1- ظالم لنفسه 2- مقتصد 3- سابق بالخيرات
أولاً – الصنف الظالم لنفسـه :
شاب ظن أن الحياة لعب و لهو و غناء و أكل و شرب و نوم و ذهاب و إياب ، و ما عَلِم أن الله سوف يسأل عن كل دقيقه من دقائق حياته .
شاب جعل هذه العطله أو الاجازه للشهوات و لتضعيف السيئات و نسي رقابة الواحد الأحد رب الارض و السموات .
شاب نسي مراقبة الله ، و عين الله ، و لقاء الله ، نسي أنه ***ٌ لخالد بن الوليد الذي اسمع اذن الدهر ، و خطب على منبر الدنيا ، و اسال دم الوثنيه في الأرض لترتفع راية لا اله الا الله .
نسي أنه ***ٌ لسعد بن ابي وقاص الذي دكّ إيوان **رى و كبّر في الإيوان وانصدع فقال{ كَمْ تَرَكُوا مِن جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (25) وَزُرُوعٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ (26) وَنَعْمَةٍ كَانُوا فِيهَا فَاكِهِينَ (27) كَذَلِكَ وَأَوْرَثْنَاهَا قَوْماً آخَرِينَ 0{
نسي أنه ***ٌ لعمر بن الخطاب الذي إذا ذُكر في مجالس القياصره و الأكاسره فزعوا لذكره !!
يامن يرى عمراً ت**وه بردته*** و الزيت أُدم له و الكوخ مأواه
يهتز **رى على كرسيه فرطاً*** و مــلــوك الـــروم تخشـــــاه
و أبناء عمر ، و أبناء خالد ، و أبناء سعد ، يخرجون مغنيين راقصين لاعبين مشجعين . لا و الله . هذا باطل و ظلم و جور
هذا الصنف يتحرى الاجازه بلهب ليذهب في كل مذهب ، أما الصلوات فلا تسأل عنها فقد ضيّعها ، و أما القرآن فهجره ، و أما الذكر فلا يعرفه ، و أما المسجد فما اهتدى اليه .
فيا رب ، هذه هي الأمه التي رفعت اسمك على النجوم لا تضيّع آخرها و احفظها كما حفظت أولها . يا رب ، هولاء أبناء الذين أسكتوا البشريه ليسمعوا كلامك الإنسانيه .
ثانيـاً – الصنف المقتصد :
شاب مقتصد لم يستغل الاجازه في معصية الله بل استغلها في المباحات ، يؤدي الفرائض و ينتهي عن المحرّمات . ينام نوماً عميقاً ، فإذا استيقظ اشتغل بالزيارات و النزهات .
فأين استثمار الوقت ؟؟ أين القراءه ؟ أين التلاوه ؟ أين العلم و التعلم ؟؟
ثالثـاً – صنف السابقين بالخيرات :
هم شباب الاسلام ، و هم نجم التوحيد ، وهم كوكبة محمد صلى الله عليه و سلم ، و هم الفجر لهذا الدين. إنهم شباب عرفوا الحياة و عرفوا أنهم سوف يقفون بين يدي علاً م الغيوب ، و عرفوا أن السلف الصالح استثمروا أوقاتهم في مرضاة الله .
هذا الشاب سابق بالخيرات ، كتاب الله خِدنه و رفيقه و ربيع قلبه ، لا تفوته الصلوات و لا تكبيرة الإحرام في جماعة .
حضرت الأعمش الوفاة فبكى أبناؤه . فقال لهم : ابكوا أو لا تبكوا ، و الله ما فاتتني تكبيرة الاحرام ستين سنه .
لأنه يريد جنة عرضها السموات و الأرض .
هؤلاء الشباب مقبلون على العلم إقبالاً جازماً و عازماً على استثمار الوقت ، دروسهم دعوه ، جلساتهم إيقاظ و صحوه ، و حركاتهم طاعه . فهؤلاء الذين سبقوا بالخيرات { ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ {اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ وَمِنْهُم مُّقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ
فيا شباب الاسلام ، الا تريدون أن تكونوا من السابقين بالخيرات الذين ليلهم طاعه ، و نهارهم تسبيح و زلفى و قربى من الله . كمصعب بن عمير ، و سعد ، و خالد ، كطارق و صلاح الدين ؟؟؟
فهم :
عُبـّاد ليــل اذا جُـن الظــلام بهم *** كــم عـابـد دمعــه في الخـد أجراه
وأســـدُ غاب اذا نادى الجهاد بهم *** هبّوا الى الموت يستنجدون رؤيـــاه
يا رب فابعث لنـا من مثلهم نفراً *** يُــشــيــدون لــنــا مجــداً أضعنـاه
يا شباب الاسلام ، يا جيل محمد صلى الله عليه و سلم ، يا حفظة دولة الاسلام ، يا من دكّ أجدادهم دولة الاصنام ، أنتم مرشحون للعوده الى الله ، و أنتم مرشحون لقيادة البشريه .
من يقود الناس الا أنـتـم ؟ و من يوجه الناس إلا أنـتـم ؟
فانظر في نفسك ……أي الاصناف أنت ؟؟
اللهم ردنا اليك رداً جميلاً ، و كفّر عنا سيئاتنا ، و أصلح بالنا ، و أخرجنا من الظلمات الى النور و صلى الله و سلم على سيدنا محمد . آخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .
.