بسم الله الرحمن الرحيم.
المنهال بن يحيى البصري قال حدثني إياس بن حمزة رجل من أهل البحرين قال:
قالت امرأة من قريش يقال لها ماجدة كانت تسكن البحرين طوى أملي طلوع الشمس وغروبها فما من حركة تسمع ولا من قدم توضع إلا ظننت أن الموت في أثرها.
وكانت تقول سكان دار أوذنوا بالنقلة وهم حيارى يركضون في المهلة كأن المراد غيرهم أو التأذين ليس لهم والمعنى بالأمر سواهم آه من عقول ما أنقصها ومن جهالة ما أتمها بؤساً لأهل المعاصي ماذا غروا به من الإمهال والإستدراج.
وكانت تقول بسطوا آمالهم فأضاعوا أعمالهم ولو نصبوا الآجال وطووا الآمال خفت عليهم الأعمال.
وكانت تقول لم ينل المطيعون ما نالوا من حلول الجنان ورضا الرحمن إلا بتعب الأبدان لله والقيام لله بحقه في المنشط والمكره.
وكانت تقول كفى المؤمنين طول اهتمامهم بالمعاد شغلاً.
وكانت تقول لو رأت أعين الزاهدين ثواب ما أعد الله لأهل الإعراض عن الدنيا لذابت أنفسهم شوقاً إلى الموت لينالوا من ذلك ما أملوه من تفضله تعالى .
المرجع/صفة الصفوة ل*** الجوزي
وجزاكم الله خيراً أيها الأحباب الكرام.