السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ACUPUNCTURE
وهي الطريقة العلاجية المعتمدة على إدخال إبر ذات هيئة معينة في نقاط معينة على جسم المريض لمدة زمنية قصيرة في الجلسات العلاجية.
الأصل :
لا يعرف وقت بداية العلاج بالإبر بالتحديد الدقيق، إلا أن أول كتاب كتب في هذا الموضوع يعود إلى أيام الإمبراطور الأصفر هوانغ تاي الذي عاش في وقت الولايات الحربية في الصين في الفترة بين 475 و221 قبل الميلاد. في هذا الكتاب أمر الإمبراطور بعدم استعمال أي علاج عدا الإبر وأن يتم تدريسها وممارستها بحيث يصعب نسيانها أو العزف عنها مستقبلاً. وهناك كتاب آخر اسمه كتاب الجبال والبحار كتب قبل أكثر من 2.000 سنة يشير إلى وجود صخور تنفع في صنع الإبر. على أن هناك من يعتقد بأن أولى الكتابات في هذا الموضوع كانت قد بدأت قبل 4.500 سنة واستمرت لمدة 1.500 سنة بحيث كتب آخر فصل منها قبل 3.000 سنة.
وفي الحقيقة فإن تاريخ العلاج بالإبر هو تاريخ تطور الإبر نفسها. ويبدو أن الإبر المصنوعة من الأحجار كانت هي الإبر المستعملة في هذا العلاج. بعد ذلك استعمل الخزف والعظام والخشب لعملها. وعندما تطورت الحرفة المعدنية تم عمل الإبر من المعادن. وشيئا فشيئا أصبحت الإبر البرونزية بديلة عن الإبر الخزفية وذلك في أيام مملكة شانغ في 1558 قبل الميلاد أي قبل 3.500 سنة ، ثم صنعت الإبر الحديدية والفضية والذهبية.
وقد تطور العلاج بالإبر في الصين بسرعة حيث كتبت كتب تحدد قنوات الطاقة ونقاط إدخال الإبر، إلى أن تم تحديد 657 نقطة علاج. بعدها أمر الإمبراطور واي تي وانغ بعمل تمثالين من البرونز بحجم الإنسان الطبيعي وتوضيح إدخال الإبر ومسارات الطاقة عليها ثم صنعت تماثيل أصغر حجما لاستعمالها في التدريس والامتحانات.
وتوسعت طريقة المعالجة هذه على عهد عائلة منغ من 1368 إلى 1644 م، إلا 1911م إلا أنها بدأت بالتراجع لأسباب سياسية مختلفة حيث حاول الحكام من عائلة تشنغ من 1644 إلى 1911 م أن يمنعوها إلا أنها لم تختف نهائياً. وفي هذه الفترة وصل العلاج بالإبر إلى أوروبا، أولا إلى ألمانيا في القرن السابع عشر ثم إلى فرنسا في منتصف القرن التاسع عشر. وفي عام 1929م منعت الحكومة الصينية الطب الشعبي ولكنها فشلت في القضاء عليه كلياً.
ولكن بعد انتصار جيش ماوتسي تونغ عاد العلاج بالإبر إلى موقع متقدم هناك بعد أن لعب دوراً هاماً في علاج جنود ماو في أثناء ما يسمى بالمسيرة الطويلة.
أما في اليابان فقد كان العلاج بالإبر منتشراً بشكل واسع في حدود 1605م ولكنه منع لأجل نشر الطب المتداول ( الغربي ) في نهاية القرن التاسع عشر. إلا أنه الآن يسير بشكل متوازن مع الطب المتداول.
التشخيص بالنبض :
أعطيناك فكرة موجزة عن الين و اليانغ في فصل المعالجة ص بالأعشاب. ولن أعيد ما ذكرت، إلا أن ملخصها هو وجود مسارين للطاقة في جسم الإنسان أحدهما هو الين والآخر هو اليانغ وذلك في مفهوم عام عن الطاقة يسمى تشاي (CH‘i) أو قوة الحياة أو القوة الحيوية ( أنظر الهوميوباثي ). ويوجد هذان المفهومان في كل لشيء في الكون، كالحار والبارد، والليل والنهار، والموت والحياة، والتمدد والتقلص . . . الخ، والين و اليانغ متكاملان على الرغم من كونهما متعارضين، ولأجل بقاء الإنسان في حالة صحية جيدة يجب بقاء الين و اليانغ في حالة توازن.
وقد وجد الصينيون إن هذه القوة الحيوية ( الين و اليانغ ) تدور في الجسم في مسارات تشابه الدم و اللمف والأعصاب، وسموها خطوط المريديان (MERIDIANS) والتي معناها الحرفي خطوط الزوال أو خطوط الطول والعرض. ويمكن رصد هذه المسارات الآن بالطرق الإلكترونية ووسائل أخرى، وإن غيابها يعني الموت.
وهناك 26 دائرة رئيسة من خطوط المريديان، وكل واحدة مقترنة بوظيفة أو عضو من وظائف وأعضاء الجسم. ويمكن تقييم وضع هذه المسارات بواسطة النبضين الذين يتم الإحساس بهما في منطقة الرسغ، أي قريبا من نبض القلب الذي يفحصه الطبيب الاعتيادي ولكنه شيء مختلف كلياً عنه كما سمعت. ويمكن تقييم وضع الجسم الصحي بهذه الطريقة حتى قبل أن تبدأ الأعراض بالظهور وبهذا فالطبيب الصيني يستطيع أن يعرف بأن صحة المريض تتدهور و بذا ينصح المريض قبل أن تظهر المشكلة وتتعقد. ولهذا السبب، كما يبدو، كان الطبيب الصيني يتقاض أجراً عندما يكون الإنسان متمتعاً بصحة جيدة، فإذا ما مرض يتوقف عن الدفع إلى أن يستطيع الطبيب أن يعافيه من المرض ! !. ويبق الجسم الين و اليانغ في توازنهما المطلوب بطرد الطاقة الفائضة خلال سطح الجسم عند نقاط معينة على خطوط المريديان وتحويلها إلى المناطق التي تفتقد إليها. وهناك 800 نقطة من هذه، إلا أن نقاطاً جديدة يتم اكتشافها باستمرار.
وبالطبع عندما يفحص الطبيب الصيني ( ونعني هنا كل طبيب يسير حسب الطريقة الصينية في العلاج بغض النظر عن جنسيته الحقيقة ) نبض المريض يكون قد أخذ قبلها تاريخه المرضي وكل التفاصيل الأخرى. هذا وقد يكون قد طلب عينة من البول أو غيرها، كما يقوم بعدها بفحص المنطقة التي يشكو منها المريض وأي منطقة يرى أهمية لفحصها يدوياً أو بطرق أخرى.
العلاج بالإبر :
لا يستعمل الطبيب عادة أكثر من ست نقاط للإبر، وإن معظم نقاط العلاج تكون في أماكن لا تؤذي في جسم الإنسان. والإبرة التي تستعمل عادة هي بطول 5سم، نصفها هو الجزء الذي يدخل بعضه في الجسم أما النصف الآخر فلكي يمسك بها الطبيب، ويصنع الجزء الداخل في الجسم من حديد مرن ويكون الرأس مدبباً تماماً. أما المقبض الذي يمسكه الطبيب فغالباً ما يكون مصنعاً من سلك فضي ملفوف لكي يمكن الطبيب من تحريك الإبرة بسهولة.
وفي بعض الحالات توضع كرة صغيرة من أعشاب معينة على رأس الإبرة بعد إدخالها، ثم تشعل لإرسال حرارتها إلى نقطة المعالجة لزيادة التحفيز. ويسمى هذا النوع من العلاج الكي بالميسم (MOXIBUSTION). وليس هناك ما يؤكد وجود خواص علاجية لهذا العشب وهو الشويلاء أو الأرتميسيا، إلا أن أطباء المعالجة بالإبر التقليديين يعتقدون بعدم إمكانية استعمال أي شيء آخر، في حين تعتبر النظرة الحديثة أن كل مصدر حراري هو مناسب لهذه العملية.
وفي بعض أنواع المعالجة، والتي تجد رواجاً الآن، يتم إدخال الإبرة إلى أعمق من الجلد وصولا إلى النسيج الذي يغطي العظم، وهي طريقة لا تؤلم إطلاقاً. وهي تستعمل في الحالات المزمنة، ولها فائدة إدخال عدد أقل من الإبر في آن واحد.
وتستعمل أنواع أخرى من الإبر، بعضها أطول والبعض الآخر أصغر. ويستعمل النوع الطويل لمعالجة الأنسجة العميقة وقد يستعمل بشكل مواز للجلد لتحفيز عدة نقاط تقع على خط واحد في نفس الوقت. وهناك الإبرة القصيرة ذات الرأس المثلث وهي تدخل بحركة معينة لإ***ج نقطة من الدم لبعض أنواع إلى العلاج. وهناك الإبر الصغيرة جداً التي لا يزيد طولها عن 9 ملم والتي تدخل في طبقات الجلد السطحية وتثبت بشريط لاصق وتترك لأيام أو أسابيع لتحفيز طويل الأثر. وعادة تنظف المنطقة التي ستدخل فيها الإبرة بالكحول، ثم تدلك برفق بالأصابع لتقليل ألم إدخال الإبرة. ثم تدخل الإبرة بسرعة وتترك لمدة 15 إلى 20 دقيقة ثم ترفع. توضع عدة إبر في آن واحد على النقاط التي يرى الطبيب أنها المناسبة لتحفيز القوة الحيوية. وهناك طريقة أخرى وهي إدخال إبرة واحدة فقط ثم إ***جها وإدخالها في نقطة أخرى ثم إ***جها وإدخالها في نقطة ثالثة وهكذا. كما تحرك الإبرة بعد إدخالها بطرق معينة. منها إدارتها في مكانها بحركة دائرية، ومنها تحريك ظفر الإصبع على الجزء من الإبرة الذي يبقى خارج الجسم وهذا يؤدي إلى اهتزاز بسبب كون هذا الجزء سلكا ملفوفا.
التحفيز الكهربائي :
غالباً ما يستعمل التيار الكهربائي لتخفيف الألم المزمن حيث يوصل سلك الدائرة الكهربائية بطرف الإبرة لينقل التيار الكهربائي إلى نقطة العلاج، وهذا هو التحفيز العصبي الكهربائي تحت الجلد. وقد يسبق ذلك إمرار جهاز خاص على الجسم يستطيع معرفة النقاط التي يجب أن تعالج وهي التي تعطي مقاومة كهربائية أقل من غيرها. ويمكن بعدها أن يعطى المريض جهازاً مماثلاً يعطي تياراً كهربائياً مناسباً يمكن إمراره من خلال قطع مطاطية أو ورقية خاصة وذلك لتحقيق نفس الغرض. وهناك استعمالات أخرى للكهرباء مع الإبر الصينية لا مجال للتوسع في ذكرها.
التخدير بالإبر :
يستعمل التخدير العادي في الغرب وفي بلادنا التي تأخذ بالطب الغربي لفعالية وأمان وتوفر هذا التخدير. إلا أن الحال يختلف في بلدان أخرى خصوصا في الشرق. فمنذ عام 1958م تم إجراء ما يزيد عن 1.000.000 عملية ناجحة في الصين باستعمال التخدير بالإبر.
والتخدير بالإبر أقل نجاحا في العمليات التي تحتاج إلى ارتجاج العضلات كما في عمليات البطن، إلا أنه ناجح في الولادة القيصرية. وكذلك فإنه ناجح في عمليات الرقبة والصدر والعظام.
ولعل أهم مجال للتخدير بالإبر هو في حالة المرض الذين لا يجوز استعمال المخدر العادي معهم كما في كبيري السن والمصابين ببعض الأمراض بحيث يشكل استعمال المخدر العادي خطورة على حياتهم.
1- إدخال خيط صغير في الجلد وتثبيته في مكانه بعقده. وهذا يؤدي إلى التهاب مستمر وبالتالي تحفيز عصبي، وهو ما يمكن زيادته بأن يقوم المريض بجر طرف الخيط بين الحين والآخر. وهذا مستعمل عند معالجة الإدمان على المخدرات والتدخين والأكل بشراهة.
2- حقن الماء أو محلول ملحي مركز لتحقيق التحفيز على أساس اختلاف تركيبها الملحي مع ذاك الذي لأنسجة الجسم.
3- التدليك بالضغط المستمر القوي على نقاط العلاج بالإبر لتحقيق التحفيز الذي تحققه الإبرة عند إدخالها في تلك النقطة . وهذا التحفيز قصير العمر ، إلا أنه نافع في الحالات البسيطة التي يمكن إزالتها بدون الذهاب إلى الطبيب ، وكذلك بعد العلاج بالإبر لإدامة التحفيز إذا ارتأى الطبيب ذلك فيقوم بتعليم المريض عن النقاط التي يجب أن يضغط عليها. ولعل الكثير من النجاح الذي يصاحب التدليك الاعتيادي مرده إلى وجود نقاط العلاج بالإبر في المنطقة التي يتم تدليكها .
4- استعمال ما يسميه الصينيون إبرة زهرة الخوخ، وهي على شكل مطرقة خفيفة تصنع هذه الأيام من البلاستك برأسين من المسامير الصغيرة جداً. وتكون هذه متقاربة في أحد الرأسين بحيث تعالج عدة نقاط علاجية عند وخز الجلد بها، أما الرأس الآخر فمساميره متباعدة بحيث تسمح بتحفيز مناطق أكبر. وهذه الطريقة مفيدة جداً عند علاج الأطفال الذين يخافون الإبر.
5- العلاج الأُذُني، وهو علاج الحالات الحاصلة في أعضاء الجسم المختلفة بإدخال إبر في مناطق معينة من الأذن، فمثلاً، لعلاج الربو تدخل إبرة في نقطة معينة في شحمة الأذن. وهذه الطريقة مستندة على وجود نقاط معينة لها اتصال ما بأجهزة الجسم المختلفة بحيث لو حفزتها أمكن، علاج الحالة التي تبدو أعراضها على ذلك العضو، وهو ما يشابه طريقة الانعكاسات القدمية التي سنشرحها في الفصل القادم. ويرى بعض الأطباء أن الواجب محاولة علاج الحالة بالطريقة الاعتيادية أي استعمال نقاط الجسم كله وعدم اللجوء إلى الطريقة الأذنية إلا عندما تفشل تلك.
6- الكي، وهو وضع بعض الأعشاب في إناء على المنطقة التي يراد تحفيزها وإشعالها ، أو وضع رأس مخروط مملوء بالأعشاب على نقطة علاجية وإشعاله. وبما أن الطريقة الثانية تؤلم وتؤدي إلى ترك آثار دائمة توضع قطعة من الزنجبيل بين رأس المخروط والنقطة. وبعد مدة من وضع الأعشاب المحترقة لا يعود المريض يحتمل الحرارة فتبعد عنه، ثم تعاد من جديد، وهكذا لعدة مرات.
من هذه النظريات نظرية السيطرة على البوابة العصبية ( أنظر الرسم ). وتقول هذه النظرية بأن هناك بوابات توصل إيعاز الألم من الألياف العصبية الدقيقة إلى الدماغ عن طريقها، وإن هناك ألياف عصبية سميكة توصل الإيعازات الناتجة عن إدخال الإبرة إلى الدماغ عن طريق نفس البوابة مما يسدها بوجه إيعاز الألم الأول. إلا أنه إذا زاد التحفيز بسبب الإبرة فربما تشترك الألياف العصبية الدقيقة فيه مما يمكنها من إيصال إيعاز الألم إلى الدماغ عبر البوابة، ولذلك فإن التحفيز الزائد عن الحاجة قد يضر.
وقبل سنين اكتشفت المورفينات الداخلية الموجودة طبيعياً في الجسم، وبدأ البحث في علاقة الإبرة الصينية بهذه المورفينات التي يعزى إليها لا إلى غيرها هذا التخدير لمختلف الآلام التي يحس بها الجسم في مناسبات مختلفة والتي لولاها ما استطاع الإنسان أن يحتمل. لو حقنت المادة المورفينية في النقطة العلاجية للإبرة ما كان لها أي تأثير طالما لم تكن هناك إبرة أصلا. إذا لماذا يمكن القضاء على الألم بعد إدخال الإبرة ؟.
إن الإيعازات الناتجة عن الألم، أي التي تسبب الإحساس بالألم، تمر من خلال منطقة في الخلف من الحبل الشوكي. وبعمليات بيوكيمياوية أمكن توضيح أن الخلايا العصبية تفرز المورفينات الطبيعية هنا. وإنه شبه مؤكد إن هذه المورفينات الطبيعية هي التي تسد البوابة بوجه إيعاز الألم مما يمنع وصوله إلى الدماغ. وفي تجارب أجريت على الأرانب أمكن إزالة الشعور بالألم الذي يسببه نتف جلدها باستعمال الإبرة التي تدخل في النقطة العلاجية المناسبة. وكذلك ثبت ما ذكرناه أعلاه وهو أن زيادة التحفيز إلى مستوى أكثر من المطلوب أدى إلى زيادة الألم. والشيء الآخر المهم جداً الذي حصلوا عليه في هذه التجارب هو عندما أخذوا بعض السائل المخي الشوكي من أرنب كان قد حفز بالإبر، وحقنوه على الحبل الشوكي لأرنب آخر لم يشعر الأرنب الآخر بالألم مما يعني أن هناك تعديل نحو الأحسن قد حدث لهذا السائل بعد أن دخلت الإبرة وحفزت الخلايا العصبية.
وفي دراسات وتجارب أخرى ثبت أن التحفيز الإبري سبب زيادة في إفراز هذه المورفينات الطبيعية إلى السائل المخي الشوكي. كما أنهم وجدوا أن إفراز هذه المورفينات كان فقط في المناطق من الحبل الشوكي التي حفزت بالإبر.
وهناك ممرات عصبية من قشرة المخ نزولاً إلى الحبل الشوكي. وهنا أيضاً، يزيل إفراز المورفينات الطبيعية الإحساس بالألم. ولعل هذا يفسر سبب عدم إحساس الجندي عندما يصاب في المعركة أو لاعب الكرة عندما يتعرض لضربة فيحتملانها ثم لا يلبثا أن يقعا من شدة الألم بعد انتهاء المعركة أو اللحظة الحاسمة. ونفس الشيء يفسر قوة التحمل العضلي الهائلة أثناء التعرض لحالات الضغط الشديدة كما في حالة الأم التي استطاعت رفع السيارة بكاملها لكي تخرج طفلها من تحتها ! !.
إن هذه الإفرازات المورفينية الناتجة عن التحفيز تقف أيضا وراء تأثير جهاز التحفيز العصبي العضلي الذي ذكرناه آنفاً والذي يستعمل في العلاج حتى في دائرة الطب المتداول، والذي يستعمله المريض في البيت حسب الإرشادات لخطورة وعدم إمكان إجراء الحقن المورفيني للحبل الشوكي. ولو نظرت إلى المخطط الذي يصاحب هذا الجهاز والذي على أساسه تقوم بوضع الأقطاب الكهربائية تجد أنه مماثل لنقاط العلاج بالإبر الصينية. كما أن طريقة عمله تماثله تماماً، حيث يخرج تيار بمعدل إيعازين قصيرين في كل ثانية ( وهذا تردد يمكن تغييره حسب الجهاز و إرشادات الطبيب ) مثل التحريك الذي يقوم به الطبيب للإبرة وهي في نقطة العلاج الجسمية.
على أن هذا التفسير لا يفسر استمرار التأثير العلاجي، أي استمرار الشفاء، بعد مدة طويلة من العلاج وخصوصاً الشفاء النهائي الذي لا تعود معه الأعراض إطلاقاً. نعم هناك إمكانية أن يكون مستوى الإحساس بالألم قد هبط، بسبب العلاج بالإبر، إلى مستوى معين بحيث إذا عاد مرة أخرى فإن الخلايا العصبية تستطيع التعامل معه كما تتعامل مع الآلام الخفيفة التي تتعامل معها كل يوم مرات ومرات. ولكن هذا لا يفسر لشفاء الحالات التي لا يكون الألم فيها سوى تعبير عن الحالة، وهي في الحقيقة أكثر الحالات. كما أن هناك إمكانية أن يكون الوضع مماثلا للعلاج المتداول الخاص بقرحة المعدة حيث يمنع الحامض المعدي من أن يفرز لإعطاء القرحة مجالا للشفاء، وهو ما يحصل وإن كان مؤقتاً كما ذكرنا لأن الأسباب التي أدت إلى الحالة كالغذاء والشد العصبي بقيت كما هي. ومع ذلك فإنه لا يفسر شفاء الكثير من الحالات التي لا يمكن علاجها بهذه الطريقة.
والحقيقة فإن النظريات التي ذكرنا بعضها ليست إلا محاولة من الإنسان لاكتشاف كيفية عمل هذا العلاج كما هو دأبه في كل شيء، أن يعرف كل شيء. ولا بد أن هناك قوانين معينة تحكم العلاج بالإبر الصينية لعدم إمكانية أن تكون المعالجة عبارة عن معجزة، فالمعجزة تحصل بشكل منفصل ولأسباب معينة، أما العلاج بالإبر الصينية فهو علاج ناجح بشكل مستمر وعلى مر القرون. نعم هناك قوانين، ولكنها ليست معروفة لحد الآن.
ثم هناك العامل الفردي بحيث لوحظ أن بعض من يعاني من حالات قلنا إنها لا تستجيب بدرجة كبيرة إلى العلاج بالإبر استجابت بشكل ملفت للنظر، في حين أن حالة أخرى تعتبر من الحالات التي تعالجها هذه الطريقة بسهولة لم تستجب.
ومن العوامل التي تؤثر في استجابة المريض للعلاج هو الوقت من اليوم، واليوم من الشهر الذي يعطى فيه العلاج! فإنه لمعروف منذ زمن بأن الكثير من الأفعال والعمليات الجسمانية لها إيقاع حيوي كذاك الذي يحدث لمدة يوم واحد أو 24 ساعة في أمور مثل درجة حرارة الجسم ومستويات الأملاح والهرمونات في الدم. ويفضل بعض المعالجين التقليديين أن تتم جلسات العلاج في ساعات مختلفة من النهار والليل للحصول على نتائج أفضل.
ومن العوامل التي تؤثر على العلاج الأدوية المتداولة. فبعض هذه الأدوية لها تأثير على الجهاز العصبي المركزي، بل إن منها ما يعطى لهذا السبب كالمهدئات ومضادات الكآبة. فكل مضادات الهستامين التي تستعمل للحساسية أو غثيان السفر غالباً ما يكون لها تأثير على الدماغ. إنه متوقع إذا أن تتعارض الأدوية التي تغير من حالة الدماغ الاعتيادية على العلاج بالإبر وتجعله أقل فائدة. كذلك فإن ملامسة النقاط التي عولجت بالإبر، سواء بالملابس أو باليد أو أية ملامسة تلقائية أخرى، في الأيام التي تعقب العلاج تعتبر تقوية للتحفيز الذي قامت به الإبرة على شكل استجابة التهابية من الأنسجة التي في نقطة العلاج. لذا فإن أي دواء مضاد للالتهاب سيقضي على هذا الأثر المهم والذي يطيل من عمر التحفيز العلاجي. ومن أمثلة هذه الأدوية الكورتزون والأسبرين والبيوتازوليدين التي ذكرنا لك بعض آثارها الجانبية في الفصل الأول، على أن هذه الأدوية تطرد من الجسم بسرعة بعد التوقف عن أخذها مما يجعل العلاج بالإبر ممكناً بعد ذلك.
ويعتقد البعض بأن عليهم أن يؤمنوا بهذا العلاج لكي يستفيدوا منه، وعامل الإيمان بالعلاج هذا يبدو أنه لا يؤثر كثيراً حسب تجربة الأطباء. إلا أن العامل النفسي وراء الموضوع ككل، أعني الرغبة في الشفاء، هي التي تؤثر قطعا على النتائج التي تحصل عليها بغض النظر عن نوع العلاج.
والاستجابة لهذا العلاج قد تكون بتخفيف الأعراض من حيث قوتها وترددها على المريض. وقد تتغير نوعا بأن تصبح أقل إزعاجاً بحيث أن المريض يستطيع أن يعتمد بشكل أقل على الأدوية التي كان يأخذها.
وقد يرى المريض أنه قد بدأ بعمل الفعاليات التي لم يكن يستطيع عملها قبل العلاج.
هذا، ولا تتوقع أن ترى تقدماً في الحال نحو الأحسن منذ الجلسة الأولى، وإنما بعد مرور عدة جلسات علاجية. وعندما يتوقف التحسن فإن المعالجة لا تعود مجدية سواء زالت الأعراض برمتها وبشكل كامل أم لا. وعندما تعود الأعراض بدرجة أخف بعد مدة، وهذا يحدث كثيراً، عندها تجب المعالجة حسب ما يرتأيه الطبيب. وعادة يعود الإنسان بعد ذلك إلى أفضل مما كان عليه، أي إلى أفضل مما حققته الفترة العلاجية الأولى. ويفضل أن تقيم مع الطبيب التحسن الذي حصل وفي أي المجالات بعد 5 إلى 10 جلسات.
ويجب أن تتوقع أن تشتد الأعراض في البداية، وهذا يحدث في الكثير من الحالات، وهو يدل على أن التحفيز قد حدث في نقاط لها علاقة بالمرض، وهو المطلوب. وقد أخبرناك بأن هذا رد فعل عادي جداً ومتوقع في كل العلاجات البديلة التي لا تسكت الأعراض كما هو الحاصل مع الطب المتداول، وإنما تخرجها إلى السطح ( وهذا هو الغرض من الأعراض ) وتحفز القوة الحيوية لكي تقضي عليها.
أما الإدمان على التدخين فعادة يكون العلاج بالأذن الذي ذكرناه في الطرق الأخرى. أما نسبة النجاح فحوالي 60%.
ووصلت نسبة النجاح في الإدمان الكحولي إلى 75%. وهنا أيضاً وفي التدخين يعتمد النجاح على رغبة الشخص، وكل ما تفعله الإبر هو تخفيف أعراض الرغبة عند الامتناع كتوتر الأعصاب والدوار والصداع وغيرها.
وفي هذه الحالات توضع الإبر الصغيرة جداً في النقاط المعينة في الأذن وتترك لمدة أسبوعين أو ثلاثة، ثم ترفع عندما يحس المريض بانقطاع الرغبة. بعدها توضع لفترة أخرى وترفع لمدة أطول من الأولى، وهكذا لعدة مرات. وبعد أشهر يكون المريض قد تغلب على الحاجز النفسي وعلى الإدمان.
أما في الإدمان على المخدرات فقد وصلت النسبة إلى أكثر من80%، ولكن كانت نسبة الذين عادوا إليها بعد ذلك عالية أيضا. والسبب هو بقاء الأسباب التي أدت إلى ذلك وهي أسباب اجتماعية في المقام الأول.
مدة العلاج :
ليس سهلاً على الطبيب أن يحدد زمناً للعلاج أو عدداً للجلسات العلاجية وذلك لاختلاف الحالة المرضية بأعراضها ومريضهاً والظروف المحيطة. وهناك، في هذه الطريقة العلاجية، عامل آخر وهو تحديد النقاط العلاجية الواجب استعمالها فهناك المئات من النقاط وإن اختيار عدد من النقاط المناسبة لهذه الحالة ليس قضية محددة سلفاً في كتاب. على أن هناك أطر عامة تساعد الطبيب، حيث يختار النقاط القريبة من منطقة الشكوى وتلك التي من مناطق خروج الأعصاب ذات العلاقة وتلك التي في مناطق مؤلمة عند الضغط عليها وغير ذلك.
والعامل الآخر هو قوة العلاج، فهناك من المرض من استفاد من تحفيز أقل من غيره، والع** صحيح. لهذا يفضل أطباء المعالجة بالإبر أن ينتظروا مرور عدة جلسات ثم يعطوا بعدها رأيهم حول طول مدة العلاج.
ويمكن أن تعطى الجلسات الخمس أو الست الأولى أسبوعيا، ثم تزاد المدة الفاصلة من ثلاثة إلى ستة أسابيع، ثم إلى ثلاثة أشهر. وهنا يختلف الحال أيضاً فبالنسبة لمني يشكو من ألم الشقيقة اليومي سيكون العلاج الأسبوعي مناسباً تماماً لأنه يستطيع أن يعرف التحسن في حالته لأنها تؤذيه يومياً، أما لمن كان يشكو من الألم شهرياً فلا بد من تغيير هذا الجدول العلاجي.
وتستغرق المراجعة الأولى من 30 إلى 60 دقيقة حيث إنها تتضمن أخذ التاريخ المرضي والتفاصيل الأخرى. أما المراجعات التي تليها فلا تزيد عن 15 دقيقة. وبالطبع تتطلب المراجعة وقتاً أطول إذا كان هناك وسائل علاجية إضافة إلى الإبرة مثل الكي بالميسم أو الكهرباء، أو إذا كان العلاج يستوجب ترك الإبر لمدة أطول من المعتاد وهكذا.
1- العدوى، وهي من الممكن أن تحصل عند إدخال الإبرة غير المعقمة. ويتم تعقيمها بالبخار أو الفرن أو، وهو الأفضل، استعمال الإبرة مرة واحدة مع مريض واحد فقط. كما من الممكن أن تحصل العدوى من جلد المريض نفسه، وهنا لا بد من تعقيمه بالكحول.
2- تدمير الأنسجة، وهو ما يمكن أن يحصل عند إدخال الإبرة فتدمر الأوردة أو الأعصاب أو حتى، بدرجة أقل، أعضاء كبيرة كالرئتين مثلاً. وهنا يمكن أن يخرج الهواء من الرئة المثقوبة ويدخل في الحيز المجاور فيحدث ضغطاً يتزايد حتى يؤدي إلى توقف الرئة عن العمل والاختناق. أما إذا دمرت الأعصاب فيمكن أن يؤدي ذلك إلى آلام عصبية أو فقدان الإحساس أو غير ذلك. وأفضل احتياط هنا هو أن تراجع طبيباً درس التشريح الجسماني بشكل كاف بحيث يعرف المناطق الحساسة والرقيقة.
3- إسكات المرض، وهذا يحصل إذا ما استطاع العلاج بالإبر تخليص المريض من أعراض المرض كالآلام مثلاً فيعتقد المريض بأن حالته تتحسن في حين أن المرض يتقدم نحو الأسوأ. فمثلاً إذا كان ألم الظهر مصاحباً للسرطان فإنه يمكن للعلاج بالإبر أن يزيل الألم فيعتقد المريض بأن الحالة تتحسن في حين أن الأورام مستمرة بالانتشار.
والنتيجة هي أن العلاج بالإبر لم يكن أحسن من الطب المتداول الذي كان فشله وراء لجوء المريض إلى هذا العلاج.
أما الغذاء فقد ذكرنا أهميته في العلاج، أي علاج. لذا يجب الالتزام بكل ما يوصي به الطبيب. وحتى إذا لم يكن الطبيب معتقداً بهذا الجانب، فإنه من المهم مراعاة ما ذكرناه في فصل المعالجة الطبيعية عن الغذاء فإن التجارب ومنها تجارب شخصية تثبت أنه حتى في دائرة الطب البديل هناك من الأطباء والمعالجين.من لا يعتبر وجود أهمية كبيرة للجوانب المختلفة من أسباب المرض التي ليست ذات علاقة مباشرة بطريقته العلاجية والتي فد تكون أهم وأكثر نفعاً في علاج هذه الحالة المعينة من طريقته.
وقد ذكرنا في فصول سابقة إن هناك من المعالجين من يستعمل العلاج بالإبر بالإضافة إلى علاجات أخرى كالهوميوباثيين و الأوستيوباثيين. وليس هناك على أية حال ما يمنع من الاستفادة من العلاجات البديلة الأخرى مع العلاج بالإبر الصينية. كما وذكرنا الاستفادة من هذه الطريقة في العمليات الجراحية في التخدير.
حالات واقعية :
1- التدخين. رجل عمره 43 سنة بدأ التدخين وهو في السادسة عشرة، وهو يدخن الآن 30 سيكارة يومياً. أدخلت إبرة في النقطة الخاصة في شحمة الأذن وهي التي وجد الطبيب أنها مؤلمة عند وخزها بطرق الإبرة عند الفحص. وبعد تثبيت الإبرة بشريط لاصق أمر الطبيب المريض بالامتناع عن التدخين حالاً لأن الامتناع التدريجي بتقليل السيكاير يومياً لا فائدة من ورائه. وأرشده الطبيب إلى ما يفعل إذا وجد الرغبة في التدخين قد أصبحت لا تقاوم، وهو بأن يحصر الإبرة وشحمة الأذن بين الإبهام والسبابة ويعصرهما برفق. وبعد شهر من العلاج كتب المريض إلى الطبيب يخبره بأن العلاج قد نجح تماماً وإنه لم يلمس السيكاير منذ ذلك الحين.
2- الشقيقة. صبي في عمره 13 سنة يشكو من آلام الشقيقة منذ 10 سنوات. وكان الألم يأتيه على أي من جانبي الرأس ولكن لا على الجانبين معاً، وكان يستطيع التنبؤ بحصول الألم حيث يشعر بالتعب. وإذا ما أصيب بكل أعراض الحالة فإن نهايتها تكون الغثيان ثم التقيؤ. وكان والداه قلقين على مستقبله إذ إن حالته تؤثر كثيرا على وضعه الدراسي لأن الصداع كان يأتيه دائماً في أثناء شهور الدراسة وليس خلال العطل. وكان قد جرب كل أنواع الحبوب وبضمنها المهدئات ومسكنات الألم الخاصة بألم الشقيقة، ولكن لم يحدث سوى أن الأعراض تزيد على مر السنين.
وبما أن الأطفال لا يحبون الإبر فقد قرر الطبيب معالجته بالميسم أي المطرقة ذات الرأسين التي ذكرنا فيما تقدم من الفصل )، حيث كان يوخز النقاط المطلوبة عشرين أو ثلاثين مرة إلى أن يحصل رد الفعل الجلدي المطلوب. وكانت النقاط العلاجية في أعلى القدمين وأعلى الكتفين وخلف الأذنين. ولكن بعد ثلاث جلسات علاجية لم تتحسن الحالة مما حدا بالطبيب أن يغير مواقع العلاج إلى نقاط على جانبي الرأس في مستوى العينين وخلف وفوق نهايات شحمة الأذنين وهو الذي جاء بالنتائج الممتازة. وقد علم المريض كيف يدلك النقاط العلاجية عندما يحس بقرب حصول النوبة مما مكنه أن يتجنب عدة نوبات.
وبعد علاج لمدة 3 سنوات بجلسات علاجية كل 4 إلى 6 أشهر حيث كان يأتي إلى الطبيب عندما يحس أن المشكلة تريد أن تعود. وبعد هذه السنوات الثلاث انتهت المشكلة كلياً، وهذه القصة ترينا أنه حتى في حالة طول مدة العلاج، فإن العلاج بالإبر يمكن أن يسيطر على الحالة بحيث لا تؤثر بشكل كبير على المريض ريثما يتحقق الشفاء الكامل.
3- روماتزم المفاصل. امرأة عمرها 72 سنة تشكو من روماتزم المفاصل منذ أن كان عمرها 55 سنة. و بذا لم يكن ممكناً، حسب رأي الطبيب المعالج، أن يكون للعلاج بالإبر سوى إمكانية تخفيف الآلام بسبب التغيرات التي حصلت لطول مدة المرض. وهو رأي أتحفظ عليه شخصياً لما ثبت من إمكانية التغيير بوسائل الطب البديل المختلفة. وكان الالتهاب ينتقل من مفصل إلى آخر وفي كل مفاصل الجسم. ولقد فشلت جميع الأدوية التي وصفها لها الطب المتداول على مدى ما يزيد على العشرين عاماً. فمن الأسبرين إلى الكورتزون إلى حقن الذهب ولكن دون فائدة بل بأعراض جانبية. وعند الفحص كان مفصل المرفق حاراً عند اللمس، وملتهباً، كما كان هناك تشديداً كبيراً في مجال حركة المفاصل. ركز الطبيب في البداية على المفاصل المتأثرة بالمرض أكثر، حيث كانت ركبتها اليمنى متصلبة المفصل، وكذلك الكاحل الأيسر والعديد من مفاصل أصابع يديها. وبعد شهرين من العلاج بالإبر مع التمارين والحمامات الدافئة وغيرها من العلاجات المساعدة الأخرى التي نصح بها الطبيب كان التحسن مستمراً وأصبحت حالة المريضة أفضل بكثير. وعلى مدى الشهور والسنين التي تلت كانت المريضة تراجع الطبيب عندما تحس أنها بحاجة إلى جلسة تقوية للعلاج، وهكذا، لم تحصل لها في هذه السنين التي كانت تتحسن فيها باضطراد أي نوبة حادة من نوبات المفاصل.
الانزلاق الغضروفي. رجل عمره 36 سنة يعمل حدائقياً يشكو من ألم الظهر مما خشي معه أن يضطر إلى ترك مهنته. وكان قد أصيب بانزلاق غضروفي قبل 3 أشهر ورقد لأجله في المستشفى لمدة. وكان المريض يشعر بآلام شديدة على طول العصب الظهري الذي يتفرع إلى الساقين مع خدر في بعض قدميه. ولم تنفع الراحة ولا الحبوب المسكنة لتخفيف الحالة. وبعد الفحص الكامل للاستجابات العصبية في ساقيه ولحركات ساقيه مع معرفة مواقع حصول الألم في الحركات المختلفة للظهر والساقين، أعطي العلاج في النقاط في جانب الكاحل والقدم والآلية وفي وسط العمود الفقري وجانبه. كما أعطي المريض الإرشادات اللازمة حول كيفية رفع الأشياء وكيفية القيام والقعود وغيرها من النصائح المهمة وخصوصاً في وضعه كحدائقي. وبعد أسبوع لم يتغير شيء في ألم الظهر، إلا أن الألم النازل إلى الساقين مع الإحساس بالخدر قد اختفيا جميعاً. وبعد تبديل طفيف في مواقع العلاج وعودة المريض بعد أسبوع آخر تبين أن الألم كان قد اختفى بعد المعالجة مباشرة بحيث لم يشعر المريض بأي ألم خلال الأسبوع. أعيدت المعالجة مرتين بعد ذلك، بعد أسبوعين ثم بعد ثلاثة أسابيع لتثبيت الأثر الجيد للإبر، أصبح بعدها المريض بصحة كاملة ولم يشك من الآلام وإثما ببعض الوخزات إذا ما رفع شيئا ثقيلاً وهو ما لا يجب أن يفعله على كل حال.
منقول