ـ لماذا توقظني من نومي وتستدعيني في منتصف الليل يامولاي؟
قال دبشليم الملك:
ـ سمعت كلاما عن ««العولمة»» يابيدبا.. وحيرني الكلام ولم أفهمه, فقلت أستعين بفلسفتك علي فهمه.
قال بيدبا الفيلسوف:
ـ ««العولمة»» يامولاي كلمة مشتقة من معنيين.. أحد معانيها هو المعلمة أو الفتونة.. ومعناها الثاني هو العوالم بعالم الرقص والصاجات.
باختصار ولتقريب المعني من ذهن جلالتكم يمكن القول إن أم ««العولمة»» تنتمي للعوالم والراقصات.. أما أبوها فينتمي للمعلمين والفتوات.
والجنسية أمريكية يامولاي..
فكر دبشليم الملك برهة فيما قاله بيدبا الفيلسوف وعاد يسأله
ـ ما الذي تريده ««العولمة»» يافيلسوف الزمان والمكان؟
قال بيدبا: تريد تسليما بلا قيد ولا شرط كتسليم النازية للحلفاء بعد الحرب العالمية الثانية.. وتريد هيمنة في المجال السياسي والاقتصادي والثقافي يامولاي.. وتريد فتح الأسواق وطبع العالم علي صورتها ومحو هويته وثقافته, وبهذا يصبح العم سام هو المثال والحجة والمرجع, وهو الآمر الناهي, وهو ناظر المدرسة التي تربي وتؤدب, وتضرب بالمسطرة علي طراطيف الأصابع في هذا البرد الأليم.
ويقول البعض إن مأساة ««العولمة»» أنها تكرس عدم المساواة وتقسم العالم إلي قسمين, العالم الغربي بأغنيائه وسادته وتجارته الحرة وأسواقه.. والعالم الثالث الذي يموت فيه45% من سكانه بسبب الجوع وسوء التغذية,
, وبذلك يزداد الأغنياء غني ويزيد الفقراء فقرا.
قطب دبشليم الملك وجهه وحك رأسه وقال لبيدبا:
ـ ماذا نفعل يابيدبا في هذه المصيبة الأمريكية الجديدة؟
قال بيدبا: ليس علينا خوف يامولاي, لأن ««العولمة»» لن تجيء في عصرنا.. حيث نعيش نحن في الألفية الأولي, ولن تظهر ««العولمة»» إلا في نهاية الألفية الثانية وبداية الألفية الثالثة.. فلنحمد الله يامولاي لأننا كما يقولون ليس لنا في الطور ولا في الطحين.. ليس لنا دعوة بشيء.. اننا مثل الأطرش في الزفة يامولاي.. الطبل والزمر يلعلعان حوله وهو لا يحس بشيء ولا يسمع شيئا.