تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » الصهيونية و النفط 8

الصهيونية و النفط 8 2024.

1916-1924 : تحالف الكارتيل مع الصهيونية

في أسوأ فترات الحرب ، كان اتفاق ساي**- بيكو 1916 قد تخلى لانجلترا عن الحقوق القديمة للدبلوماسية الفرنسية حول قبرص و فلسطين مقابل منطقة تحتلها فرنسا في لبنان و على الشاطئ السوري و خليج إسكندرون الممتد من آسيا الصغرى إلى الحدود الإيرانية و يشمل منطقة الموصل المسيحية الآشورية الكلدانية و هي منطقة تحتوي على النفط الذي أصبح ثمينا .
كان هذا التعهد بمساعدة فرنسا للأقليات المسيحية الللبنانية و السورية ، الأرمنية و اليونانية ، التي طالما عانت الأمرين ، كذلك إلى سائر الأصدقاء الآشوريين- الكلدان و السريان و الأتراك و الأكراد المحبذين ، يتمشى مع إشعاع ثقافتها و تقديرا لشرف التضحية التي بذلها الألوف من الأرمن الذين ماتوا باللباس الفرنسي على جبهات القتال في فلسطين وفردان .
كان التخلي عن هذا الاتفاق من قبل رئيس الوزراء جورج كليمنصو الماسوني المعادي للأكليروس الشهور الذي خدعه رئيس غرفته جورج مانديل خيانة للعهود . وفي 2 كانون الأول 1918 ، تمكن لويد جورج رئيس الحكومة البريطانية يعاونه مارك ساي** ، النائب الصهيوني في مجلس العموم ،و ممثل مصالح فريق شل-رويال دوتش من جهة ،و ودرو ويلسون رئيس الولايات المتحدة الصهيوني المتدخل لمصلحة روكفلير (ستندارد أويل نيوجرسي ) من جهة أخرى ، تمكن هؤلاء من انتزاع تخلي كليمنصو عن الحقوق الفرنسية في آسيا الصغرى و لا سيما عن البترول .
لقد قرر هذا الاتفاق السري الماسوني المصير المأساوي للسياسة العالمية في مدى نصف قرن من الصهيونية .
إن مؤتمر السلم الذي دام من كانون الثاني إلى تموز 1919 ، قلب الخريطة السياسية الأوروبية و العربية رأسا على عقب لمصلحة الوطن القومي اليهودي في فلسطين بعد التعديلات المتعاقبة للحدود ،بالطريقة الصهيونية للإبادة التدريجية ، أزيلت من الخريطة المناطق الأرمنية و الآشورية- الكلدانية و الكردية ، في حين على الع** حددت خريطة فلسطين الإقليم السوري ، المناطق الإنجليزية و الفرنسية حيث تمر أنابيب النفط .
و في منطقة الموصل التي احتلتها القوات البريطانية ، قضي على 150 ألفا من الطوائف المسيحية بين 1920 و 1924 ، بينما لجأ الباقون إلى إيران و سوريا ، و طمس الانتداب أنباء الإبادة التي عاناها الأرمن و اليونانيون .
و تم تقسيم حصص نفط الموصل إلى الشركات الغربية كما مر بنا سابقا.
و قد اضطر غولبنكيان إلى أن يتنازل للكارتيل عن 95% من النفط الذي كان حصل عليه بواسطة فرمان لينقذ حياته و هو معروف بأعماله الخيرية تجاه الشرق ( لقد مات) .
((إن تروست النفط الأمريكي كان حكومة ذات سيادة تعلو الحكومة الوطنية و منظم بالطريقة نفسها .و كانت الفروع ال33 في الولايات المتحدة تشرف على 90% من الإنتاج العالمي ….وهو يملك ما ينيف عن 90%ةمن أنابيب النفط التي كانت تمثل من 80إلى90% لقد ربح السوق الأوروبية التي كان يستثمرها محددا أسعارها كما يريد .و بما أنه كان يشتري بسهولة ضمير الحكام و كبار الموظفين و النواب و الشيوخ ، كان يعتقد نفسه مطمئنا من جهة الدولة ))(ب برنكافور)
إن التروست (شركة احتكار )-شل-رويال دوتش كان هو نفسه ، سواء في المملكة المتحدة أم في المملكة الهولندية ، دولة في قلب هذه الدول تحت سيطرة الصهيونية الماسونية .
و قد أنشأت هذه التروستات ، كارتيل النفط العربي و الإيراني فرعا : شركة نفط العراق ( آي بي سي ) ، الذي شكل دولة فوق الدول العربية الموضوعة تحت حماية الانتداب العسكري الإنجليزي و الفرنسي في العراق و سوريا و لبنان ، في الأردن و فلسطين . إن فرع الكارتيل هذا كان يتمتع بسلطات سرية منها تحديد حدود العراق و سوريا و الأردن عن طريق الانتداب و عصبة الأمم .
من وجهة عامة في الشرقين الأدنى و الأوسط ، كان الشيطان الصهيوني موجودا في كل مكان في احتكارات النفط التي تدير سياسة الانتداب .
إن القادة الماسون ،الذين كانوا يديرون الجمهورية الثالثة و أراضيها عبر البحار و كانوا يحرثون الجمود في أفريقيا الشمالية و الوسطى ، في مدغشقر و الأنتيل ، وكورسيكا وفرنسا نفسها ، قاموا بالعمل نفسه في دول المشرق المنتدب عليها حيث كان للمفوض السامي سلطات نائب الملك .كانت الحقبة التي قام خلالها الانتداب 1919-1940 عقيمة . فالأشغال العامة ، والبراق و البريد و الهاتف و السياحة …..التي كانت بيد الارتجال جعلت هذه الدول تتقهقر في ظروف مأساوية .
ظل غورو غاريبالديا نسبة لغاريبالدي ، و ويغان المؤيد للبابوية فقد حظوته ،و سراي ، أستاذا أعظم للماسونية جاء من سالونيكا ،فجند عددا من الماسون و طلب إليهم الانضمام إلى محفل ((الاتحاد والترقي)) المتصل بالمحافل الإيطالية ، ثم أمر بقمع الدروز و السوريين . ثم حل مكانه جوفنيل لمجرد تحول سياسي .و تبعه بوسنو لينام ودي مارتيل ليغير الأوضاع .و كان على السياسة (البروتستانتية) للانتداب الفرنسي ( الماسوني الصهيوني) أن تقضي على ((العصاة)) السوريين على يد الجيوش المستعمرة . كان ثمة تقدير في مراتب الترقية العسكرية في المشرق كما كانت جوائز محترمة توزع على المحظوظين .و قد أفاد منها ((غاملان)) و ((هوتزنجر)). و سنة 1939 حصل إفراط في التجنيد و المصادرة من قبل المنتدب ضد هذه الدول المحتلة . وحصل إنزال الجيش في سالونيكا و حملة إلى القفقاز للاستيلاء على البترول . وجرت عودة إلى الأهداف القديمة الماسونية التي لم تتبدل طيلة 20 سنة من 1919 إلى 1939 عاد الحرب ليستأنفها .
و في حزيران 1940 ، لم ينتهز الثوار فرصة انهزام فرنسا التي تألم من جرائها السوريون و اللبنانيون، أصدقاء الفرنسيين ،ليفيدوا منها .و بفعل سرعة التقلب الماسوني الانتهازي ، أصبحت القيادة الفرنسية العليا فيشستية أي موالية لحكومة فيشي إثر استسلام فرنسا ،ثم برونازية ، أي موالية للنازية الهتلرية ، وذلك لاستقبال الطائرات الألمانية المرسلة لمساندة ثورة رشيد عالي في العراق 1941
و هكذا تصدت الفرق الفرنسية الفيشستية إلى الإنجليز ، أي إلى الأستراليين و الهندوس ، و الأفريقيين الجنوبيين ،و كذلك إلى فرقة قوات فرنسا الحرة التي كانت بقيادة الجنرال كاترو ، الأستاذ الماسوني الأعظم ، زوج الملكة مارغو الاشكنازية .و هنا أيضا ، أهرق الدم الفرنسي بناء على أوامر تشرشل الموالي للصهيونية . حيث كان يتم تكرير نفط كركوك الفرنسي .
و الجدير بالتذكير أنه في حيفا ، حيث كان عليه أن يعبر بأنابيبه منعرجات ومنعطفات في حين أبقت السياسة الماسونية الصهيونية المتحكمة بالامبراطورية الفرنسية الفرع المباشر للأنابيب و مصبها الطبيعي في طرابلس دون تجهيز وقتا طويلا .
لقد انتهى الاحتلال الفرنسي لسوريا في ربيع 1945 مع آخر حرب ماسونية جرت في دمشق و تكررت في بيروت في 11 تشرين الثاني 1943 ضد الحكومة اللبنانية بواسطة الجهاز الموالي للصهيونية و المؤلف من بليم و بوغنر و غوتيه و رفاقهم الماسون .
و قام الجنرال أوليف روجيه دون علم الجنرال ديغول المندوب الفرنسي في دمشق و الذي كان على اتصال مع الإنجليز الصهاينة في فلسطين، يقذف بالفرق السنغالية إلى مهاجمة نواة الجيش السوري . ففاجأت حرس البرلمان الذين كانوا يغطون في نومهم و ذبحتهم الواحد تلو الآخر . وقصف الجيش الفرنسي دمشق بالقنابل .و القوات المصفحة الإنجليزية التي أتت من فلسطين و التي كانت تحكمها لندن تدخلت بحجة إعادة الأمن و الاستقرار .و كانت ردود الفعل في سوريا ضد الفرنسيين رهيبة جدا لدرجة أن الخيالة السوريين ذبحوا ضباطهم الفرنسيين الذين غدوا في عزلة تامة .و في باريس ، ألقيت محاضرات في المحافل فيما بعد ادعت أن المعركة شنها السوريون .و كان على الحرب ضد العرب أن تستمر في الجزائر بأحداث أودت بحياة 45 ألف جزائري .و قد شهدت السنة نفسها انتفاضة حاسمة للصهيونية لتقسيم فلسطين و خلق إسرائيل و تنمية استثمار النفط

من كتاب :العار الصهيوني ..آفاته وكوارثه
للكاتب :لوسيان كافرو-ديمارس

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.