لم يكن يعلم الطفل الشهيد حامد المصري بأن طفولته و حياته سوف تدمر بكل سهولة و بكل برودة أعصاب، و لم يكن يعلم هذا البطل الموسد بأن رصاصات الغدر الصهيونية ستصيب صدره الصغير، و ستقضى على نحبه و على زهرة شبابه، لينتقل إلى رحمة الله تعالى طيرا من طيور الجنة…
الشهيد حامد المصري،،الشهيد الحي الذي أبكى الجميع و أدهش عدسات المصورين بإبتسامته الجميلة و بباشة وجهه الصغير، و كأنما الذي يراه يعتقد بأنه حي و لم يمت بعد،،و بأن جسمه الصغير لا زال ينبض بالروح،و قلبه الأبيض لا يزال يخفق و يحلم بالحياة و العيش وسط الأحباب و الأصحاب!!
نعم هذا هو الشهيد الذي أدهشنا و أسكت و أخرس أقلامنا،، و كمم أفواهنا عن التعبير عن مدى دهشتنا لمنظره المريب،،هذا هو الشهيد الذي لم و لن تتناساه ذاكرة الجميع لما يحمل في شكله و صورته آلاف التساؤلات و آلاف العبارات التي تندد بالصمت العربي الرهيب،،الصمت العربي الذي قبل بتقبيل كف خنزير لعين،،و صفع كف طاهرة تنادي،،الصمت الذي جعلنا نحن العرب نمشي وراء الأنذال كالقطعان، و جعلنا نتخلى عن هويتنا العربية و الإسلامية، ليذبح أطفالنا بهذه الطريقة الوحشية،و تزهق أرواح فلذات أكبادنا بكل سهولة و بكل خزي و عار دامس!!
لا أعرف ماذا أقول في هذا الصدد..و لا أعرف كيف أنسج لكم عباراتي ،،كون الكلمات و الاحرف قد تبعثرت من أمامي،فالصورة و للأمانة أعظم من كل كلمة أكتبها و أندد بها،، و هي تجعلنا نبكي على حالنا المخزي الذي جعلنا ندس رؤسنا كالنعام تحت التراب، و نهرب من واقعنا كهروب الجبناء في ميدان الجهاد!!!
فيا عرب و يا مسلمين،،كيف نرضى بذل بعد عزتنا؟؟ و كيف نغمد سيوفا بعد أن كانت منطلقا!! و كيف تعلو جبال الكفر شامخة..و نستريح نحن العرب النائمين بين الورد و العبقا..و كيف نرجو من الكفار نصرتهم،،و مسدسهم يقتل صغيرنا و كبيرنا؟؟و كيف نحيا قرير العين هادئها،،و أمتنا تعاني الوهن و الضعف،،كيف يا عرب كيف؟؟
كم ميلليمترا من الدماء تريدونه يا عرب من الشعب الفلسطيني حتى تتزعزع نخوتكم و يصحو ضميركم الميت سريريا للمطالبة بحق الفلسطينيين الأبرياء؟ الشعب الفلسطيني لا يريد **رة خبزكم و شوالة طحينكم،،الشعب الفلسطيني له مطالب سامية عالية، لترتقي بواقع حاله و تسمو هذه المطالب عاليا لتعانق سماء الحرقة،و تحد من سقف العدوان الصهيوني الجسيم…
يا إخوتي العرب:
القدس في خطر…
والأرواح تزهق بلا سبب..
فالأم ترمل..
و الإبن يأسر..
و الأب يقتل..
والطفل يذبح في أحشاء أمه..
و نحن ننتظر..
و في الأخير نسكت ونلوذ بالصمت الرهيب..
ليدوم الحال..
ويصبح من المستحيل تغير المحال!!
فهل يتبقون ساكتون..صامتون..مكمموا الأفواه غير قادرون على الحراك!!
هل ستتركون أذل خلق الله يذودون في الأرض الفساد!!
أجيبوني رعاكم الله إن كنتم تسمعونني!!
رباه:
خذ مني فؤادي و أمنحني…
سلاح أمتطي به صهو المنون..
فإني لم أعش لأذوق ذلا..
و لا لأذوب في حضن حنون..
ولكن كي أذود عن حماي..
شربنا الذل من شر الأعداء..
وسرنا كالقطيع بكل واد..
فتبا..تبا للحياة إذا أهنا..
و أهلا بالموت في الجهاد..
وأهلا بالموت في سبيل الله..
أهلا بإسمنا اجديد.."شهيدة" تمضي في قوافل الشهداء…
مسك الختام:
أختم مقالتي بلسان إبني و حبيبي و قرة عيني حامد،،الذي يقول على لسان حاله مما حدث له وما يحدث لأبناء فلسطين و العراق و كل مكان الأبيات الآتية:
نسبى و نطرد يا أبي و نباد
فإلى متى يتطاول الأوغاد
و إلى متى تدمي جراح قلوبنا
و إلى متى تتفرخ الأكباد
أصحو على عزف الرصاص و كأننا
زرع و غارات العدو و حصاد
أوما لنا في المسلمين أحبة
فيهم من العار متمنين سداد
ياويحنا ماذا أصاب رجالنا
أومالنا سعد و لا مقدار
أواه يا أبتي على أمجادنا
يختال فوق رفاته جلاد
لا تخشى يا أبتي علي فربما
قامت على عزم الصغير بلاد
ميعادنا النصر المبين فإن يكن
موت فعند الله الميعاد
دعنا نمت حتى ننال شهادة
فالموت في درب الهدى ميلاد
كلمة أخيرة من كاتبة السطور:
لئن وقف الطغاة أمام دربي…
و إن كادوا بدكيدهم المهين.
فلن تهدأ رياحي عاصفات..
ونصر الله في البيداء يقين..
وسنمضي على العهد..
و سنتمسك بسلاحنا..سلاح القلم..
من أجل نجاهد و ندافع و نكشف حقائق العدو الغادر للجميع..
ومن أجل أن نفضحهم على الملأ..و نوضح حقيقتهم لكل من اتبع ملتهم..
و من أجل أن نعلى كلمة الله تعالى لأنها هي العليا..
ونن** كلمة اليهود و النصارى هي السفلى..
والله على ما أقوله شهيد…
ونحن لها بإذن الله تعالى..
ليس لدي ما أقوله أكثر،،و أترككم مع الصورة،،فالصورة مثل ما يقال: بألف كلممممممممممممممممة!!!!!!
بقلم الماضية على نهج الشهداء: ريح المسك
الله يرحمه و يغفر له
موضوعك يدل على مدى وطنيتك وحبك للقومية العربية .
بارك الله فيكي .
وكثر الله من أمثالكctures