إن تبديد طاقة النفط بلا حساب من قبل ((العالم الحر )) تحت الإشراف الصهيوني ، يوشك أن يستنفذ الكميات الاحتياطية في مدى 12 سنة ، فيحرم الصناعة البتروكيميائية من المواد الأولية و يلوث البحار و الجو بالسموم اللاعلاج لها .
1- لقد استهلكت القارتان الأمريكيتان و عدد سكانها 470 مليون نسمة 863 مليون طن من النفط .
2- و الاتحاد السوفييتي و أوروبا و الشرق و الصين و عدد سكانهم 1200 مليون نسمة ، استهلكت 300 مليون طن من النفط .
3- و أوروبا الغربية (1969) و عدد سكانها 395 مليون نسمة استهلكت 560 مليون طن من النفط .
4- و من 1950 إلى 1970 ، ارتفعت الكمية المستهلكة اربعة اضعاف .و ستبلغ سنويا 1990 9مليار و 412 مليون طن من النفط ( المعدل 4700 مليون نسمة ) فتستنفذ الاحتياط قبل 1985 .
في 1971 ، إن ثلثي الاحتياط العالمي من النفط هو من إنتاج البلدان العربية و إيران ، والثلث الباقي في سائر أنحاء العالم. وقد أعلنت شركة (( أرامكو)) التي تستثمر النفط العربي في الشرق الأوسط عن مشروع يرفع في ثلاث سنوات إنتاجها إلى ثلاثة أضعاف عمت هو سنة 1970 و الذي سيتجاوز عام 1974 مليارين و سبعين مليون طن في السنة مقابل 12 مليونا سنة 1940 ، فلو حصل تبديد الطاقات على الطريقة الأمريكية ضد أوروبا و البلدان العربية ، فسيفتقر الناس في كل مرافق النقل إلى الطاقة البترولية ( إلا إذا ساعدهم السوفييت ) سنة 1980 برغم ارتفاع الأسعار أربعة أضعاف .
النفط في صحراء سيناء :
في إسرائيل ، أثارت قضية مدير إدارة الشركة الحكومية التي تستثمر نفط سيناء فضيحة تتعدى الأسرار العسكرية و حماية الوزراء الثلاثة . لقد باع هذا المدير الذي كان سابقا مدير شركة خاصة ، من الدولة اليهودية بمبلغ 700مليون ليرة إسرائيلية أدوات و أجهزة للتنقيب عن النفط و الحفر قديمة لا يتعدى ثمنها 120 مليونا . إن هذه الفضيحة و ما لحق بها من الاستيلاء على المعدات المصرية دلت على نزاهة القادة الإسرائيليين الذين يستثمرون دولاراتهم في الخارج ، في أفريقيا السوداء ،و أوروبا الغربية ،و كندا و سائر الأموال التي تفرق عليهم من أجل المثل الأعلى الصهيوني .
إن الأسرار التي تكشف عنها حادث ناقلة النفط الليبيرية التي أصيبت بطلقات من البازوكا لدى مرورها في باب المندب ( صيف71) أثبتت بأن أسطولا خطيرا من النفط إسرائيليا يبحر في ظل الأعلام البنامية و الليبيرية غير المسؤولة . و من جهة أخرى ، بات معروفا أن تلوث مياه البحار مرارا سببته هذه السفن التي أنشئت اقتصاديا و مجهزة برب***ة من المغامرين تحميهم الصحافة في البلدان المعنية. و في حين أن التأمين ضد الغير بات إجباريا لسائق سيارة ، باستطاعةهذه المراكب الإسرائيلية القراصنة دون علم موثوق به ، صالح ، أن تلوث البحار و المحيطات والشطآن إلى ما شاء الله دونما رادع أو عقاب . إن احتلال إيران للجزر العربية في مضيق هرمز بناء على مشورة الأمريكيين و الإسرائيليين طبعا يشكل أمرا خطيرا للغاية تكون له أبعاد و مضاعفات بالنسبة إلى حكومات المنطقة . إن هذا التحدي المقصود للعرب بحجة رحيل الإنجليز وضرورة الاحتفاظ بممر ثلثي نفط العالم قد اقترف في وقت قصير مباشرة قبل العمليات البا**تانية في البنغال و التي أثارت ردة الفعل الهندية ضد تهجير حوالي عشرة ملايين لاجئ بنغالي إلى الهند ، أرض المجاعة المدججة بالأسلحة الأمريكية الصهيونية المعدة للقتال . ففي صحيفة ((تريبون دي ناسيون )) ( 10 كانون الأول 1971) أظهر بيار روسي أن تجهيرات هذه العملية كانت مرتبطة بتزويد ( إيران بطائرات ((الفنتوم)) و صورايخ و دبابات هجومية بمبلغ مليار دولار )، و بتدريب فرق من الطيارين الإسرائيليين ضد البلدان العربية المنتجة للنفط .
و هكذا جرى تحويل التمنع الأمريكي بتسليم طائرات فانتوم إلى إسرائيل الذي كان مجلس الشيوخ يطالب به إدارة ني**ون الرازحة تحت مسؤوليات تزداد خطورة بالنسبة إلى البلدان العربية ،وتم في الوقت نفسه الانسحاب الإجباري للقوات البريطانية من المنطقة التي طالما دعاها شاه إيران إلى الرحيل بأسرع وقت ، قد عوض عنهما بالتدخل الإسرائيلي المباشر في هذه المنطقة الأكثر حساسية فيما يتعلق بمسائل النفط على سطح الأرض ، وذلك لكي تبقى أوروبا تحت رحمتها .
على كل حال ، إنه من غير الممكن أن يتحمل كبار الضباط الإيرانيين نفقات يسببها الغير على حسابهم بينما يتنصل القادة الأمريكيون و تشتد وطأة انعزل إسرائيل . ففي هيئة الأمم المتحدة (13-12-71) صوتت لصالح إسرائيل حول إرجاعها الأراضي العربية المحتلة كل من كوستاريكا ، جمهورية دومينيكانا ،سلفادور ، هاييتي ، إسرائيل ، نيكاراغوا ،و أوراغواي ،وهي دول ماسونية صهيونية لا تزال مقيدة في حين أن الدول المترددة التي تمنعت عن التصويت هي أستراليا ، البرازيل ، كندا ، الدنمارك، آيسلندا ، مدغشقر، نيوزيلندا ، سنغافورة، أسوج، و الولايات المتحدة ، بالإضافة إلى الدول العربية التي لا تعترف بالصهيونية .
و هكذا تجد الصهيونية نفسها وحدها في الدفاع عن الكارتيل الإيراني.
من كتاب : العار الصهيوني … آفاته و كوارثه
للكاتب : لوسيان كافرو-ديمارس