قال الله تعالى (( ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزوجا لتسكونا إليها وجعل بينكم موده ورحمه إن فى ذلك لآيات لقوم يتفكرون )) الروم21
فجعل المرأه للرجل سكنا للرجل يسكن قلبه إليها ، وجعل بينهما خالص الحب ، وهو الموده المقترنه بالرحمه ، وقد قال الله تعالى عقيب ذكر ما أحل لنا من النساء وما حرم منهن (( يريد الله ليبين لكم ويهديكم سنن الذين من قبلكم ويتوب عليكم والله عليم حكيم * والله يريد أن يتوب عليكم ويريد الذين يتبعون الشهوات أن تميلوا ميلا عظيما * يريد الله أن يخفف عنكم وخلق الإنسان ضعيفا ))
وأقسام عشق النساء ثلاثه ::
قسم: هو قربه وطاعه ، وهو عشق امرأته وجاريته ، وهذا العشق نافع ، فإن أدعى إلى المقاصد التى شرع الله لها النكاح ، وأكف للبصر والقلب عن التطلع إلى غير أهله ، ولهذا يحمد هذا العاشق عند الله وعند الناس…..
والقسم الثانى : العشق المباح وهو الواقع من غير قصد ، كعشق من وصفت له امرأه جميله أو رآها فجأه من غير قصد ، فتعلق قلبه بها ، ولم يحدث له ذلك العشق معصيه ، فهذا لا يملك ولا يعاقب عليه ، والأنفع له مدافعته والإشتغال عنه بما هو أنفع له منه ، ويجب الكتم والعفه والصبر فيه على البلوى ، فيثيبه الله على ذلك ويعوضه عبى صبره لله وعفته وتركه طاعه هواه وإيثار مرضاه الله وما عنده .
والقسم الثالث: هو عشق مقت من الله وبعد عن رحمته ، وهو أضر شئ على العبد فى دينه ودنياه ، وهو عشق المردان : فما ابتلى به إلا من سقط من عين الله وطرد من بابه، وأبعد قلبه عنه ، وهو من أعظم الحجب القاطعه عن الله ، كما قال بعض السلف :(( إذا سقط العبد من عين الله إبتلاه بمحبه المردان )) ، وهذه المحبه هى التى جلبت لقوم لوط ما جلبت ، فما أوتوا إلا من هذا العشق ، قال الله تعالى 🙁 لعمرك إنهم لفى سكرتهم يعمهون )) الحجر : 72)
ودواء هذا الإستغاثه بمقلب القلوب ، وصدق اللجأ إليه ن والإشتغال بذكره ، والتعويض بحبه وقربه والتفكر فى الألم الذى يعقب هذا العشق ، والذه التى تفوته به ، فيترتب عليه فوات أعظم محبوب ، وحصول أعظم مكروه ، فإذا أقدمت نفسه على هذا وآثرته فليكبر على نفسه تكبيره الجنازه ، وليعلم أن البلاء أحاط به .
والعشق كما رأينا منه المستحب المعين على طاعه الله ومنه المباح ومنه المحرم …
ولا ريب أن النبى صلى الله عليه وسلم كان قد حبب إليه النساء كما فى الصحيح عن أنس عنه صلى الله عليه وسلم قال ((حبب إلى من دنياكم النساء والطيب ، وجعلت قره عينى فى الصلاه )) هذا لفظ الحديث لا ما يرويه بعضهم (( حبب إلى من دنياكم ثلاث)) زاد الإمام أحمد فى كتاب الزهد فى هذا الحديث (( أصبر على الطعام والشراب ولا أصبر عنهن )) وقد حسده أعدائه اليهود على ذلك فقالوا : ما همه إلا النكاح ، فرد الله سبحانه وتعالى عن رسوله صلى الله عليه وسلم ونافح عنه فقال (( أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله فقد آتينا آل إبراهيم الكتاب والحكمه وآتيناهم ملكا عظيما ))
النساء54
وهذا الخليل إبراهيم عليه السلام كان عنده ساره أجمل نساء العالمين وأحب هاجر وتسرى بها .
وهذا دود عليه السلام كان عنده 99 امرأه فأحب تلك المرأه وتزوجها فكمل المئه ، وهذا سليمان ***ه عليه السلام كان يطوف الليله على تسعين امرأه،
وسئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أحب الناس إليه فقال (( عائشه رضى الله عنها وقال عن خديجه (( إنى ر**ت حبها ))
فمحبه النساء من كمال الإنسان ، قال *** عباس : (( خير هذه الأمه أكثرها نساء )) ، وذكر الإمام أحمد أن عبد الله إبن عمر وقع فى سهمه يو جلولاء جاريه كأن عنقها إبريق من فضه ، قال عبد الله (( فما صبرت أن قبلتها والناس ينظرون )) ، وبهذا احتج الإمام أحمد على جواز الإستمتاع بالمسبيه قبل الإستبراء بغير الوطء ، بخلاف الأمه المشتراه .
فالفرق بينهما أن انفساخ الملك لا يتوهم فى المسبيه ، بخلاف المشتراه فقد ينفسخ فيها الملك ، فيكون مستمتعا بأمه غيره ،
وقد شفع النبى صلى الله عليه وسلم لعاشق أن تواصله معشوقته بأن تتزوج به فأبت ، وذلك فى قصه مغيث وبريره ، لما رآه النبى يمشى خلفها بعد فراقها ، ودموعه تجرى على خديه ، فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( لو راجعتيه ؟ فقالت : أتأمرنى يارسول الله ؟ فقال : لا ، إنما أشفع ، فقالت لا حاجه لى به ، فقال لعمه : ياعباس ألا تعجب من حب مغيث بريره ومن بغضها له ؟ )) حديث صحيح أخرجه البخارى والإمام أحمد وإبن ماجه . ولم ينكر عليه حبها ، وإن كانت قد بانت منه .
وكان النبى صلى الله عليه وسلم يسوى بين نسائه فى القسم ويقول : (( اللهم هذا قسمى فيما أملك ، فلا تلمنى فيما لا أملك ) يعنى الحب الحديث ضعفه شيخنا الألبانى
وقال تعالى 🙁 ولن تستطيعوا أن تعدلوا بين النساء ولو حرصتم )) النساء :129
يعنى فى الحب والجماع . ولم يزل الخلفاء الراشدون والرحماء من الناس يشفعون للعشاق إلى معشوقهم الجائز وصلهن ، كما تقدم فعل أبى بكر وعثمان ، وكذلك على رضى الله عنه أتى بغلام من العرب وجد دار قوم باليل ، فقال له : ما قصتك ؟ قال لست بسارق ، ولكنى أصدقك :
تعلقت فى دار الرياحى خريده يذل لها من حسن منظرها البدر
لها فى بنات الروم حسن ومنصب إذا افتخرت بالحسن خافتها الفخر
فلما طرقت الدار من حر مهجتى أبيت وفيها من توقدها الجمر
تبادر أه الدار بى ثم صيحوا هو اللص محتوما له القتل والأسر
فلما سمع على بن أبى طالب رضى الله عنه شعره رق له ، وقال للمهلب بن رباح : اسمح له بها . فقال يا أمير المؤمنين ، سله هو ؟ فقال النهاس بن عيينه ، فقال خذها فهى لك.
واشترى معاويه رضى الله عنه جاريه فأعجب بها إعجابا شديدا فسمعها يوما تنشد أبيتا منها
وفارقته كالغصن يهتز فى الثرى طريرا وسيما بعد ما طر شاربه
فسألها :/ فأخبرته أنها تحب سيدها ، فردها إليه ، وفى قلبه منها .
وذكر الزمخشرى فى ربيعه أن **يده قرأت فى طريق مكه على الحائط :
أما فى عباد الله أو فى إمائه كريم يجلى الهم عن ذاهب العقل ؟
له مقله اما الأماقى قريحه وأما الحشا فالنار منه على رجل
فنذرت أن تحتال لقائلها إن عرفته ، حتى تجمع بينه وبين من يحبه ، فبينما هى بالمزدلفه إذ سمعت من ينشد البيتين ، فطلبته ، فزعم أنه قالها فى ***ه عم له نذر أهلها أن لا يزوجوها منه ، فوجهت إلى الحى ، وما زالت تبذل لهم المال حتى زوجوها منه ، وإذا المرأه أعشق له منه لها ن فكانت تعده من أعظم حسناتها ، وتقول ما انا بشئ أسر منى من جمعى بين ذلك الفتى والفتاه .
قال ال***ئطى : وكان لسليمان بن عبد الملك غلام وجاريه يتحابان ، فكتب الغلام يوما :
ولقد رأيتك فى المنام كأنما عاطيتنى من ريق فيك البارد
وكأن كفك فى يدى ، وكأننا بتنا جميعا فى فراش واحد
فطفت يومى كله مترقدا لأراك فى نومى ولست براقد
فأجابته الجاريه:
خيرا رأيت ، وكل ما أبصرته ستناله منى برغم الحاسد
وإنى لأرجوا أن تكون معانقى فتبيت منى فوق ثدى ناهد
وأراك بين خلاخلى ودمالجى وأراك فوق ترائبى ومجاسدى
فبلغ سليمان ذلك فأنكحها الغلام ، وأحسن حالهما على فرط غيرته .
وقال جامع بن برخيه : سألت سعيد بن المسيب مفتى المدينه : هل فى الحب دهمنا من وزر ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
فقال سعيد : إنما تلام على ما تستطيع من الأمر ، فقال سعيد : والله ما سألنى أحد عن هذا ، ولو سألنى لما كنت أجيب إلا به .
كل هذا الكلام منقول من كتاب الداء والدواء للإمام إبن القيم من صفحه278-284
والله المستعان وعليه التكلان