أعلن نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الكويتي الشيخ محمد الخالد الصباح امس، بدء التحقيق مع ضابط الصف خالد مسير الشمري المتهم بالاعتداء على الجنديين الأميركيين على طريق الدائري السابع، بعد أن تسلمته السلطات الكويتية من نظيرتها السعودية منتصف ليلة أول من أمس حيث تم إلقاء القبض عليه هناك.
وقال بيان صادر عن وزير الداخلية ان المتهم «أحيل فور تسلمه الى أجهزتنا الأمنية المختصة التي باشرت التحقيق معه للوقوف على ملابسات وتفاصيل الحادث.
في الوقت نفسه أكد الناطق الرسمي باسم الجيش الأميركي بالكويت الكابتن داريل رايت لـ«الشرق الأوسط» أن الجنديين الجريحين نقلا أول من امس الى المانيا بطائرة عسكرية الى قاعدة رامشتاين الجوية الاميركية في جنوب غرب ألمانيا.
وقالت متحدثة انه سيتم علاجهما في ألمانيا في مركز طبي اميركي قريب، واضافت أن حالتهما «بدت مستقرة، ولكنها ما زالت حرجة»، لكنها رفضت التعليق حول التحقيقات التي أعلن الجيش الأميركي انه سيجريها مع المتهم لمعرفة أسباب وملابسات الحادث.
وكان الجنديان الاميركيان وهما الرقيبان لاري توماس وتشارلز ايليس قد نقلا في البداية جوا الى مستشفى عسكري في مدينة الكويت، حيث وصفت حالتهما بأنها خطرة، لكنها لا تهدد حياتهما.
ومن ناحيته، أكد مصدر أمني موثوق لـ«الشرق الأوسط» أن التحقيقات مع المتهم «تجري في سرية تامة»، مؤكدا أنه من السابق لأوانه معرفة ما اذا كان المتهم منتميا الى تنظيم «القاعدة» أم لا أو أن هناك اي علاقة بينه وبين المتهمين بحادثة فيلكا التي وقعت في بداية الشهر الماضي وراح ضحيتها جندي أميركي وأصيب آخر.
ولم يؤكد المصدر صحة المعلومات حول ما اذا كان المشتبه فيه مختلا عقليا كما سبق وذكر، لكنه قال ان التحقيقات «ستركز حتما على ما اذا كانت الجريمة التي ارتكبها قد تمت بشكل فردي أم منظم.
جدير بالذكر ان السلطات السعودية سلمت المتهم الى الكويت بعد 24 ساعة على تنفيذ جريمته اثر تحقيقات مكثفة وسريعة.
وكانت مصادر امنية قد ذكرت ان السلطات السعودية القت القبض على الشمري في حفر الباطن. ومعروف انه متزوج من امرأة سعودية منذ بضعة أشهر فقط وكان لديه من قبل زوجة سورية ايضا.
وسبق للسلطات الامنية ان حققت مع مرافقه الرقيب اول سعد الشمري الذي كان برفقته قبل دقائق من وقوع الحادث. وحسب ما أفاد سعد في اعترافاته فانه فوجئ بما حصل وانه لم يسبق له ان تحدث معه في مثل هذا الموضوع.
واستنادا الى ما قاله سعد ايضا فان خالد كان قد بدأ يتغير في الفترة الماضية وأصبح متشددا دينيا خلافا لما كان عليه في السابق.
وكانت السلطات الامنية الكويتية قد استدعت زوجة المتهم في الكويت واهله للتحقيق، حيث ابلغوهم ان المتهم كان يعاني اضطرابا نفسيا، لكنهم نفوا ان يكون له أي علاقة بتنظيم «القاعدة» أو أي تنظيم آخر.
وتوفرت في اليومين الماضيين معلومات اضافية عن الحادث، منها ان المتهم اطلق الرصاص على الجنديين الاميركيين بعد ان تأكد من هويتهما من الاوراق الرسمية التي كانت بحوزتهما. وذكرت مصادر مطلعة ان الجندي الاميركي الذي كان يقود السيارة انطلق بها مسرعا بعد اطلاق الرصاص والدماء تنزف منه حتى وصل الى معسكر منطقة عريفجان حيث تولت مروحية عسكرية نقله مع رفيقه الى المستشفى العسكري.
وكان الجنديان الاميركيان يرتديان ملابس مدنية ويستقلان سيارة مدنية عندما تعرضا لاطلاق النار.
وحسب مصادر مطلعة فان ادارة الدوريات تبلغت من سعد ان المتهم تأخر عليه وانه اتصل به عدة مرات ولم يرد عليه، فارسلت تعميما بالبحث عنه، ولما عاد تم فحص سلاحه فتبين ان رائحة البارود كانت ما تزال تنبعث من فوهته مما يعني انه استخدم منذ فترة قليلة، لكن لم يعثر على طلقات المسدس.
وكان مصدر امني قد استغرب وصف المتهم بأنه «مختل عقليا» وقال كيف يمكن لشخص مختل كما يقولون ان ينفذ مثل هذا العمل قبل ان يفر الى خارج البلاد. وتساءل لماذا لم يختر المختل جنودا غير اميركيين ليطلق الرصاص عليهم. وحسب مصادر أخرى فان سلوكيات المتهم كانت مستقيمة ولم تكن تبدو عليه مظاهر التطرف او حتى الاختلال العقلي.
وقالت ان العديد من العسكريين يتسابقون الى فتح ملفات بالطب النفسي كذريعة للحصول على الاجازات الطبية وعدم المساءلة في حالة التقصير في العمل.
واشاد سفير الكويت في السعودية الشيخ جابر الدعيج الصباح بالتنسيق القائم بين البلدين «الذي كان له الفضل الاول في القاء القبض على الجاني»، وقال ان السلطات السعودية أثبتت كفاءة عالية عندما تمكنت من اعتقال مرتكب الحادث بهذه السرعة الفائقة.
وكان الشمري قد أطلق النار صباح يوم الخميس الماضي على جنديين أميركيين في طريق الدائري، بينما كانا متوجهين في مهمة رسمية الى منطقة العريفجان التي تبعد حوالي 15 كلم جنوب مدينة الكويت حيث أصاب أحدهما في كتفه والآخر في وجهه.
=-=-=-=-=-=-=-=-=
الشرق الأوسط