تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » العسل الغامض فيه شفاء للناس

العسل الغامض فيه شفاء للناس 2024.

العسل الغامض فيه شفاء للناس

أقدم علاج استخدمه الإنسان قبل 4000 عام لتضميد الجروح، يُطهر من البكتيريا ويقضي على سلالاتها المقاومة للمضادات الحيوية.

لندن – من حسام العيسى

يتميز العسل بالكثير من الفوائد الصحية, التي تجعل منه شفاء للكثير من الأمراض. ويقول فيه التنزيل العزيز مصداقا لذلك في سورة النحل "يخرج من بطونها شراب مختلف ألوانه فيه شفاء للناس".

ويعتبر العسل أقدم ما استخدمه البشر في تضميد الجروح, ويعود تاريخ استخدامه إلى ما يقرب من 4000 عام مضت, وذلك حين اكتشف الإنسان أهميته العلاجية الكبيرة، فهو يمتاز بكونه واسع الانتشار في معظم المجتمعات البشرية إن لم يكن فيها كلها.

وتذهب بعض الدراسات إلى أنه على الرغم من أن الغموض ما زال يكتنف الخصائص التركيبية للعسل, وطرق تأثيره العلاجية, إلا أنها ترى أن الوقت قد حان ليأخذ الطب الحديث بعين الاعتبار هذا النوع من العلاج الشعبي, خاصة في ظل الاهتمام بالطب البديل, وظهور سلالات جديدة من البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية المستخدمة في العلاج الطبي، وهو ما يجعل العسل علاجا بديلا ناجعا.

ويعتقد الخبراء أن للعسل خصائص مميزة, تجعله يلعب دوراً بارزاً في مداواة وعلاج الجروح، منها على أنه سهل الاستخدام في تضميد الجروح, بسبب خاصيته السائلة, ولكونه لا يسبب الالتصاقات, التي تؤدي لتلف النسيج الحبيبي، فينمو النسيج ويشفى الجرح بدون ندبات, فضلا عن كونه يحرم الكائنات الدقيقة من الماء اللازم لنموها, بما يحتويه من نسبة عالية من السكريات.

وحسب المعطيات التي استخلصت من عدد من الأبحاث فإن العسل يحفز نمو الأنسجة, بما يضمه من أحماض أمينية وفيتامين (ج), وبخاصية الحمضية التي يمتاز بها, إضافة إلى كونه يحتوي على نسبة ضئيلة من البروتينات، وذلك يحرم البكتيريا من مادة النيتروجين الضرورية لنموها. كما أن العسل يمتاز باحتوائه على مادتي (الهيدروجين بيرو**يد-الماء الأ**جيني) ومضادات المؤ**د, اللذين يثبطان من نمو البكتيريا.

ويعتقد أن خاصية العسل المحبة للماء، تمنحه القدرة على امتصاص بخار الماء من الوسط المحيط بالجرح, مما يحفزالتئام الجرح بدون ندبات يخلفها.

الاستخدامات العلاجية للعسل

وبالنسبة للاستخدمات العلاجية المتنوعة للعسل فإنه مضاد للبكتيريا ومطهر للجروح, وكان مجلس الاستطباب الأسترالي أقر في السنوات الأخيرة العسل كعلاج طبي مرخص به, وبادرت شركات الأدوية الأسترالية إلى إنتاجه كضمادات للجروح.

وقد جاءت هذه الخطوات بعد أن دلت الملاحظات السريرية, والدراسات المخبرية, على أن للعسل دوراً فعالاً في مكافحة البكتيريا ومقاومة الالتهابات. فالعسل يمتاز بقدرته على إزالة القيح والأنسجة الميتة دون ألم يذكر، وقد أثبتت إحدى الدراسات العشوائية فاعلية العسل في التحكم بالتهابات الحروق بشكل يفوق النتائج المسجلة باستخدام Silver Sulphadiazike الواسع الانتشار, والمستخدم في مثل هذه الحالات في معظم المستشفيات.

وتشير الأبحاث العلمية إلى أن العسل أظهر فاعلية واضحة في القضاء الكامل على البكتيريا العنقودية الذهبية Staph aures, وما يقرب من 20 سلالة من البكتيريا الزائفة Pseudomom وسلالات MRSA المسببة للالتهابات الحرجة للجروح، والعديد من الأنواع الأخرى, التي لم تظهر استجابة للعلاجات المعروفة طبياً.

وأثبتت الدراسات التي أجريت على الأنسجة في جروح الحيوانات المخبرية أن للعسل القدرة على التقليل من الودمات والإفرازات النضحية للجروح, مما يساهم في تحسين الدورة الدموية الخاصة بها, ويقلل من الألم. وهو أيضا محفز لنمو الأنسجة, وهذا التأثير ينتج عن قدرة العسل على تكوين وتحفيز الأنسجة الحبيبية السليمة والتظهرن epithalization، مما يساعد الجلد على اكتساب ليونته الطبيعية, دون الحاجة للتدخل الجراحي المتمثل في الجراحات التجميلية, فضلا عن كونه يعطي الجلد التغذية اللازمة للالتئام السريع, ويخلصه من الأنسجة الميتة.

استخدام العسل كضمادات طبية ولمقاومة الأورام الخبيثة

وترى الدراسات أهميته كضمادات طبية في جروح العمليات الجراحية, فإذا استخدم العسل في مثل هذه الأنواع من الجروح, فإنه يحمي المريض من الإصابة بالالتهابات الناتجة عن بقائه في المستشفى, والتي تتسبب بها عادة البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية. كما أنه أظهر فاعلية واضحة في تطهير وتنظيف الجروح القيحية والجروح المصابة بسلالات MRSA المتعددة.

أما بالنسبة للحروق فقد أظهر العسل نتائج فعالة تفوق ما نتج عن الاستخدام الطبي لموادOpsite silver sulphadiazine وخاصة في الحروق متوسطة الدرجة. فالعسل يحفز التئام المنطقة المحترقة, دون أن يتسبب بتهيج الأنسجة, ويقلل من فرصة ظهور الندوب المتضخمة hyper tropic star , كما أنه يمنع نمو المستعمرات البكتيرية عـلى المنطقة المصابة.

وساهم العلاج بالعسل أيضاً في اختفاء الروائح الكريهة, التي كانت مصاحبة دوماً للعلاجات الأخرى للحروق.

ويستخدم العسل كضمادات ملطفة للعناية بالأورام الكمئية الخبيثة, وهو يستخدم أيضا في التقليل من فرصة غرس الخلايا السرطانية في الجلد, بعد إزالة الأورام.

شروط وكيفية استخدام العسل

واستدل الخبراء أنه على الرغم من ثبوت فاعليته في علاج البالغين والأطفال, ممن تجاوزوا السنتين من العمر، إلا أن هناك بعض الإحترازات الهامة, التي يجب إتباعها عند استخدام العسل علاجياً, فقد أظهر بعض الأشخاص عوارض ناتجة عن حساسيتهم تجاه بعض المركبات البروتينية الموجودة في العسل. وهذا يدفع الأطباء إلى التنبيه على ضرورة المراجعة الطبية للأشخاص, اللذين يعانون من حساسية تجاه لسعات النحل، وفي حالات الحمل أيضاً.

وينصح المرضى الذين أظهروا إحساسات مشابهة للسعات النحل, والتي استمرت لما يزيد عن 15 دقيقة بعد استخدام العسل كضمادة للجرح, أن يتوقفوا عن استخدامه، لأن هذه الأعراض قد تدل على حساسية تجاه العسل.

فوائد كثيرة للعسل

وفي العموم فإن فوائد العسل تبدو من خلال استخدامه لحماية الجروح من الالتهابات, ولكونه يوفر بيئة رطبة ملائمة لإلتئام الجرح، لا تسمح للبكتيريا بالنمو, وفي حالة إصابة الجرح, فالعسل قادر على تطهيره من الالتهابات, بما فيها ما تسببه البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية.

والعسل يساعد في التقليل من التدخلات الجراحية لتنظيف الجروح وإزالة الأنسجة الميتة, ويحفز الدورة اللمفاوية, بسبب تأثيره الإسموزي, مما يساهم في تنظيف قاعدة الجرح, كما يساعد في إلتئام الجروح دون ندوب وبقايا متضخمة من الجلد.

وبسبب سهولة إضافته وإزالته عن الجروح، فإن العسل يجعل تغيير الضمادات غير مؤلم للمرضى. وهو يستعمل أيضا كضمادة للالتهابات تقلل من وذمة الأنسجة, مما يساعد على تحسين الدورة الدموية, ويقلل من الألم أيضا.

ويرى العلماء أنه إضافة للمزايا الطبية الناتجة عن استخدام العسل كمضادات للجروح, فهو يتمتع بمزايا إقتصادية منها أنه يقلل من التكلفة العامة لتغيير الضمادات, ويقلل من فترة البقاء في المستشفى. ويقلل تنظيفه للجروح من الحاجة للتدخلات الجراحية, وما يترتب عن ذلك من تكلفة إقتصادية.

من الايميل

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.