السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
متى رأيت صاحبك قد غضب ، وأخذ يتكلم بما لا يصح ، فلا ينبغي أن تعقد على ما يقوله خنصرا ، ولا أت تؤاخذه به، فإن حاله حال السكران لا يدري ما يجري. بل اصبر لفورته ، ولا تعول عليها ، فإن الشيطان قد غلبه ، والطبع قد هاج والعقل قد استتر
ومتى أخذت في نفسك عليه ، أو أجبته بمقتضى فعله ، كنت كعاقل واجه مجنونا ، أو كمفيق عاتب معمى عليه ، فالذنب لك. بل انظر بعين الرحمة ، وتلمح تصريف القدر له ، وتفرج في لعب الطبع به ، واعلم أنه إذا انتبه ندم على ما جرى ، وعرف لك فضل الصبر
وأقل القسام أن تسلمه فيما يفعل في غضبه إلى ما يستريح به . وهذه الحالة ينبغي أن يتلمحها الولد عند غضب الوالد ، والزوجة عند غضب الزوج ، فتتركه يشتفي بما يقول ، ولا تعول على ذلك ، فسيعود نادما معتذرا
ومتى قوبل على حالته ومقالته صارت العداوة متمكنة ، وجازى في الإفاقة على ما فعل في حقه وقت السكر
*** الجوزي
بارك الله فيك وجزااك الله خير الجزاااء