تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » الصهيونية و النفط 3

الصهيونية و النفط 3 2024.

  • بواسطة
1970- النفط حرب الهند الصينية و الصهيونية :

في عداد المعلومات الصحافية التي تلقيناها خلال آذار و نيسان 1971 ، لم تشر إليها قط الصحافة الصهيونية الفرنسية و الانجلو سا**ونية ، نورد فيما يلي مقطوعات نشرت في جريدة ( لو موند ) :
((أمن المفروض أن يموت أبناؤنا من أجل النفط ؟)) هو ذا السؤال الذي يطرحه يوميا 400 أو 500 أمريكي في رسائل موجهة إلى اللجنة الخارجية في مجلس الشيوخ التي يرأسها السيناتور فولبرايت ..سؤال لا ترد عليه الحكومة ..,و ترفض الحكومة في الواقع الإجابة بأي تفسير حول الحرب في فييتنام . إن اكتشاف حقول هائلة من النفط في تايلند و في فييتنام الجنوبية يفسر ازدياد وطأة العمليات العسكرية في الهند الصينية .
لذا ، ستدعم الولايات المتحدة نظام (تيو) لأن شركات النفط الأمريكية الكبرى أمثال ستندارد أويل أو نيوجرسي ))(( الغولف أونيون أويل))، تأمل في الحصول على امتيازات للتنقيب عن النفط على طول الشطآن الفيتنامية و الماليزية .
((و قد يبلغ كل امتياز 20 ألف كلم ، وقد تحصل كل شركة على خمس مساحات معدة لعمليات التنقيب . كما تتلقى هذه الشركات ضمانة حول ممتلكاتها و حقوقها بمأمن من التأميم كما يحق لها بالتالي تصفية النفط المستخرج…
((إنجاز أعمال و صفقات في فييتنام ))، هو ذا عنوان كتاب الدعاية أصدرته الشركة الأمريكية كركوود، كابلان روسان و فيتشي )) التي لديها مكاتب في هذه البلدان الصديقة ألاو هي جمهورية دومينيكانا ، تايلاند وإندونيسيا. (لوموند_ 9 شباط 1971).
و في خلال مناقشة جرت في آذار 1971 في واشنطن حول الضمانات التي أعطيت لشركات البترول القادرة على استثمار أموالها في فييتنام ، يبدو أن البنتاغون يلعب دورا في هذه الأمور حتى ولو حاولت الحكومة الأمريكية تخفيف أهميته . عندما وافق السيد (هناه) ، وهو خبير في المسائل الفييتنامية ،حين كان رئيسا لجامعة ميتشغن الرسمية ،على أن ترسل الجامعة إلى سايغون 1955 فريقا يناط به إلى جانب سائر المهمات ((إصلاح البوليس)) وجدت وكالة الاستخبارات الأمريكية نفسها قد تدخلت في تدخل الجامعة في حياة فييتنام الجنوبية السياسية .
وعلى حد قول السيد دافيد روكفلير سليل مؤسس أعظم شركة نفط في العالم (ستاندرد نيوجيرسي) ورئيس بنك النفط (شازمنهاتان )، أن مبلغ 36 مليار دولار سيجري استثمارها من الآن حتى 1980 على الشواطئ الآسيوية . ولكن القضية تقتصر على نفط الغد ، في حين أن مشكلة تزويد أوروبا بالنفط هي مشكلة آنية . إن الحقيقة القاسية تكمن في أن منابع النفط المكتشفة في الشرق الأدنى و في العالم لا تستطيع في غضون السنوات المقبلة (300 مليون طن ربما من الآن حتى 1975 سد مايفوق الزيادة التي ستطرأ على حاجات أوروبا الغربية التي استهلكت في العام الماضي 600 طن) . و إذا ما أخذنا بعين الاعتبار أن إنتاج بحر الشمال سيبلغ في حده الأقصى 50 مليون طن سنويا بعد خمس سنوات ، وأن إنتاج نيجيريا سيبلغ 150 طنا في الفترة نفسها . و ألاسكا التي يتحدثون عنها منذ مدة لاتساوي سوى النزر اليسير 125 مليون طن في السنة ،أي ما يعادل 10% من حاجات الطاقة التي استنفذتها الولايات المتحدة وحدها 1970 …(فتتكون دبلوماسية المركب الصغير قد غرقت في قناة السويس ….) (لوموند- أول نيسان1971) .
وهذا ما يفسر حرب الهند الصينية التي شنتها فرنسا لى ديان بيان فو من 1946 إلى 1954 (بغياب الجنرال ديغول) و من جهة أخرى ، هذا ما يفسر نتيجة التصويت في الكونغرس حيث النفوذ الصهيوني خطير و الذي مدد الخدمة العسكرية سنتين ب293 صوتا ضد 99 صوتا .
لقد تساهل الكارتيل و البنتاغون ،لا بل أرادا إغلاق قناة السويس من قبل الجيوش الإسرائيلية خلال حرب فييتنام ، و ذلك بغية رضوخ مصر و البلدان العربية إلى التهويل الصهيوني ، تحت ستار مضايقة نقل الاسلحة السوفييتية إلى الفييتناميين الشماليين . إن العلاقة المتبادلة بين حربي البترول و التي أشار إليها صراحة الجنرال ديغول 1968 ، قد ثبتت من تدخل الحكومة الأمريكية و الكارتيل لدى القادة الإسرائيليين لإعادة فتح القنال في أواخر1970 عندما تأكدوا من الفشل في الهند الصينية ، إن إرادة الولايات المتحدة في تحرير القنال قد ظهرت إثر عدة شهور من شل أنبوب نفط التابلاين الذي تعطل من صدمة تراكتور سوري في جوار خط وقف النار . (( لقد حصلت الحادثة في قطاع قريب من الجيوش الإسرائيلية المرابطة و المستعمرات الجديدة التي عوضت عنها التابلاين بسبب الأضرار التي لحق بها من تدفق الزيت الخام . مع ذلك ، لم يتدخل هؤلاء المحاربون المعروفون بعدوانهم لاستعجال تصليح الأنبوب المثقوب و لكن المحرم .
ولا بد أن تكون دبلوماسية الكارتيل السرية قد أعطت ضمانات للسوريين فيما يتعلق بانسحاب إسرائيل عامة و في وقت قريب للحصول على إذن بإصلاح الأنبوب . و هكذا تم التصليح بسرعة و زيدت العائدات النفطية بلا جدال مع تسديد المتأ***ت .في الواقع ، إ ن خيبات الأمل التي لاقاها الكارتيل في بحر الشمال و ألاسكا، و ليبيا أجبرته فعلا على إعادة النظر في قدرة التضامن بين البلدان العربية و وضعه الذي أفسدته الصهيونية بالنسبة إلى النفط العربي ، من ناحية ، ومن الحكومة الإسرائيلية القادرة على كشف أسرار الاتفاقيات الماضية معه قبل حزيران 1967 ، من ناحية أخرى .

من كتاب : العار الصهيوني .. آفاته وكوارثه
للكاتب : لوسيان كافرو – ديمارس

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.