنا التي لا تضاهيها قوة ، قوة
الإيمان التي غلبنا بها ونحن أضعف ما نكون ماديا غلبنا بها أعتى قوى الشر في يوم ما
ودانت لنا الدنيا كلها 00</span></b></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL"><b>
<span lang="AR-SA" style="font-size: 18.0pt; font-family: Tahoma"> إن قوة الأمة
المسلمة لا تقاس بالمادة وحدها وإن كانت على جانب كبير من الأهمية بل بالقوة
الروحية التي أّذل بها المجاهدون في العصر الحديث الاتحاد السوفيتي ( أكبر ترسانة
سلاح في العالم ) ويلقنون بها الآن أمريكا دروسا عظيمة في أفغانستان ، وستعلمون غدا
ما أقول 00</span></b></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL"><b>
<span lang="AR-SA" style="font-size: 18.0pt; font-family: Tahoma"> يا قادتنا
في بيروت : يشهد الله أننا لا نكرهكم فانتم من نسيج هذه الأمة فانتم منها وإليها
وأمتكم هي ذخركم بعد الله ودينكم عصمتكم فإن صدقتم مع الله فلن يتركم أعمالكم وإن
تنصروا الله في أنفسكم أولا سينصركم ولا شك 00</span></b></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL"><b>
<span lang="AR-SA" style="font-size: 18.0pt; font-family: Tahoma"> يا حكامنا في
بيروت : كم من المؤتمرات عقدتم ، وكم من الاجتماعات واللجان عقدتم وشكلتم ، وكم من
الأحبار أرقتم في تدبيج القرارات والبيانات قارنوا كل ذلك كله بالدماء المراقة من
أبنائكم ثم أودعوا هذه المقارنة التأريخ إن لم تريدوا أن تودعوها أعماق قلوبكم 00
</span></b></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL"><b>
<span lang="AR-SA" style="font-size: 18.0pt; font-family: Tahoma"> عن مؤتمراتنا
على مر عقود خلت لم تزدنا إلا ضعفا ووهنا ، ولم تزد على أن جعلتنا أضحوكة العالم ،
فماذا صنعنا بعد عقود طويلة من المؤتمرات والاجتماعات في الوقت الذي استطاع فيه
أعداؤنا خلال عقد واحد من الزمن أن يوحدوا جهودهم ويتكتلوا في اتحاد واحد على
اختلاف أديانهم ولغاتهم وقومياتهم وأهوائهم ولكنهم استشعروا الخطر الذي يمكن أن
يحدق بهم في تفرقهم 0</span></b></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL"><b>
<span lang="AR-SA" style="font-size: 18.0pt; font-family: Tahoma"> يا قادتنا في
بيروت : إن أمتكم أمة جهاد وليست استسلام وخنوع ، وإن أقل ما يطالبكم به أبناء
أمتكم هو رفع معنوياتها من خلال الخطاب السياسي والإعلامي الشريف الذي يليق بشرف
الأمة وكرامتها وذلك من خلال اطراح مصطلحات القومية الهزيلة مثل : الكفاح ، والنضال
، والمقاومة ، والمفاوضات ، والسلام ، وإحلال مصطلح ( الجهاد ) محلها في الخطاب
السياسي والإعلامي فنزرع في ذلك في أعماق أجيالنا حب الجهاد والتعلق به الذي هو
شعار هذه الأمة نزرع ذلك في أعماقهم بقدر ما يزرع الرعب والخوف والهلع في قلوب
الأعداء ، وبخاصة أن الله قد كتب عليهم الذلة والمسكنة ، ولا يضرنكم اتهامكم
بالإرهاب فأنتم إرهابيون فعلتم أم لم تفعلوا أنتم إرهابيون إلا إذا تخليتم عن
إسلامكم فهناك يمكن أن تخرجوا من دائرة الإرهاب 00</span></b></p>
<p class="MsoNormal" dir="RTL"><b>
<span lang="AR-SA" style="font-size: 18.0pt; font-family: Tahoma"> يا قادة
المسلمين : انتم محط آمال أمتكم فلا تخذلوها وتفتوا في عضدها والله غالب على أمرة </span></b></p>
</body>
</html>